إعادة لإحياء النداء الذي وجه به المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، إلى جميع المسلمين من مكة المكرمة في 25 فبراير (شباط) 1925م لتأمين الحج وتحقيق الأمن والسلامة للحجاج، اختارت دارة الملك عبد العزيز أن تكون أيقونتها في معرض «إكسبو الحج» المقام في جدة إحدى سيارات الملك المؤسس، وتحديداً السيارة التي كان يستخدمها في التنقُّل والإشراف على خدمة الحجاج أثناء تأديتهم المناسك.
وتظهر السيارة التي لفتت أنظار زوار المعرض، وجذبت الكاميرات، لأول مره خارج دارة الملك عبد العزيز، وفي ذلك يقول لـ«الشرق الأوسط» عبد الله بن دخيل من دارة الملك عبد العزيز: «لأول مره تخرج سيارة من سيارات الملك عبد العزيز من الدارة، وتم اختيار أول وجود لها في إكسبو الحج بجدة، لإظهار أثر عيني يراه الناس من الملك عبد العزيز الذي كان من أولى اهتماماته منذ توليه الحكم الحج والحرمين الشريفين».
وبيَّن عبد الله بن دخيل أن هذه السيارة أميركية الصنع من نوع بيرس أرو موديل 19334. أهديت للملك عبد العزيز بمواصفات خاصة، وتحمل علامة السيفين في مقدمة السيارة، وهو شعار المملكة قبل وضع النخلة، وظهرت هذه السيارة في صورة كانت للملك المؤسس مع الوفد السوري في الطائف مردم بيك عام 1934، لافتاً إلى أنها تعتبر واحدة من أصل 70 سيارة كان يمتلكها الملك عبد العزيز، تحتفظ الدارة بـ8 منهم، 4 فقط تم ترميمها فيما يجري العمل على ترميم البقية.
وأوضح عبد الله بن دخيل أن الدارة قامت بفتح ملفات خاصة بسيارات الملك عبد العزيز، لتجديدها، وقامت بمخاطبة الشركات المصنعة لها من خلال وكلائها في السعودية لإعادة تصنيع قطعها وترميم السيارات بشكل كامل.
وتحتفظ دارة الملك عبد العزيز بمجموعة من سيارات المؤسس في صالات عرض، وأيضاً بعض من مقتنياته كالمصحف خاصته، وبعض الوثائق والكتب التي كان يقرأها، وأيضاً مجموعة من الصور الخاصة بالملك عبد العزيز التي تم معالجتها.
ويشرح القائمون على الجناح للزوار مميزات السيارة التي من أبرزها العتبة الجانبية، حيث صُممت بأطوال عريضة لسهولة صعود ووقوف الحرس الخاص المرافق للملك عبد العزيز.
ويستعرض الجناح أيضاً الصور النادرة لامتطاء الملك عبد العزيز جواده ودخوله مكة ومشعر منى أيام التشريق، حيث حملت الكثير من التفاصيل، وعن آلية الخيام التي كانت تستخدم في المشاعر، والتنظيم في الحج وموقف الجمال.
ويبرز المعرض نبذة تاريخية للمملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين، منذ عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – ومن بعده أبناؤه الملوك البررة واستعراض الدارة مجموعة من الصور والمقتنيات والوثائق التاريخية الخاصة بهذا الشأن، وبعض المكاتبات في ذلك الوقت ودفاتر الميزانية لعام 1366هـ، وكذلك عرض نماذج لكسوة الكعبة المصنوعة من المحمل، التي أُهديت للملك عبد العزيز من الملك فاروق، تلاها عرض الكسوات في عهد الملكِ فيصل والملكِ خالد – رحمهما الله – وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.