«ضوي يا نجوم» في الميلاد: وحشية السرطان وذل علاجه

«ضوي يا نجوم» في الميلاد: وحشية السرطان وذل علاجه

[ad_1]

«ضوي يا نجوم» في الميلاد: وحشية السرطان وذل علاجه

ديزيريه فرح كتبته من آهاتها


الجمعة – 24 شهر ربيع الثاني 1444 هـ – 18 نوفمبر 2022 مـ


مشهد يختزل الرجاء خلال تصوير المسلسل

بيروت: فاطمة عبدالله

سبع حلقات من مسلسل «ضوي يا نجوم» تعرضها «إم تي في» اللبنانية في زمن الميلاد. ليل 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ترد الحلقة الأولى الوفاء لمعذبي الأمراض المستعصية، وتكون بداية لحكاية رجاء. خلف القصة، قلب يتسع للآهات كلها، تقطفه المُعدة وكاتبة برامج الطفولة ديزيريه فرح وتمنحه للإنسانية.
قبل عشر سنوات، رافقت ديزيريه طفلة آلمها المرض حد خطف روحها. كانت الصغيرة نجمة أحد برامجها، وحين غادرت، شعرت بحاجة إلى سرد قصتها. حديث «ديدي»، كما تُعرف، مع «الشرق الأوسط» يتيح تأمل الداخل ومساءلته. أحقاً نحن بشر؟ أي مكانة لإنسانيتنا في الوجود المزدحم؟ أين موقعنا من صناعة الخير؟ أيكفي التعاطف للارتقاء بالمشاعر النبيلة، أم لا بد من اقتران النوايا بالأفعال؟
هجر الأب ابنته المريضة وأمها كرد عكسي على عجزه، لتبقى الأم وحيدة مع صغيرة تُنازع. بعد سنة على وفاة طفلتها، عادت هذه الأم إلى المستشفى لتكون بعضاً من رحلة شفاء الأطفال المرضى؛ تساند وتساعد. من عمق التأثر بصلابة الأمومة المكوية بالجرح، كان على «ديدي» غسل القلوب المثقلة بالفراق بدموع صافية.
الأحداث حقيقية في الحلقة الأولى حتى موت الصغيرة بالمرض الكبير. «أكملتُ القصة بمسألتين: إلقاء الضوء على كارثة العلاج في لبنان ودور الإعلام الهادف. المكتوب في المسلسل هو خلاصة سنوات أمضيتها في المستشفيات، أشارك المعذبين آلامهم. وهو اختزال تجربة إنسانية أمام الشاشة ووراءها. المفارقة أن العلاج اليوم باهظ والدواء مقطوع. هذه فظاعة».
الإعلامية إليز فرح، بشخصية والدة الطفلة في أول أدوارها التمثيلية. تبحث «ديدي» ومعها زوجها المخرج داني جبور عن وجوه تصدُق حين تمثل. يدير الأخير الكاميرا الخاصة به في مستشفى سيدة المعونات الجامعي بمدينة جبيل، ويأتي مع شريكة الأفكار والحياة بأولاد يعانون بالفعل وآخرين يتشربون المعاناة بحُسن أدائها. تصف «ديدي» طاقاتهم التمثيلية بالصادقة: «(الفايك) خارج الكادر، لا مكان له بين الشخصيات والسياق. لم نكن في جو تصوير درامي. كنا يداً بيد نشكل رسالة محبة».
بطل المسلسل بدور الإعلامي المتمسك بنُبل المهنة، هو يورغو شلهوب. يطل بقضية على كتفيه، هي منح الضوء لمَن يستحق. في غرف المستشفى، حيث يمكث عادة الويل، تتلألأ بهجة مصدرها أعماق الأطفال. فهم رغم أوجاعهم، أبطال. مسار «ديدي» لا تحيد عنه وإن أتعبتها الرياح: «لا نواح ولا كآبة. نصور الأمل».
تجمع إليز فرح ويورغو شلهوب طفلة متروكة للهبوب: «نُظهر أيضاً قسوة الحياة تجاه أطفال اليُتم. يتواطأ المرض مع خسارة الأهل فيضخم فيهم الكدمات. على الصوت أن يعلو مطالباً بالطبابة العادلة لجميع البشر».
الأسى اللبناني يحرم الإنسان علاجه ويجيد كسره كالمرض. ذلك القلب الذي يحتضن الآهات، يعتصر وهو يُخبر ما سمع: «أمٌ في المستشفى لم تعد تنتظر دواءً لشفاء ابنها. تطلب تأمين المورفين لتستكين آلامه فيموت بسلام! الحكايات هناك مخيفة، يخطها وجع قد لا يُحتمل. المسلسل لتبلغ الجميعَ أصواتٌ تئن في الليل ولا تلقى مَن يهدئ الأنين. رجاء، ثمة أولاد بحاجة إلى علاج وأمهات يصبح المورفين أملهن الوحيد».
تغرف من الامتنان تحية وتوزعها لـ«ماريتا رعيدي، رجاء المسلسل. هزمت السرطان مرتين، وتعيد تمثيل شجاعتها. ألاريا النشار ابنة الثماني سنوات بدور مايا، الطفلة التي تموت في البداية. ترفض الدمع الاصطناعي، وتُطلق دموعاً حقيقية تُبكي الكبار. كايت مرجانة التي فارقت الوجود بين يدي بابا نويل. أرهقها الدور كتركيب الأمصلة وماكينات الأكسجين. إلى النجوم، كبياريت قطريب بشخصية المسؤولة عن العلاقات العامة في المستشفى وغيرها…».
تخشى أن تفلت الذاكرة اسماً وتبخس الجهد، فتشكر الجميع، بينهم إدارة «إم تي في» على الدعم. لكن لديها مع يورغو شلهوب قصة. هو صديق زوجها منذ الدراسة، أرسلت النص إليه وسألته رأيه. تكمل: «بعد 5 ساعات، اتصل باكياً: (هذا الدور لي!). يجدر بنا فعل شيء لإنقاذ هؤلاء الملائكة».
تكتب «ديدي» برامجها والحوارات بين الشخصيات في حلقات الأطفال. نصها الدرامي الأول، هو «ضوي يا نجوم»، سألت حوله مجموعة آراء. كان شلهوب الحكم، وبتأثره اطمأنت إلى أنه مكتوب بحُب: «أردتُ فكرة جديدة لعيد الميلاد، فوضعتُ أمامي ورقة وقلماً ورحتُ أكتب. غرفتُ كل ما ترسخ في ذاكرتي. أفرغتُ نفسي بما تحمله من أصوات وصور. ومن جميع الذين يتألمون ويحاربون برجاء. ممن انتصروا ومَن رحلوا واليوم يضيئون النجمات».
عشرون عاماً من العمل الإنساني، فهل يخشن القلب؟ هل يجنح نحو القسوة وهو يصطدم بكثافة الوجع، خصوصاً ما يعذب الأطفال؟ «نعم تعبت، لكنها رسالتي ولا أتراجع. أخبط بقدمَي من أجل الطفولة، فماذا إن مُنحتُ فرصة الوصول إلى الناس وشد الانتباه إلى الخير؟»، تعبق كلمات «ديدي» بتنهيدة، فترى أن الله يمنح بعض البشر هدية، هي كف التذمر عن العطاء.
ليلة العيد، تُعرض الحلقة الأخيرة. بعدها، يلتقي الأولاد مع نجوم المسلسل بجلسة مباشرة لمحاكاة القلوب البيضاء والأيادي الكريمة. الخير يهذب وحشية السرطان ويُجنب ذله.



لبنان


لبنان أخبار


منوعات


Arts



[ad_2]

Source link

Leave a Reply