[ad_1]
مايكل كاريك يواصل ثورته «الهادئة» لإعادة ميدلزبره إلى الدوري الممتاز
الاثنين – 16 جمادى الآخرة 1444 هـ – 09 يناير 2023 مـ رقم العدد [
16113]
مايكل كاريك يسير بميدلزبره بخطوات ثابتة نحو العودة إلى الممتاز (رويترز)
لندن: لويز تايلور
كان مايكل كاريك لاعب خط وسط ذكياً جداً لدرجة أن المتفرجين في المدرجات نادراً ما كانوا يلاحظون نجاحه المستمر في التحكم بزمام ووتيرة المباريات. ربما كان روي كين وباتريك فييرا يمتلكان قوة بدنية أكبر، ومن المؤكد أن فرانك لامبارد وستيفن جيرارد أكثر حركية وديناميكية منه، لكن الذكاء الخططي والتكتيكي الذي كان يتمتع به كاريك جعل الكثيرين يشبّهونه بنجمي المنتخب الإسباني سيرجيو بوسكيتس وتشافي ألونسو.
وبعد مرور 3 أشهر على أول منصب تدريبي له مع «ميدلزبره»، فإن النجم السابق لـ«توتنهام» و«مانشستر يونايتد» والمنتخب الإنجليزي يقوم بالدور نفسه تقريباً، حيث يعمل في هدوء وصمت، لكنه يُحدث ثورة هائلة في صفوف الفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، هذا الموسم. ويتحلى كاريك بالتواضع والعمل الدؤوب، ولا يتحدث كثيراً رغم التطور الهائل الذي أحدثه في مستوى ونتائج الفريق منذ تولّيه المسؤولية خلفاً لكريس وايلدر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول).
ورغم تلقّيه هزيمة ثقيلة أمام برايتون، الذي ينافس في «الدوري الإنجليزي الممتاز»، في الجولة الثالثة لـ«كأس الاتحاد الإنجليزي» (1-5) السبت، يقول المدير الفني الشاب، البالغ من العمر 41 عاماً: «لقد قمنا بتعديل بعض الأشياء، وقد تحسنت الأمور كثيراً، ونحن الآن نجني ثمار ذلك». وقاد كاريك ميدلزبره لتحقيق الفوز في 6 مباريات من آخِر 7 مباريات لعبها الفريق في دوري الدرجة الأولى، ليصعد الفريق من المراكز المؤدية للهبوط إلى المركز الـ5 في جدول الترتيب.
والجميع يرى كيف حوّل كاريك مهاجم «أرسنال» السابق تشوبا أكبوم إلى ماكينة أهداف أمام مرمى المنافسين، حيث سجل اللاعب 9 أهداف في مبارياته الـ10 الأخيرة، وهو الأمر الذي لم يكن من قبيل الصدفة على الإطلاق.
لقد أظهر كاريك ذكاء خططياً كبيراً، وغيَّر طريقة اللعب من 3-5-2 التي كان يلعب بها الفريق تحت قيادة وايلدر، إلى طريقة 4-2-3-1، وظهر للجميع أن قدراته التدريبية لا تقل على الإطلاق عن قدراته الكبيرة بصفته لاعباً، والتي أهّلته لخوض 34 مباراة بقميص المنتخب الإنجليزي، بالإضافة إلى الحصول على لقب «دوري أبطال أوروبا» مرة واحدة، ولقب «الدوري الإنجليزي الممتاز» 5 مرات، و«كأس الاتحاد الإنجليزي» مع «مانشستر يونايتد» في عام 2016. ويدرك كاريك أن خسارته أمام برايتون في مباراة الكأس لن تكون ذات تأثير على مسيرته، حيث يعرف جيداً أن ستيف جيبسون، مالك ميدلزبره، قد عيّنه في هذا المنصب من أجل إعادة النادي إلى «الدوري الإنجليزي الممتاز».
يقول كاريك: «مباراتنا أمام برايتون الذي يحقق نتائج لافتة بالدوري الممتاز كانت اختباراً لنا أمام الفِرق الكبيرة، لكن المقياس الأساسي بالنسبة لنا الآن هو دوري الدرجة الأولى والمركز الذي سنحتلّه بنهاية الموسم. الأمر كله يتعلق بكيف سننهي هذا الموسم».
وبالنظر إلى أن «ميدلزبره» كان يحتل المركز الـ22 في جدول الترتيب عندما رحل وايلدر، فإن الابتعاد الآن بفارق 12 نقطة عن صاحب المركز الثاني المؤهل مباشرة لـ«الدوري الإنجليزي الممتاز»، والذي يحتله شيفيلد يونايتد يُعدّ إنجازاً كبيراً. وإذا نجح «ميدلزبره» في الصعود لـ«الدوري الإنجليزي الممتاز»، فإن قرار كاريك بتعيين جوناثان وودغيت مساعداً له سيكون مبرراً تماماً. ونظراً لأن وودغيت أقيل من منصبه بصفته مدرباً لـ«ميدلزبره» وعُيّن بدلاً منه نيل وارنوك قبل عامين ونصف العام، فقد بدا الأمر في البداية وكأن إعادته للعمل مع الفريق قرار غير موفَّق تماماً، لكن هناك علاقة عمل وصداقة قوية تجمع بين وودغيت وكاريك.
وقد ثبت أن معرفة وودغيت بكل التفاصيل داخل النادي مهمة جداً ولا تُقدَّر بثمن. وهناك إشادة كبيرة جداً بالدور الذي لعبه المدافع السابق في تطور مستوى قلبي الدفاع دايل فراي وداراغ لينيهان وتكوين شراكة دفاعية قوية بين الاثنين. لم يكن كلا اللاعبين، وخاصة فراي، يلعبان تحت قيادة وايلدر، الذي كان ينتقد اللاعبين على الملأ بشدة، لكن كاريك وودغيت يتعاملان مع اللاعبين بطريقة تتسم بالمرونة والود. وعلاوة على ذلك فإن العاملين بالنادي منذ فترة طويلة يشيدون تماماً بـ«هدوء وتواضع» كاريك.
وقال كاريك، الذي تعاقد مع المهاجم كاميرون آرتشر على سبيل الإعارة من أستون فيلا، يوم الجمعة: «لا أعرف ما الذي حدث من قبل، لكن اللاعبين يقومون بعمل رائع منذ أن بدأنا. إنهم مستعدّون للاستماع وتطبيق كل التعليمات داخل الملعب. وقد استجابوا بشكل جيد عندما قمنا بتغيير بعض الأشياء. يدرك الجميع جيداً أن وجود أفراد جيدين لا يعني بالضرورة تكون فِرق ناجحة».
إن الطريقة الجديدة التي يلعب بها «ميدلزبره»، والتي تعتمد على التمرير الكثير للكرة، قد ساعدت هايدن هانكي، خريج «أكاديمية الناشئين» بالنادي، والبالغ من العمر 20 عاماً، على تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، كما ساعدت زاك ستيفن، حارس المرمى الأميركي المُعار من «مانشستر سيتي»، على أن يكون جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء الهجمات من الخلف للأمام.
لا يزال كاريك محتفظاً بأناقته المعتادة منذ أن كان لاعباً، ويدرك جيداً أنه يجب عدم التعامل مع اللاعبين بصرامة شديدة. ويقول عن طريقة عمل الفريق: «أريد أن أرى الفريق يلعب كرة قدم هجومية تتسم بالمرونة والسلاسة وحرية تنقل اللاعبين داخل الملعب، وقد قدمنا بالفعل بعض الأشياء الجيدة، لكن ما يسعدني هو أننا لا نلعب بهذه الطريقة طوال الوقت؛ لأنه في المواقف الصعبة التي لا تلعب فيها بشكل جيد، يكون من الرائع أن تجد طريقة ما لتحقيق الفوز».
رياضة
[ad_2]
Source link