[ad_1]
بالثقافة القانونية الغربية ومنذ عقود يلقب من تمرس بالاعتداءات الجنسية المتضمنة لطرق استدراج ماكرة خبيثة خفية بـ«المفترس- Predator» تشبيهاً له بالحيوانات في نمطها بالتربص الماكر المتخفي بالفريسة لغاية إيقاعها في فخ يؤدي لافتراسها، لكن مع كثرة الدراسات النفسية على هذا النمط السلوكي تبين أنه ليس فقط المتورطون بالجرائم الجنسية هم من يمارسون النمط «الافتراسي- Predatory» فظهرت نظريات ومصطلحات بكل المجالات من الاقتصاد والإدارة وعلم الاجتماع إلى الصحافة والإعلام ونشر الأبحاث ترصد النمط «الافتراسي» فيها وآلياته وأضراره، فهناك علاقات وأشخاص يعتبرون عاديين وصالحين لكن لهم نمط الحيوانات المتوحشة المفترسة حتى أنهم يعتبرونه من قبيل المديح أن يلقبوا باسم حيوان مفترس «ذيب/سبع»، وهناك رجال أعمال/تجار وشركات لهم نمط الحيوانات المتوحشة المفترسة، وهناك جماعات ودعوات ومنظومات وأيديولوجيات واستراتيجيات وأنظمة اقتصادية وبنوك ومؤسسات دولية اقتصادية ونقدية لها نمط الحيوانات المتوحشة المفترسة، وهناك وسائل إعلام وصحافة ودعاية وتسويق ومنشورات بمواقع التواصل والإنترنت وثقافات لهم نمط الحيوانات المتوحشة المفترسة، ولا توجد إهانة للذات أكبر من أن يجعل الأشخاص أنفسهم وهم بمجتمعات متحضرة بمثابة كائنات حيوانية همجية بدائية بمحركات غرائزية متوحشة، وللتذكير فاللإنسان طبيعتان مختلفتان؛ طبيعة دنيا لا واعية وتتمثل بالأنا البدائية الغرائزية المشتركة مع الحيوانات، والطبيعة الثانية عليا فكرية وجدانية أخلاقية روحية ربانية واعية يتفرد بها الإنسان، وبحسب النوازع التي يختار الإنسان اتباعها تصبح شخصيته متطبعة بطبيعتها؛ فإن اختار اتباع نوازع الطبيعة العليا فسيصبح إنسانياً مثالياً ربانياً، وإن اختار اتباع الطبيعة الغرائزية فسيصبح حيوانياً، بل وأسوأ فمن ينساق وراء نزعاته الحيوانية يصبح بمرتبة أدنى من الحيوانات كما ذكر القرآن؛ لأن الحيوان ليست له طبيعة عليا ولذا لا يشينه تصرفه دون اعتبار للمثاليات، بينما الإنسان الذي فيه طبيعة عليا فيشينه أن يتصرف كمجرد حيوان دون اعتبار للمثاليات، والنمط الافتراسي يتمثل؛ بالاستهداف- التربص- الاستدراج- ايقاع بفخ- صيد- وافتراس، وصفات الشخصية الافتراسية تتمثل بالتالي؛ النرجسية/الغرور، الانسياق وراء نزعاتها الغرائزية اللاوعية دون أي ضبط للذات على الحدود الأخلاقية والقانونية فمحركاتها ودوافعها هي فقط الأطماع والجشع الأناني والنزوات والشهوات وحب السيطرة، التلاعب التدليس الخداع الكذب الغش الرياء المداهنة التملق والغدر، التهرب من المسؤولية عن العواقب، الفساد والإفساد، نصب فخاخ ووضع طعم فيها يمثل أحب ما يغري الآخرين، الاستغلالية/استغلال الهشاشة والضعف والطيبة وحسن النوايا والبراءة والجهل والمعاناة والظروف الصعبة للآخرين واعتبارها فرصاً مغرية لافتراس أصحابها بدل الشعور بالتعاطف والرغبة بالمساعدة وتوفير الحماية والرعاية، سيكوباتية داروينية تؤمن بالبقاء للأشرس «من لم يكن ذئباً أكلته الذئاب»، فرض النفس على الآخرين، إضعاف الآخر بعزله وتشكيكه بنفسه وتحقيره وتجريده من أسباب التمكين والقوة المادية والمعنوية، الأنانية، الانتهازية، التنمر، الكيد والمكر، الخبث، الطفيلية/مكاسب على حساب الآخرين، السيطرة والهيمنة والاستبداد والتحكم، الاحتكار، القسوة/العدوانية الظاهرة والمكتومة، لا مبالاة بأثر أفعالها على الآخرين وانعدام الرحمة والتجبر على معاناة واعتبارات وإرادات وحساسيات الآخرين أي الدوس عليها، شخصية سامة لجهة أثرها السلبي وتسببها بالمعاناة المادية والمعنوية، الابتزاز المادي والمعنوي، التجاوز على حدود وحقوق الآخرين والقوانين والاعتبارات الأخلاقية، صورة مثالية زائفة، الغاية تبر الوسيلة، وباختصار النمط الافتراسي هو نمط الورم السرطاني الذي ينمو ويقوى ويزدهر على حساب بقية الجسد حتى يهلكه، لذا كل ما هو خاطئ بعالمنا الحالي سببه الجذري سيادة النمط الافتراسي وإلغاء الثقافة والأنظمة والسياسات والأخلاقيات التي منذ مطلع العصر الحديث وضعت للتصدي للسلوك الغرائزي الافتراسي في البشر وجعل العالم أكثر إنسانية، وحصل بدافع أفكار افتراسية كالنظرية الاقتصادية المفروضة عالمياً.
[ad_2]
Source link