[ad_1]
لماذا لا يسمع كبار السن الكلمات في الأجواء الصاخبة؟
باحثون وجدوا أن الكثير من خلايا الدماغ تنشط في وقت واحد
الاثنين – 2 جمادى الآخرة 1444 هـ – 26 ديسمبر 2022 مـ

اكتشاف سر عدم قدرة كبار السن على تمييز الأصوات (public domain)

القاهرة: حازم بدر
عندما يعجز جدك عن الاستماع لبعض الكلمات في الأجواء الصاخبة، فالأمر ليست له علاقة بفقدان خلايا الشعر في الأذن الداخلية التي تتلف بمرور الوقت، ولكن الباحثين في جامعة جونز هوبكنز، وجدوا أن الدماغ له علاقة كبيرة بهذه الحالة.
ولطالما ربط العلماء فقدان السمع المرتبط بالعمر الذي لا مفر منه بتلف خلايا الشعر في الأذن الداخلية، ولكن الدراسة الجديدة المنشورة في العدد الأخير من دورية «علم الأعصاب»، وجدت أن الأمر قد تكون له علاقة بعدم القدرة على «إيقاف» بعض خلايا المخ التي تعمل بنشاط في وسط الضوضاء المحيطة.
ووجد الباحثون في التجارب التي أجريت على الفئران المسنة، أن عدم القدرة على إيقاف هذه الخلايا التي تعمل بنشاط في الضوضاء، يخلق مرحلة صوتية «ضبابية» تجعل من الصعب على الدماغ التركيز على نوع واحد من الصوت، مثل الكلمات المنطوقة وتصفية «الضوضاء» المحيطة.
وسجل باتريك كانولد، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية بجامعة جونز هوبكنز وفريقه نشاط 8078 خلية دماغية، في منطقة القشرة المخية السمعية لـ12 فأراً عجوزاً (16 – 24 شهراً) و10 فئران صغيرة (2 – 6 أشهر)، وجعل الباحثون الفئران تلعق صنبور ماء عندما سمعوا نغمة، ثم تم إجراء نفس التمرين أثناء تشغيل «الضوضاء البيضاء» في الخلفية.
ومن دون الضوضاء المحيطة، كانت الفئران العجوز تلعق صنبور الماء تماماً مثل الفئران الصغيرة عندما سمعت النغمة.
وعندما قدّم الباحثون الضوضاء البيضاء بشكل عام، كانت الفئران المسنة أسوأ في اكتشاف النغمة ولعق الفوهة من الفئران الصغيرة.
ولمعرفة كيفية أداء الخلايا العصبية السمعية بشكل مباشر خلال اختبارات السمع، استخدم الباحثون تقنية تسمى التصوير ثنائي الفوتون للنظر في القشرة السمعية في الفئران، وتستخدم التقنية الفلورية لتحديد وقياس نشاط مئات الخلايا العصبية في نفس الوقت.
وفي ظل الظروف العادية، عندما تعمل دوائر الدماغ بشكل صحيح في وجود ضوضاء محيطة، زاد نشاط الخلايا العصبية عندما تسمع الفئران النغمة، وفي الوقت نفسه، يتم كبت الخلايا العصبية الأخرى أو إيقاف تشغيلها.
ومع ذلك، في معظم الفئران المسنة، كان التوازن يميل إلى وجود خلايا عصبية نشطة في الغالب، وفشلت الخلايا العصبية التي كان من المفترض أن تتوقف عند تشغيل النغمة في وجود خلفية صاخبة في القيام بذلك.
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أنه قبل إشارة النغمة مباشرة، كان هناك ما يصل إلى ضعف نشاط الخلايا العصبية في الفئران المسنة مقارنة بالفئران الصغيرة.
ويقول كانولد، في تقرير نشره الأحد الموقع الإلكتروني لجامعة جونز هوبكنز، إن أحد الأسباب المحتملة لهذه النتيجة هو أنه «في الفئران المسنة، قد يكون الدماغ» يطلق نشاطاً زائداً أو يتصرف كما لو كانت هناك نغمة، بينما لا تكون كذلك.
من جانبه، يبدي محمد عبد الحليم، استشاري الأمراض النفسية والعصبية بجامعة المنوفية «دلتا النيل بمصر» اهتماماً بهذه النتيجة، التي تغير مفهوماً سائداً عن أسباب فقدان السمع عند كبار السن.
ويقول عبد الحليم لـ«الشرق الأوسط»: «ننتظر مزيداً من التجارب على نماذج حيوانية أكبر من الفأر، قبل تأكيد النتائج على البشر، وهو أمر من شأنه أن يعالج واحدة من كبرى مشكلات كبار السن، التي تظهر عادة بعد سن الـ65 عاماً، وهي عدم القدرة على تمييز المحادثات الفردية عندما يكونون في مكان عام».
[ad_2]
Source link