أزمة ميانمار تدخل عامها الثالث، ومبعوثة الأمين العام تؤكد ضرورة الوحدة الدولية لحل أزمة البلاد

أزمة ميانمار تدخل عامها الثالث، ومبعوثة الأمين العام تؤكد ضرورة الوحدة الدولية لحل أزمة البلاد

[ad_1]

ويصادف شباط/فبراير مرور سنتين على الانقلاب العسكري في ميانمار، والذي ألحق أضرارا جسيمة بالبلد والشعب، وتسبب في أزمة متعددة الأبعاد.

وأكدت المبعوثة الخاصة نولين هايزر، في بيان صحفي، على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية واتخاذ موقف موحد من خطط الجيش للانتخابات، وحماية المدنيين بما في ذلك الأشخاص داخل ميانمار واللاجئون.

وسلطت الضوء على ثلاثة مجالات رئيسية:

أولا، ينبغي على المجتمع الدولي- وخاصة المانحين وجيران ميانمار- أن يتعاونوا مع الجهات الإنسانية الفاعلة بما في ذلك الشبكات الإنسانية المحلية لتوسيع نطاق المساعدة المطلوبة بشكل عاجل لجميع المحتاجين دون تمييز ومن خلال جميع القنوات المتاحة.

ثانيا، ينبغي على المجتمع الدولي أن يصوغ موقفا موحدا أقوى فيما يتعلق بالانتخابات التي ينوي الجيش تنظيمها والتي ستؤجج المزيد من العنف، وتطيل أمد الصراع، وتجعل العودة إلى الديمقراطية والاستقرار أكثر صعوبة.

ثالثا، ينبغي على المجتمع الدولي تنفيذ التدابير لتعزيز حماية المدنيين داخل ميانمار وكذلك لاجئي ميانمار في المنطقة الأوسع.

 

لاجئو الروهينجا يصلون إلى كوكس بازار في بنغلاديش مشيا على الأقدام هربا من العنف في ميانمار.

Photo: WFP/Saikat Mojumder

 

كارثة إنسانية ذات تداعيات إقليمية ودولية

وبمناسبة الذكرى الثانية للانقلاب في ميانمار، أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا مع مبعوثة الأمين العام الخاصة إلى ميانمار، حيث استهلت الحوار بالحديث عن الوضع الحالي.

نولين هايزر: مر عامان منذ استيلاء الجيش على السلطة، بما عرقل بشدة الانتقال نحو الديمقراطية. لقد ألقى (هذا الانقلاب) بآثار كارثية على كل من البلد والشعب.

يحتاج 17.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية حاليا، مقارنة بمليون شخص فقط قبل استيلاء الجيش على السلطة.

هناك 15.2 مليون شخص يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي. تم حرق أكثر من 34 ألف مبنى مدني في العامين الماضيين. ويعيش 40 في المائة من الناس تحت خط الفقر، وفقا للبنك الدولي.

إنها كارثة إنسانية ذات تداعيات إقليمية ودولية. الناس على الأرض لهم رأي واضح جدا في أن الأزمة الإنسانية ناجمة عن أزمة سياسية.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي ظللت تركزين عليه منذ أن توليت منصب المبعوث الخاص إلى ميانمار؟

نولين هايزر: تأتي ولايتي من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي الأخير.

فيما يتعلق بولاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، تركز عملي بصورة أولية على أزمة الروهينجا في أعقاب هجرتهم القسرية عام 2017 والتي خلقت واحدة من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.

أركز على ضمان تهيئة بيئة مواتية لعودة الروهينجا، وهي مسؤولية الجيش في نهاية المطاف. في الوقت نفسه، يجب علينا تمكين المجتمعات من ترقية وتعزيز المزيد من التماسك الاجتماعي في ولاية راخين.

 لكن هذا وحده لا يكفي. عندما زرت مخيم كوكس بازار في آب/أغسطس الماضي، كان من الواضح جدا أن الروهينجا، وخاصة الشباب والنساء، يشعرون أنهم أصبحوا “جيلا منسيا”.

أنا مستمرة في الانخراط مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) لضمان أن تتصدر أزمة الروهينجا مكانة رفيعة في جدول أعمال الرابطة والعمل عن كثب مع منظمة التعاون الإسلامي للارتقاء بمستوى التعليم بالنسبة للاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة.

بعد الاستيلاء العسكري على السلطة، طلبت مني الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التواصل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سياسي للأزمة متعددة الأبعاد المستمرة من أجل إنهاء العنف وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون تمييز باستخدام جميع القنوات المتاحة، والتفاوض في نهاية المطاف على مسار عودة مستدامة إلى الديمقراطية تعكس إرادة شعب ميانمار.

في ضوء ذلك، وضعت إطارا ثلاثيا لدعم عملية تقودها ميانمار تسترشد بإرادة واحتياجات الشعب، وتستند إلى الوحدة الإقليمية ويدعمها تنسيق دولي قوي ومتماسك. هذا يعني أن الجميع منخرطون ويتعين علينا جميعا العمل معا.

 

في مخيم للاجئين في بنغلاديش، يتجمع أطفال الروهينجا في مركز تعليمي مؤقت يقدم أنشطة ترفيهية ودعما نفسيا اجتماعيا.

© UNICEF/Rashad Wajahat Lateef

 

أخبار الأمم المتحدة: تبنى مجلس الأمن في 21 كانون الأول/ديسمبر 2022، قرارا بشأن ميانمار، وهو الأول بعد نحو عامين من الانقلاب. ما رأيك في هذا القرار؟

نولين هايزر: إن قرار مجلس الأمن الذي اتخذه مؤخرا مهم للغاية لأنها المرة الأولى التي تحصل فيها ميانمار على اعتراف من المجلس منذ استقلالها. يعكس هذا القرار وحدة دولية غير مسبوقة ودعما دوليا لقضايا ملحة للغاية.

يدعو القرار بقوة إلى إنهاء العنف، وضرورة دعم المؤسسات والعمليات الديمقراطية، والإفراج عن السجناء السياسيين، واحترام إرادة الشعب، والعودة إلى المسار الديمقراطي.

دعا المجلس إلى تعاون أقوى بين الأمم المتحدة والمبعوثين الخاصين لرابطة أمم جنوب شرق آسيا من أجل التنفيذ الفعال لخطة توافق الآراء المكونة من خمس نقاط.

أتطلع إلى العمل عن كثب مع المبعوث الخاص الجديد لرئيس رابطة أمم جنوب شرق آسيا لدعم عودة ميانمار إلى الديمقراطية.

أخبار الأمم المتحدة: أصدر الجيش عفوا عن المعتقلين مرتين العام الماضي. كم عدد السجناء السياسيين في ميانمار؟

نولين هايزر: دعا الأمين العام باستمرار إلى الإفراج الفوري عن جميع الذين ما زالوا رهن الاحتجاز التعسفي، بمن فيهم الرئيس وين مينت ومستشارة الدولة أونغ سان سوتشي.

إنني أقدر الدعم المستمر من الدول الأعضاء- بما في ذلك في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة- والذي جدد الدعوات للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين وأدان بشدة الاعتقال التعسفي والاعتقال والإدانات ذات الدوافع السياسية وإصدار الأحكام والإعدامات، بما في ذلك ضد نشطاء المعارضة.

أخبار الأمم المتحدة: دعا الأمين العام، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، ومجلس الأمن مؤخرا، الجيش إلى إطلاق سراح أونغ سان سوتشي. هل ترين أن هناك أي فرصة لإطلاق سراحها هي وسجناء سياسيين آخرين؟

نولين هايزر: إذا أراد الجيش متابعة خطة التوافق في الآراء ذات النقاط الخمس، وإذا أراد قبوله مرة أخرى في رابطة أمم جنوب شرق آسيا، فعليه إطلاق سراح السجناء السياسيين بمن فيهم مستشارة الدولة أونغ سان سوتشي والرئيس وين مينت على الفور.

 

نولين هايزر، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، تتحدث مع لاجئي الروهينجا في مخيم في بنغلاديش.

Office of the Special Envoy on Myanmar

 

أخبار الأمم المتحدة: هناك زيادة كبيرة في عدد الروهينجا الذين يحاولون- بصورة يائسة- عبور بحر أندامان وخليج البنغال إلى مكان آمن يمكن أن يساعدهم في كسب لقمة العيش. تم تأكيد وفاة 348 شخصا أثناء الرحلة خلال العام الماضي. ما الذي تسبب في مثل هذه الزيادة؟

نولين هايزر: كانت هناك زيادة بنسبة 360 في المائة في عدد الأشخاص الذين قاموا برحلات بحرية خطرة عام 2022 مقارنة بعام 2021.

بعد مضي أكثر من خمس سنوات على النزوح القسري، يعيش الروهينجا في أحد أكبر مخيمات اللاجئين في العالم. الجيش مسؤول عن تهيئة الظروف للعودة الطوعية والكريمة والآمنة والمستدامة، لكن هذا لم يحدث. أدى الاستيلاء العسكري على السلطة والوضع الحالي في ولاية راخين إلى جعل احتمالات العودة في المستقبل القريب قاتمة للغاية.

قال العديد من الروهينجا الذين تحدثت معهم خلال زيارتي إلى كوكس بازار، وخاصة الشباب والنساء، إنهم أصبحوا “جيلا ضائعا”. من الأهمية بمكان ألا نسمح لهذا الشعور “بالنسيان” أن يتجذر أو أن يفقدوا الأمل.

يعتبر الروهينجا من أكثر الأشخاص الذين أعرفهم قدرة على الصمود. ويستخدم الكثيرون منهم كل ما لديهم، في محاولات تهدد حياتهم للهرب من ظروف المخيمات سعيا لحياة أكثر كرامة لأنفسهم ولعائلاتهم، وهم يدركون جيدا مدى خطورة هذه الرحلات البحرية.

في نهاية المطاف، يكمن عملي في التأكد من أننا نحافظ على آمالهم حية.

كانت لدى الأمهات والشابات والشباب- الذين تحدثوا بعد إنقاذهم من القوارب- رسالة واحدة فقط: نريد مستقبلا ونريد التعليم.

في هذا السياق، فإن توفير فرص التعليم للاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة هو شيء أعمل عليه عن كثب مع منظمة التعاون الإسلامي ورابطة دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك من خلال زيارة قادمة إلى جدة في شباط/فبراير لاستكشاف سبل المضي قدما مع المبعوث الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي.

 

[ad_2]

Source link

Leave a Reply