[ad_1]
«عصفور تويتر» بين السقوط أو التحليق في سماء جديدة
الاثنين – 27 شهر ربيع الثاني 1444 هـ – 21 نوفمبر 2022 مـ
شعار «تويتر» (رويترز)
القاهرة: إيمان مبروك
لا تمر بضع ساعات حتى يباغت الملياردير إيلون ماسك، المالك الجديد لـ«تويتر»، العالم بقرارات وتغييرات جذرية، كان آخرها عودة حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بعد استفتاء شعبي أطلقته المنصة التي تعاني ارتباكاً داخلياً.
يأتي ذلك وسط تعليق العمل داخل مباني مكاتب الشركة العالمية، منذ نهاية الأسبوع الماضي، حتى اليوم (الاثنين)، حسب رسالة نشرتها شبكة الإذاعة البريطانية، التي نوّهت أن الشركة لم تعلن بوضوح عن السبب.
وأرجع خبراء هذا الإغلاق إلى استقالات بالجملة من قبل الموظفين داهمت مالك «تويتر» الجديد، إلى حد يثير القلق بشأن «اضطرابات داخلية».
استقالات الموظفين جاءت إثر قرارات «ماسك» بتسريح نحو نصف العاملين بعد أيام من إتمامه صفقة شراء المنصة مقابل 44 مليار دولار أميركي، معلناً عن تخيير المتبقيين بين الإقالة أو العمل لساعات طويلة، من خلال بريد إلكتروني، كشفته صحيفة «واشنطن بوست»، مشيرة إلى أن الرسالة «تضمنت تهديداً لمن لا يوافقون بإنهاء خدمتهم مقابل مكافأة 3 أشهر فقط».
وبينما تتصاعد حدة المشهد، ويزداد مستقبل «تويتر» تحت قيادة أغنى رجل في العالم ضبابية، تصدر وسم RIPtwitter (ارقد في سلام «تويتر») على المنصة نفسها، في إشارة إلى توقعات سقوطها تماماً، كما تبادل المغردون عبر الوسم عينه وسائل تحميل أرشيف التغريدات، حتى لا يفقدوا تاريخاً من ذكريات الأفكار عمره 16 عاماً.
وعلى الجانب الآخر من المشهد، نشر «ماسك» عبر حسابه الرسمي على المنصة صورة تجمعه بمجموعة محدودة للغاية من الموظفين من داخل مقر الشركة في سان فرانسيسكو، تعكس حالة تأهب لمرحلة جديدة.
وبين تخوفات تلاحق مستقبل «تويتر»، يرى مستشار الإعلام الرقمي في الإمارات، محمد عاطف، أن مالك المنصة الجديد «أُجبر على الإغلاق»، ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يحدث داخل الشركة راهناً تبعات منطقية لتسريح أكثر من نصف الموظفين، لحقته استقالات لموظفين رفضوا ظروف عمل قاسية، ومن ثم بات سير العمل على النحو الاعتيادي مستحيلاً». ويردف: «تسريح الموظفين لم يخضع لأي معايير، بل يعكس حالة تضارب وارتباك، دلل عليها بحديثه عن بعض القيادات على نحو المديح، وما أن تمر ساعات حتى يعلن إقالتهم».
ويتوقع «عاطف» أن يمتد الإغلاق، وربما يتكرر، ويدلل على ذلك بأن عدد الموظفين المتبقين، الذين قد يصل عددهم إلى ألفين، وربما أقل، حسب بيانات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، «لن يتمكنوا من دفع عجلة العمل داخل الشركة العالمية».
ويعتقد الخبير بالإعلام الرقمي أن «ماسك لم يسرح موظفين فحسب، بل أوقف خدمات، على رأسها (تويتر مومينتس) المعنية بإنتاج محتوى صحافي، وتنقيح الخدمات الإخبارية، وذلك بعدما أقال الفريق المسؤول بالكامل».
ويعلق مستشار الإعلام الرقمي على عودة حساب «ترمب» ودلالات هذه الخطوة، بعدما شارك أكثر من 15 مليوناً في الاستفتاء، لتكون النتيجة النهائية 51.8 في المائة مع إعادة الحساب، مقابل 48.2 ضد ذلك.
وفي وقت سابق، أعلن «ماسك» تراجعه عن دعم الحزب الديمقراطي، وعودة الرئيس الأميركي السابق ترمب هي أزمة في وجه المنصات الأخرى التي حجبته من قبل، على خلفية تصريحات اعتبرت «تحريضية وعنيفة».
في نهايات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان مالك «تويتر» قد أعلن توثيق الحسابات وفقاً لسياسة مالية، لتتحول إلى خدمة مدفوعة مقابل 8 دولارات أميركية شهرياً، بدلاً من أن تستمر مخصصة للشخصيات البارزة فحسب، بغرض تنويع دخول المنصة التي تعتمد في 90 في المائة من دخلها على الإعلانات. سيل الانتقادات الذي قوبل به القرار دفعه للتراجع، وكتب ماسك عبر حسابه ما يعني «أرجو أن تعرفوا أن (تويتر) سيقوم بعمل كثير من الأشياء الغبية خلال الأشهر المقبلة، سنُبقي على ما ينجح، ونلغي ما لا ينجح». وهو ما يلتقطه أسامة عصام الدين، خبير ومختص منصات التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، ويقول: «أيلون ماسك لا يعرف ماذا يفعل، تخبط وقلق من قرارات الملياردير الأميركي على مجال المنصات الاجتماعية بشكل عام». ورأى في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أنه من المنطقي أن يعيد ماسك النظر في سياسات المنصة قبل قدومه، وما يتم هو محاولة للتنقيح، والغرض منه ضمان أن من تبقى من الموظفين هو من يتسق كلياً مع نمط فكره، حتى إن تعطلت المنصة لبعض الوقت».
ولا يتوقع خبير منصات التواصل مزيداً من الانقلابات داخل الشركة، ويقول: «من لا يتوافق مع فكر العمل تحت ضغط قد رحل بالفعل، بل شاهدنا تراشقاً علنياً بين ماسك وبعض القيادات السابقة في (تويتر)، خاصة حين ذهب أحد المبرمجين البارزين إلى تصحيح معلومات خاطئة، كان قد نشرها ماسك علنية، ليُقيله بعد ساعات».
وفي إحدى تغريداته غير المبالية بالانتقادات، أعلن «ماسك» عن خدمات مرتقبة سيزود بها «تويتر» مستخدميه تخص متابعة كأس العالم، غير أن الخبراء يرون في ذلك محاولة لتبييض وجه المنصة بعد توقف وضعف بعض الخدمات.
من جانبه، يرى «عصام الدين» أن «مستخدمي (تويتر) اعتادوا على متابعة أخبار كأس العالم من قبل المنصة، فلا أتوقع أن يصبح ما أعلن عنه ماسك وسيلة جذب لها فاعلية تحد من قلق المغردين».
في واحدة من تغريدات «ماسك» المثيرة للتساؤلات، كانت تلك التي كتب فيها: «السياسة الجديدة تضمن حرية التعبير، لكن لا تضمن حرية الوصول إلى الحسابات»، في إشارة إلى تقييد سياسة التفاعل حسب معايير المنصة الجديدة، وهو ما يقول عنه عصام الدين: «قبل توليه منصب الرئيس التنفيذي لواحدة من أبرز منصات التواصل الاجتماعي وأقدمها، تحدث مراراً وتكراراً عن الحريات، غير أنه ظن أنها مهمة سهلة، حتى اصطدم بالواقع، فإدارة منصة بهذه الشعبية تتطلب كثيراً من الجهد والمسؤولية تجاه المجتمع». وأضاف: «عبر هذه التغريدة تحديداً يغازل ماسك المعلنين، ولا سيما الذين سحبوا إعلاناتهم قلقاً بشأن رسائل العنف والكراهية، وهو ما دفعه للتأكيد على أن معايير (تويتر) الأخلاقية والمجتمعية لن تتغير».
بعد وسم «تويتر» RIPtwitter، نشر إيلون ماسك صورة ساخرة لنسخة من «تويتر» تُدفن في مقبرة، بينما يحلق عصفور «تويتر» آخر من جديد، ما اعتبره الخبراء رداً مبطناً حول دعوات سقوط المنصة.
ويعلق محمد عاطف على ذلك بالقول: «أشعر بالقلق على مستقبل (تويتر) إيلون ماسك، ولا سيما أن سياسات رأسمالية تفوح منذ اللحظات الأولى، بما يتنافى مع دعوات حرية التعبير التي كان يتغنى بها قبل امتلاكه المنصة». بينما يرى «عصام الدين» أن «تويتر» لن يموت، لكنه قد يرتبك لبعض الوقت فحسب.
أميركا
تويتر
[ad_2]
Source link