بأداء عالمي ممزوج بالثقة، أسقط الهلال ممثل الكرة السعودية، منافسه فلامنغو البرازيلي بطل «كأس ليبرتادوريس» 3 – 2، وحلق إلى نهائي مونديال الأندية المقام في المغرب، في إنجاز تاريخي يدون بحروف من ذهب في سجلات الكرة السعودية.
وكان الهلال ثأر أيضاً لنفسه بعد الخسارة من الفريق نفسه في نسخة 2019 من البطولة بنتيجة 2 – 1.
ودخل الهلال التاريخ من أوسع أبوابه، بعد بلوغه نهائي كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوز مثير في نصف نهائي البطولة المقامة بالمغرب، وسجل سالم الدوسري الهدفين الأولين من «جزائيتين» بينما سجل لوسيانو فييتو الهدف الثالث. وينتظر الهلال الفائز من مباراة الأهلي المصري وريال مدريد اليوم لتحديد الطرف الثاني المتأهل للنهائي المقرر إقامته السبت المقبل.
وبدأ الأرجنتيني رامون دياز، مدرب فريق الهلال، المباراة بقائمة بدأت مغايرة عن المواجهة الأولى، وذلك بحضور الثلاثي خليفة الدوسري وكاريلو وفييتو في القائمة الأساسية، وذلك للأدوار الدفاعية التي يجيدها الدوسري مقابل حضور مفاجئ لكاريلو الذي كان أقرب للغياب بداعي الإصابة.
وخطف فريق الهلال جزائية مبكرة منحته ثقة كبيرة في اللقاء أمام بطل أميركا الجنوبية، بعدما سقط الأرجنتيني لوسيانو فييتو لاعب خط وسط الفريق الأزرق في الدقيقة الثالثة من عمر اللقاء، تقدم لها سالم الدوسري ولعبها بإتقان داخل الشباك البرازيلية.
واندفع لاعبو فلامنغو البرازيلي نحو المقدمة وشكلوا ضغطاً كبيراً على فريق الهلال الذي تراجع للدفاع عن تقدمه والإبقاء على شباكه نظيفة، أربك الهدف المبكر حسابات فلامنغو وتحصل اثنان من لاعبيه على بطاقات صفراء في وقت مبكر.
ولم يدم صمود فريق الهلال طويلاً بعدما سدد بيدرو غيليرمي كرته صوب شباك عبد الله المعيوف مع الدقيقة 20 في لقطة حملت أخطاء مشتركة بين دفاع الفريق الأزرق.
وبعد التعادل مالت كفة الأفضلية لصالح فريق فلامنغو البرازيلي الذي رفع نسبة استحواذه لأكثر من خمسين في المائة، وسط انضباط دفاعي كبير للهلال منع جميع المحاولات للوصول لمرماه.
وحملت الدقائق الإضافية قبل نهاية الشوط الأول أخباراً مفرحة للهلاليين بعدما تكرر السيناريو ذاته بحصول فييتو على ضربة جزاء عاد معها حكم اللقاء لتقنية الفيديو المساعد وقرر احتساب الجزائية، ومنح سانتوس بطاقة حمراء بعد حصوله على الصفراء الثانية.
ونجح سالم الدوسري بتسديد ضربة الجزاء داخل الشباك مُعلناً تقدم فريقه مجدداً بهدف ثانٍ قبل الدخول لغرفة تبديل الملابس.
وبعد دقائق من انطلاق الشوط الثاني، تخلى دياز عن مهاجمه إيغالو وزج بالبرازيلي ميشايل ديلغادو، وذلك لفاعلية عددية والاعتماد على الكرات المرتدة بفضل المجهود البدني المميز لماريغا وسالم وميشايل.
ومنعت العارضة فريق الهلال من تعزيز تقدمه مع الدقيقة 58 بعد مجهود فردي لموسى ماريغا الذي راوغ دفاعات فلامنغو ومرر الكرة عرضية لخليفة الدوسري، الذي سددها قوية ارتطمت بالعارضة وتحولت لخارج الملعب.
ومع الدقيقة 70 انطلق الهلال بهجمة مرتدة تناقلها موسى ماريغا وسالم الدوسري، حولها الأخير ساقطة نحو فييتو الذي سددها قوية سكنت شباك فلامنغو كهدف ثالث، ليتوج مجهوده المميز في المباراة ويدون اسمه في قائمة هدافي الفريق في بطولة كأس العالم للأندية.
ويتحدد اليوم الطرف الثاني للنهائي، من خلال المواجهة المثيرة التي ستجمع الأهلي المصري العريق مع العملاق الأوروبي ريال مدريد، الذي لم يعد يملك الكثير من الخيارات لتفادي أزمة داخل أروقة «البيت الأبيض» سوى الفوز بكأس العالم للأندية.
ويخوض الأهلي، الذي يدربه المدير الفني مارسيل كولر ويتصدر الدوري المصري بفارق ست نقاط أمام أقرب منافسيه، هذا الدور للمرة الخامسة في تاريخه والثالثة على التوالي.
وإلى جانب الدعم الجماهيري الكبير من قبل الجماهير المغربية وعشاق الأهلي، يتسلح الفريق المصري بالمعنويات العالية بعد أن حافظ على سجله خالياً من الهزائم في 23 مباراة متتالية بكل المسابقات، كما حقق الفوز في آخر خمس مباريات له في كل المسابقات.
ويشارك الأهلي في مونديال الأندية للمرة الثامنة وينفرد بالصدارة من حيث عدد المباريات التي يخوضها أي فريق في تاريخ البطولة برصيد 20 مباراة، وبوصوله إلى الدور قبل النهائي ضمن رفع رصيده إلى 22 مباراة عبر النسخة الحالية.
ويعد الطموح في تحقيق إنجاز غير مسبوق من أبرز أسلحة الأهلي، حيث يسعى للتأهل للمرة الأولى إلى نهائي البطولة، التي أحرز المركز الثالث والميدالية البرونزية بها ثلاث مرات في أعوام 2006 في اليابان، و2020 في قطر، و2021 في الإمارات.