المقالح.. وآخر جيل الكبار في الثقافة العربية – أخبار السعودية

المقالح.. وآخر جيل الكبار في الثقافة العربية – أخبار السعودية

[ad_1]

صدمني رحيل الشاعر الكبير والمفكر اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح، الذي يعتبر من جيل الكبار في الثقافة العربية؛ جيل عصّي على التكرار. فمنذ الديوان الأول «مأرب يتكلم» مع الشاعر عبده عثمان، شكّل المقالح علامةً في تاريخ اليمن الثقافي والاجتماعي والسياسي. وفي بداية الستينات الميلادية، مع أسماء كبيرة كالشاعر الكبير عبدالله البردوني وقبله الزبيري ومحمد عبده غانم ومحمد سعيد جرادة، وكثيرة هي الأسماء التي صنعت منظومة الثقافة اليمنية، أولئك الذين بنوا هوية يمكن تسميتها بمعمار الثقافة اليمنية؛ الممزوجة بحس وطني صادق، إذ ترى في الأدب اليمني من خلال هذه الأسماء وغيرها.. هوية اليمن.

في السنوات الأولى التي أحببت فيها الثقافة بشكل عام والثقافة اليمنية بشكل خاص، كنت أقتني بعض الدواوين لكبار الشعراء وفي مقدمتهم المقالح. وفي يوم الاثنين 28 حزيران – 16 رجب 1421هـ، عندما نشرت قصيدة «سواد مدجج بالتآويل» الموجودة في ديواني «عشر مرايا لوجه واحد»، إذ بي أرى دراسة من الراحل عن القصيدة، وقد فوجئت بتلك القراءة حينها منشورةً في جريدة الحياة.

وجمعني به التواصل هاتفياً على مدى سنوات طويلة، شرفني خلالها بإهدائه ديوان «أبجدية الروح» برفقة كتب أخرى. أما على المستوى الشخصي، اتسّم بالبساطة والتواضع ولم يكن عنده الانتفاخ الذي نراه عند بعض الشعراء.

أفضل وصف لعبدالعزيز المقالح هو وصف الكاتب اليمني عبدالباري طاهر؛ حين قال إن «المقالح أمة في واحد». ذلك الذي أفنى حياته في الثقافة والأدب، فإذا أردت أن تقرأ اليمن في شخص واحد.. فأقرأهُ في عبدالعزيز المقالح. إذ كان بالنسبة لنا نحن جيل الثمانينات الميلادية الذين انتمينا لتيار الحداثة؛ أحد رموز الحداثة الشعرية والأدبية للجيل العربي، فهو والبردوني شكّلا ظاهرة في الثقافة اليمنية. إذ أصدر المقالح العديد من الدواوين طوال حياته ومسيرته على مستوى الشعر والنثر، منها ديوان «بالقرب من حدائق طاغور»، و«الشعر بين الرؤيا والتشكيل» و«أصوات من الزمن الجديد» و«الوجه الضائع، دراسات عن الأدب والطفل العربي»، إلى جانب أجمل دواوينه التي أصدرها في السنوات الأخيرة بعنوان «الشمس تتناول القهوة في صنعاء القديمة» الصادر عن دار الآداب.

إذا كُتب تاريخ الأدب العربي بنزاهة وحبرٍ صادق، فسيحتل المقالح صفحات مضيئة وناصعة، ذلك الذي مثّل نموذجاً للوطنية الصادقة من هاجسه باليمن، إذ ظلّ عقله ووجدانه مرتبطين بها.. وقليل في الثقافة العربية من تجد هاجسه الأول هو الوطن. ومن مكانته الكبيرة في هذا التاريخ؛ أجد أني أحد الذين تأثروا به، لكونه مثقفاً كبيراً وشاعراً كبيراً ووطناً أكبر، ونحن بحاجة في الثقافة العربية إلى من يحملون هذه الهوية، والصدق في الانتماء.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply