[ad_1]
فيليب لام: ألونسو قادر على إثبات أن اللاعبين العظماء يمكنهم أن يكونوا مدربين ناجحين
قائد منتخب ألمانيا السابق يؤكد أن زميله في بايرن بإمكانه نقل باير ليفركوزن إلى مصاف الكبار
الأربعاء – 28 جمادى الأولى 1444 هـ – 21 ديسمبر 2022 مـ رقم العدد [
16094]
ألونسو (يمين) وفيليب لام يحملان معا درع الدوري الالماني عام 2017 (غيتي)
لندن: «الغارديان»
في هذا المقال يتحدث قائد المنتخب الألماني وبايرن ميونيخ السابق عن زميله السابق تشابي ألونسو، واصفاً إياه برياضي يمتلك من الفكر والكاريزما ما يمكِّنه من نقل خبراته داخل الملعب إلى من يدربهم في باير ليفركوزن. ويؤكد أنه قادر على إثبات خطأ مقولة إن اللاعبين العظماء لا يمكنهم أن يكونوا مدربين ناجحين. ويشير في هذا الصدد إلى أريغو ساكي الذي لم يكن لاعباً بارزاً على الإطلاق؛ لكنه كان أحد أبرز المديرين الفنيين الذين غيَّروا شكل كرة القدم.
يقول فيليب لام:
لعبتُ إلى جانب عدد كبير من اللاعبين العظماء، وكنت أستمتع باللعب معهم كثيراً، كما أن المديرين الفنيين الذين لعبت تحت قيادتهم -مثل كارلو أنشيلوتي، وجوسيب غوارديولا، ويوب هاينكس، وفيليكس ماغاث- سبق لهم الفوز بكأس العالم أو بدوري أبطال أوروبا عندما كانوا لاعبين، وبالتالي كانت لديهم خبرات هائلة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس، ويعرفون جيداً كيف يحفزون اللاعبين ويدفعونهم نحو العمل من أجل تحقيق الفوز، كما يعملون وفق التسلسل الهرمي الطبيعي للفريق. ويمكن للاعبي كرة القدم أن يعرفوا بسهولة ما إذا كان المدير الفني يمتلك تلك المقومات أم لا.
ووفقاً لذلك، كنت أرى أن تشابي ألونسو يمتلك كل المقومات التي تجعله قادراً على أن يكون مديراً فنياً ناجحاً يوماً ما؛ خصوصاً أنه يمتلك خبرات هائلة في عالم كرة القدم. لقد لعب في صفوف بايرن ميونيخ لمدة 3 سنوات، وفي عام 2017 أنهينا مسيرتنا الكروية معاً، بعدما نجحنا مرة أخرى في الحصول على لقب الدوري الألماني الممتاز. ولم أشعر بأي دهشة عندما تولى القيادة الفنية لنادي باير ليفركوزن؛ خصوصاً أنه كان يعمل بكل جدية خلال السنوات الأخيرة من حياته كلاعب، من أجل إعداد نفسه للدخول في عالم التدريب. وإضافة إلى ذلك، يمتلك تشابي كل الإمكانات والخبرات التي تجعله قادراً على تحقيق النجاح مدرباً أيضاً؛ لأنه فاز بكل البطولات والألقاب الممكنة: دوري أبطال أوروبا مع ليفربول وريال مدريد، وكأس العالم، ودوري أبطال أوروبا مرتين مع منتخب إسبانيا، كما فاز بالدوري المحلي في إسبانيا وألمانيا.
وحتى عندما كان لاعباً، كان تشابي مثقفاً للغاية، وكنت أستمتع بالحديث معه، كما كان يمتلك شخصية قوية تساعده على تحمل المسؤولية ومساعدة الجميع. وعلى مدار عقد من الزمان، كان يقدم مستويات رائعة في مركز محور الارتكاز أو لاعب خط الوسط الدفاعي. ويمكن القول بأنه غيَّر معايير ومواصفات اللعب في هذا المركز. وعندما كان تشابي في الملعب، لم يكن دفاع فريقه يترك أي مساحة للفريق المنافس. وخلال العمل على بناء الهجمات، كان يدرك تماماً خطورة فقدان الكرة، وبالتالي كان يمنح فريقه الاستقرار والنظام والأمان.
ولديه ميزة أخرى، وهي أنه لعب وتألق في أقوى 3 دوريات في العالم: الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الألماني، والدوري الإسباني. وكان كل المديرين الفنيين يعتمدون عليه كقائد للفريق، بما في ذلك: غوارديولا، وأنشيلوتي، وجوزيه مورينيو، ورافائيل بينيتيز، وفيسينتي ديل بوسكي. وتمكن تشابي من مواصلة التألق والتحكم في وتيرة المباريات في كل الأندية الكبرى التي لعب لها، حتى عندما أصبحت اللعبة تعتمد بشكل أكبر على اللياقة البدنية، وأصبح المنافسون أكثر سرعة.
لقد كانت كرة القدم تمثل كل حياته، منذ الخامسة من عمره وحتى الخامسة والثلاثين. ومن المؤكد أن هذه الخبرات الهائلة ستساعده كثيراً عندما يقدم النصائح والتوجيهات للاعبين الذين يتولى تدريبهم. وفي إنجلترا وإيطاليا وفرنسا، أصبحت هناك قاعدة شائعة بأن يكون المديرون الفنيون للأندية الكبرى ممن سبق لهم اللعب على المستوى الاحترافي في دوري الدرجة الأولى أو الثانية. لكن في إسبانيا نلاحظ أن الأندية الثلاثة الكبرى يتولى تدريبها أشخاص سبق لهم اللعب على المستوى الدولي مع منتخبات بلادهم.
لكن الوضع يختلف في الدوري الألماني؛ حيث يعد تشابي ألونسو استثناء لما يحدث في «البوندسليغا». ويعد نيكو كوفاتش، المدير الفني لفولفسبورغ، هو المدير الفني الوحيد في المسابقة الذي سبق له الفوز بلقب للدوري الممتاز. لقد فاز أوليفر غلاسنر، المدير الفني لفرانكفورت، وأورس فيشر، المدير الفني ليونيون برلين، ببطولات الكأس المحلية في النمسا وسويسرا، كما فاز أندريه برايتنرايتير، المدير الفني لهوفنهايم، ببطولة الكأس في ألمانيا، مع نادٍ من الدرجة الثانية، كما حصل بو سفينسون، المدير الفني لماينز، على بطولة في الدنمارك.
في ألمانيا، يمكن أن يعمل الشخص مديراً فنياً حتى لو كانت مسيرته الكروية لاعباً متواضعة للغاية، فيمكن أن ترى مديراً فنياً مميزاً كان يلعب في دوري الدرجة السابعة أو أقل، أو أن ترى مديراً فنياً يبلغ من العمر 35 عاماً أو أقل؛ لكن الشيء المؤكد أنهم جميعاً حصلوا على درجات وتدريبات علمية جيدة للغاية للعمل في مجال التدريب. إنهم يسيرون على النهج نفسه لرالف رانغنيك الذي قال ذات مرة إن لعب كرة القدم والتدريب مهنتان مختلفتان تماماً.
لكنني أعتقد أن هذا النهج خاطئ. من المؤكد أنه لا يوجد ما يضمن أن يتحول لاعب كرة القدم البارز إلى مدير فني ناجح بعد اعتزاله كرة القدم، وهناك كثير من الأمثلة والأدلة على ذلك. وأود أن أشير في هذا الصدد إلى أريغو ساكي الذي لم يكن لاعباً بارزاً على الإطلاق؛ لكنه كان أحد أبرز المديرين الفنيين الذين غيَّروا شكل كرة القدم، من خلال اختراع الدفاع الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة. لكن هذا الاستثناء لا يعني أن النظرية يمكن أن تحل محل الممارسة والتطبيق العملي.
على أي حال، لا يمكن للمرء أن يقول إن الدوري الألماني الممتاز ناجح. فعلى الرغم من وجود كثير من الأندية والمدن الكبرى في ألمانيا، فإن بايرن ميونيخ كان يحصل على لقب الدوري من دون منافسة تذكر على مدار السنوات العشر الماضية. وباستثناء بايرن ميونيخ، فإن الأندية الألمانية لا يمكنها منافسة الأندية الأخرى في المسابقات القارية.
وهناك سؤال يجب طرحه في هذا الأمر: أين لاعبو كرة القدم الألمان السابقون الذين يرغبون في تعلم مهنة التدريب؟ من المؤكد أن غياب هؤلاء اللاعبين السابقين عن الساحة يجعل كرة القدم الألمانية تفقد معرفة جوهرية هائلة؛ لأن هؤلاء اللاعبين لديهم خبرات كبيرة فيما يتعلق بما يتعين على اللاعب القيام به لاستخلاص الكرة من الخصم وشن الهجمات، ومتى تتقدم للأمام ومتى تعود للخلف، وكيف تتفوق على المنافس في المواجهات الفردية، ومتى تغير اتجاه اللعب، وأين تركض، بالإضافة إلى عديد من التفاصيل الأخرى المهمة للغاية. وإضافة إلى ذلك، يعرف هؤلاء اللاعبون السابقون كيفية تكوين فرق قوية. وكما قال المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، فإن التدريب عبارة عن «عمل فني».
لقد كان تشابي دائماً من نوعية اللاعبين الذين يمكنهم الاعتماد عليهم والثقة بهم داخل الملعب. ولهذا السبب، فإنني كنت أثق تماماً في قدرته على تحقيق النجاح في عالم التدريب فور اعتزاله اللعب. ويجب السماح للمدير الفني بتجربة أفكاره على أرض الواقع، من أجل تطبيق فلسفته التدريبية والتعلم من أخطائه. إن ما يتجاهله كثير من اللاعبين المحترفين السابقين هو أنهم يواجهون المهمة الصعبة المتمثلة في تعلم مهنة جديدة، بها كثير من الأشياء والتفاصيل، مثل الخطط والتنظيم والتحضير والعمل المكتبي. وبالتالي، يتعين على اتحادات كرة القدم أن تلعب دوراً أكبر في تعليم المديرين الفنيين الشباب.
لقد بدأ تشابي مسيرته في عالم التدريب بحذر. فعلى عكس كثيرين، لم يبدأ تشابي مسيرته التدريبية بتولي القيادة الفنية لفريق كبير فور اعتزاله؛ لكنه عمل مع فريق الشباب بريال مدريد، ومع الفريق الرديف لريال سوسيداد. لقد تدرب على هذ المستوى لمدة 4 سنوات، ومن المؤكد أنه سيستمر في ارتكاب كثير من الأخطاء؛ لكنه الآن يتولى تدريب فريق يتعرض للضغوط ومطالب بتحقيق الفوز، وهو الأمر الذي ينطوي على مخاطرة. لكن المدير الفني لا ينضج ويتطور بين عشية وضحاها، وهو في حاجة لمثل هذه المواقف الصعبة من أجل التحسن واكتساب الخبرات.
من المؤكد أن المسيرة الكروية الرائعة لتشابي لا تضمن له على الإطلاق أن يكون مديراً فنياً رائعاً؛ لكنه بالتأكيد يمتلك كل المقومات التي يتطلبها العمل في مجال التدريب: الكاريزما، والعمر، والمؤهلات، والشخصية التي تسعى باستمرار نحو التطور، بالإضافة إلى المعرفة التي لا يمكنك اكتسابها إلا على أرض الملعب!
رياضة
[ad_2]
Source link