كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز يقوم بزيارة «سرية» إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية لمدة يومين (بدأت الخميس)؛ وذلك للبحث عن وسائل تضمن تهدئة الأوضاع الأمنية بين الطرفين. وقالت إن مهمة بيرنز الأساسية هي الموضوع الإيراني، لكنه وصل في وقت بدا فيه أن الأمور تتدهور، ولذلك كرس وقتاً طويلاً للموضوع.
وقالت مصادر إسرائيلية إن بيرنز التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الموساد (المخابرات المركزية) دوجي بارنياع، وغيرهم من المسؤولين الإسرائيليين، فيما يلتقي في رام الله مع الرئيس محمود عباس ومسؤولين آخرين في السلطة الفلسطينية.
وتأتي زيارة بيرنز قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإسرائيل التي يتوقع أن يصلها الاثنين المقبل. وقد سبق بيرنز، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الذي زار هو أيضاً إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في نهاية الأسبوع الماضي. ونقل موقع «واللا» الإلكتروني في تل أبيب عن مصدرين أميركيين قولهما إن أهم نقطة يركز عليها بيرنز في زيارته لإسرائيل هي كيفية التعاطي مع النووي الإيراني، وكيفية مواجهة التعاون العسكري بين إيران وروسيا والأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر في تل أبيب أن وزير الخارجية، بلينكن، سيركز هو أيضاً في الموضوع الإيراني والموضوع الفلسطيني، لكنه سيطرح أيضاً قلق الإدارة الأميركية من خطة إضعاف جهاز القضاء الإسرائيلي. وأشارت المصادر إلى أن بلينكن قد يطرح هذا القلق من خلال تصريحات علنية أثناء زيارته لإسرائيل، وأن يركز على ضرورة الحفاظ على قوة المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل. ولكن ذلك لن يأتي على حساب الموضوعات المركزية.
يذكر أن نتنياهو ينوي زيارة البيت الأبيض في واشنطن الشهر المقبل، وأن زيارات سوليفان وبيرنز وبلينكن جاءت لغرض التمهيد لتلك الزيارة؛ إذ إن الطرفين لا يريدان مفاجآت. والأميركيون معنيون بالتوصل إلى صيغ توافقية مع إسرائيل بشأن إيران، ومن ضمن ذلك التهديد بالخيار العسكري. وقد نقل عن مسؤول أميركي قوله، إن المناورات المشتركة التي نفذها الجيش الأميركي والجيش الإسرائيلي في مطلع الأسبوع الماضي، جاءت لبث رسالة قوية من واشنطن إلى طهران؛ لثنيها عن مشاريع الهيمنة والنووي.
وقال مسؤول إسرائيلي عسكري إن هذه المناورات تأتي بدرجة أعلى في التنسيق بين البلدين والتقريب بين مواقفهما في الشأن الإيراني. والمحادثات الدبلوماسية بين الطرفين جاءت لتطور عمليات التنسيق وضمان نجاح الجهود. ولكن تدهور الأوضاع الفلسطينية يشوش كثيراً على هذه الجهود. ولذلك يحرص الأميركيون على تحسين الأوضاع الميدانية.
يذكر أن الإدارة الأميركية أعلنت أنها تعارض العنف بين الطرفين، وترفض الاجتياحات الإسرائيلية من جهة، والقرار الفلسطيني بتعليق التنسيق الأمني من جهة ثانية. وبحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، فإن بلاده «تدعو الجانبين إلى العمل معاً من أجل تحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية»، وقال: «يحق للفلسطينيين والإسرائيليين العيش بسلام وأمن بصورة متساوية».