اليمن: مسؤولان أمميان يؤكدان في مجلس الأمن على ضرورة تجديد الهدنة والعمل على إيجاد حل دائم للصراع

اليمن: مسؤولان أمميان يؤكدان في مجلس الأمن على ضرورة تجديد الهدنة والعمل على إيجاد حل دائم للصراع

[ad_1]

ودعا المبعوث الأممي أطراف النزاع إلى تجديد الهدنة والالتزام – بشكل حاسم – باتخاذ خطوات نحو التوصل إلى حل شامل للصراع.

وأكد السيد هانس غروندبرغ الحاجة إلى عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه “كلما أسرعنا في بدء هذا العمل بجدية، زادت فرصنا في عكس الاتجاهات المدمرة لهذه الحرب“.

قرارات صعبة وشجاعة

بالرغم من انتهاء الهدنة وبالرغم من الحوادث المثيرة للقلق، قال المبعوث الأممي إننا لم نشهد عودة إلى حرب شاملة، مشيرا إلى ما وصفها بـ”القرارات الشجاعة والصعبة لتجنب هذا المسار“.

لكن المبعوث الخاص قال إن جماعة أنصار الله شنت في الأسابيع الأخيرة هجمات على محطات وموانئ نفطية في محافظتي حضرموت وشبوة بهدف حرمان الحكومة اليمنية من مصدر دخلها الرئيسي من تصدير النفط. وقد وقع آخر هذه الهجمات يوم أمس في محطة الضبة في حضرموت.

تداعيات جسيمة للهجمات على البنية التحتية

وحذر ممثل الأمين العام الخاص من التداعيات الاقتصادية الكبيرة لهذه الهجمات، مشيرا إلى أن الهجمات على البنية التحتية النفطية والتهديدات التي تتعرض لها شركات النفط تقوض رفاهية الشعب اليمني بأسره.

“بالإضافة إلى خطر تصعيد العنف وتقويض جهود الوساطة الحالية، فإن الهجمات على البنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي. سنستمع من مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية رينا غيلاني، كيف يمكن أن تقود الهجمات أيضاً إلى مزيد من التدهور في الأوضاع الاقتصادية وما يترتب على ذلك من أوضاع إنسانية“.

على الرغم من أن المستويات الإجمالية للعنف قد شهدت زيادة طفيفة مقارنة بفترة الهدنة التي استمرت ستة أشهر، فقد شهدنا في الأسابيع الأخيرة ارتفاعا مقلقا في الحوادث في مأرب وتعز، بما في ذلك الحوادث التي تنطوي على خسائر في صفوف المدنيين، وفقا للسيد غروندبرغ.

وقال إن مثل هذه الحوادث تدل على مدى هشاشة الوضع وتؤكد مرة أخرى على ضرورة توصل الأطراف بشكل عاجل إلى اتفاق لتجديد الهدنة، مجددا دعوته للطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذا الوقت الحرج.

المبعوث الأممي الخاص لليمن هانز غروندبرغ يتحدث أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة

 

تذكير صارخ بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

من ناحية أخرى، قال المسؤول الأممي إن قناعته تؤكد مجددا بأن معالجة المسائل الإنسانية والاقتصادية العاجلة بات ضرورة على المدى الحالي لتجنيب تدهور أوضاع المدنيين، إلاَّ أنَّ التوصل إلى حلول مستدامة لن يكون ممكناً إلا ضمن سياق تسوية شاملة للنِّزاع، فكثير من القضايا الاقتصادية قيد النقاش مثل إدارة الإيرادات لسداد الرواتب والتي تتطلب تعاوناً بين الأطراف من أجل استدامتها. 

وقال إن اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني/نوفمبر يعد بمثابة تذكير صارخ – ليس فقط في هذا اليوم، ولكن في كل يوم من أيام السنة – بالتأثيرات غير المتناسبة التي لا تزال المرأة اليمنية تعاني منها بسبب النزاع والدور المتكامل الذي يجب أن تلعبه المرأة في كافة جوانب التسوية السياسية الشاملة.

“الوقت ليس في صالح المرأة اليمنية لأن حقوقها الأساسية، بما في ذلك حرية الحركة، تتعرض لمزيد من الانتهاك. يؤثر هذا حاليا على جميع النساء اليمنيات في الشمال، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، ونحن بحاجة إلى أن نكون واضحين أنه لا توجد أعذار لمثل هذه الأفعال”.

الجوع يطارد أكثر من نصف اليمنيين

من جانبها، قالت رينا غيلاني، مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن الجوع لا يزال يطارد أكثر من نصف السكان في اليمن.

“تشير التقديرات الجديدة إلى أن عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر أقل قليلا من توقعاتنا الأولية في أوائل عام 2022”.

ووصفت هذه التقديرات بأنها تمثل “أخبارا جيدة“. لكنها قالت إن ذلك “لا يلغي حقيقة أن 17 مليون شخص لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية“.

وفي هذا السياق، رحبت رينا غيلاني بوصول شحنة مؤخرا تحمل 14,000 طن متري من دقيق القمح في إطار مبادرة حبوب البحر الأسود في 15 تشرين الأول/أكتوبر، بالإضافة إلى ثلاث شحنات حبوب أخرى غادرت أوكرانيا في 23 تشرين الأول/أكتوبر و13 و17 تشرين الثاني/نوفمبر على التوالي.

مخاطر جمة تكتنف بيئة العمل الإنساني

في هذا الصدد، قالت إن بيئة العمل الإنساني تزداد صعوبة كل شهر، مشيرة إلى أن وصول المساعدات الإنسانية لا يزال مقيّدا إلى حدّ كبير بالعوائق البيروقراطية والقيود المفروضة على الحركة ومستويات التدخل غير المقبولة.

علاوة على ذلك، يؤدي تدهور الوضع الأمني إلى ترك العاملين في المجال الإنساني عرضة بشكل متزايد لعمليات سرقة السيارات والاختطاف وغيرها من الحوادث.

وحذرت من أن ذلك يعيق الوصول الآمن في محافظتي أبين وشبوة على وجه الخصوص، “حيث نحتاج بشكل عاجل إلى توسيع نطاق العمليات.”

وفقا للسيدة غيلاني، وقع أكثر من 30 حادث سرقة سيارات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حتى الآن هذا العام. لا يزال خمسة من موظفي الأمم المتحدة في عداد المفقودين بعد اختطافهم في شباط/فبراير في أبين.

وقالت إن زميلين إضافيين من الأمم المتحدة لا يزالا رهن الاحتجاز في صنعاء بعد أكثر من عام. وأضافت: “نواصل دعواتنا المتكررة للإفراج عن جميع الموظفين على الفور“.

توزيع مجموعات تحتوي على مواد أساسية للصحة والنظافة وملابس ووجبات جاهزة للأكل لدعم جهود الإغاثة الطارئة من الفيضانات في الجوف، اليمن.

 

قلق عميق إزاء استمرار تأثير القتال على المدنيين

وأشارت إلى أن المكاسب الإنسانية للهدنة بحاجة إلى أكثر من ستة أشهر حتى تتحقق، “ويحتاج الأشخاص المتضررون من هذا النزاع إلى ضمان مستدام للسلام قبل أن يقرروا العودة إلى ديارهم لإعادة بناء حياتهم“.

وأضافت أن هؤلاء الأشخاص يحتاجون أيضا إلى رؤية تحسينات في حياتهم اليومية تتجاوز التخفيضات في القتال.

“أخبرنا الكثير من الأشخاص، خاصة أولئك في المناطق الجنوبية من الجبهات الأمامية، أنهم لم يروا بعد التأثير الإيجابي للهدنة على سبل عيشهم وأوضاعهم الاقتصادية”.

على الرغم من أن مستويات الضحايا المدنيين لم ترتفع بشكل كبير منذ انتهاء الهدنة، إلا أن السيدة غيلاني أعربت عن قلق عميق إزاء استمرار تأثير القتال على المدنيين وإمكانية عودة الأعمال العدائية مرة أخرى في اليمن.

الألغام الأرضية تفتك بالمدنيين

لا تزال الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تتسبب في أكبر عدد من الضحايا المدنيين.

وقالت المسؤولة الأممية إن انخفاض القتال منذ نيسان/أبريل سمح للمدنيين بالتحرك بحرية أكبر. لكن زاد هذا من تعرضهم للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 164 مدنيا، بينهم 74 طفلا، بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر.

“غالبا ما يقع المدنيون ضحية لهذه الأجهزة المروّعة، مما يعرّضهم لخطر الإصابة وحتى الوفاة أثناء العمل والوصول إلى المرافق الصحية والمدارس والخدمات الأساسية الأخرى”.

ودعت أطراف النزاع إلى ضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية السكان المدنيين الخاضعين لسيطرتهم من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية، بما في ذلك عن طريق تحديد المناطق الخطرة ووضع علامات عليها وتطهيرها.

وجددت التأكيد أيضا على الحاجة إلى زيادة التمويل لأنشطة الأعمال المتعلقة بالألغام وتسهيل استيراد المعدات.

ظروف صعبة يواجهها المهاجرون واللاجئون

من ناحية أخرى، أشارت رينا غيلاني إلى المخاطر الكبيرة التي تواجه المهاجرين واللاجئين.

وأضافت: “حتى الآن هذا العام، سلك أكثر من 50,000 مهاجر الطريق البحري المحفوف بالمخاطر من القرن الأفريقي إلى اليمن، بحثا عن حياة أفضل. في الشهر الماضي فقط، غرقت طوافة مهاجرين أخرى، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان 28 آخرين”.

 

صبي ينظر من منزله المدمر في منطقة الجمالية في تعز، اليمن. (من الأرشيف)

 

المجلس الرئاسي يؤكد التزامه بنهج السلام

من جانبه، قال السفير عبد الله علي فضل السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة إن مجلس القيادة الرئاسي يجدد التزامه بنهج السلام الشامل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات هذا المجلس وعلى رأسها القرار 2216.

وأضاف: “في الوقت الذي كان شعبنا اليمني يحذوه الأمل في إحياء مسار السلام بالموافقة على الهدنة الإنسانية تحت رعاية الأمم المتحدة وسادت روح التفاؤل في اليمن بعد ثماني سنوات من الحرب والجمود، إلا أن ذلك الأمل سرعان ما تبدد كما كان متوقعا، عندما اختارت الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران التصعيد على نحو غير مسبوق برفض تجديد الهدنة”.

وقال إن ذلك يؤكد عرقلة هذه الميليشيات “لجهود السلام ومواصلتها لعملياتها الإرهابية داخل اليمن وخارجه، وغياب رغبة هذه الميليشيات في تحقيق السلام وعدم إدراكها لمعاناة اليمنيين وإنهاء الأزمة الإنسانية الكارثية، كما يعرض هذا الرفض الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة للخطر، علاوة على نسف جهود السلام برمتها.”

تحذير من نسف جهود السلام

وأشار إلى أن هذه الميليشيات “لا تزال تعلن عن تهديدات يومية باستهداف المنشآت الاقتصادية الوطنية في اليمن ودول الجوار“.

وحذر من أن تؤدي “هذه الهجمات الإرهابية” على المنشآت الاقتصادية والبنية التحتية إلى عرقلة جهود الحكومة وتدمير مقومات الاقتصاد الوطني ومقدرات الشعب اليمني وتفاقم من الأزمة الإنسانية الكارثية وتقود إلى عجز الحكومة عن دفع مرتبات الموظفين والوفاء بالتزاماتها في توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها، فضلا عن نسف مساعي وجهود السلام، على حد قوله.

وفي هذا الصدد، ثمن دور المبعوث الخاص وفريقه من أجل إحلال السلام والاستقرار في اليمن.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply