كشفت الوديات الخمس التي خاضها الأخضر السعودي في معسكر أبوظبي، عن انتهاج المدرب الفرنسي رينارد سياسة الدفاع الصارم مع الاعتماد على التحولات الهجومية السريعة، ما يعطي عنواناً بارزاً للأسلوب الذي سيتخذه في مونديال قطر 2022.
وخاض المنتخب السعودي التجربة الودية الخامسة والأخيرة، بمواجهة بنما، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1 – 1، ليحصل الفريق على تعادله الثالث في معسكره الإعدادي، مع انتصارين، ودون أي خسارة في آخر 5 مواجهات على التوالي.
وراهن رينارد على رسم قريب من 4 – 2 – 3 – 1 ضد بنما، بتواجد الثنائي عبد الإله العمري ومحمد كنو في خانة الارتكاز، أمام رباعي الخلف ياسر الشهراني، وعلي البليهي، وحسان تمبكتي، ومحمد البريك، وفي خط الوسط الهجومي الثلاثي سالم الدوسري، وسامي النجعي، وهيثم عسيري، خلف رأس الحربة فراس البريكان.
وغاب عن الأخضر السعودي قائد الفريق سلمان الفرج، بعد تعرضه لإصابة في مفصل الكتف، في مباراة آيسلندا، سيغيب بسببها أسبوعاً عن الملاعب، بالإضافة إلى كل من صالح الشهري وسلطان الغنام وناصر الدوسري؛ بسبب عدم الجاهزية البدنية حتى الآن.
وخلال خمس مباريات، فاز الأخضر في مباراتين على مقدونيا الشمالية وآيسلندا، وتعادل مع ألبانيا وهندوراس وبنما، ليسجل لاعبوه 4 أهداف وتستقبل شباكه هدفين فقط.
وحافظ الأخضر على شباكه نظيفة في 3 وديات أمام مقدونيا وهندوراس وآيسلندا، مع تسجيله عن طريق صالح الشهري هدفين، وسعود عبد الحميد هدفاً واحداً، وهيثم عسيري هدفاً واحداً.
وقسم المدير الفني المعسكر التجهيزي إلى قسمين، حيث ركز أولاً على الجوانب البدنية، لذلك حرص على إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين في أول مباراتين أمام مقدونيا الشمالية وألبانيا، ثم بعد ذلك بدأ يركز أكثر على الجوانب الفنية وتجهيز العناصر الأساسية التي سيعتمد عليها بشكل رئيسي في كأس العالم، بدءاً من مباراة هندوراس ثم آيسلندا، وأخيراً بنما.
وضم رينارد 32 لاعباً لمعسكر المنتخب السعودي في أبوظبي، والذي بدأ يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واستمر حتى يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، واستبعد الحارس فواز القرني بعد ثبوت إصابته في الركبة، ليتم استدعاء أمين بخاري حارس النصر بدلاً عنه، كذلك استدعى اللاعب زكريا هوساوي؛ بسبب عدم جاهزية ناصر الدوسري حتى الآن، لذلك فضل المدير الفني الفرنسي تجهيز أكبر عدد من لاعبيه من أجل الوصول إلى القائمة المنشودة قبل المونديال مباشرة.
وعلى المستوى الفني، كسب الأخضر نظيره منتخب مقدونيا الشمالية بهدف صالح الشهري في مباراته الودية الأولى بالمعسكر، قبل نهاية اللقاء بـ5 دقائق فقط، حيث افتتح صالح الشهري أهداف منتخب بلاده في المعسكر الإعدادي.
وبعدها تعادل الفريق مع منتخب ألبانيا بنتيجة هدف لكل جانب، على ملعب آل نهيان بنادي الوحدة. وسجل للأخضر أولاً صالح الشهري قبل أن يعادل بيكيم بالاج الكفة لمنتخب ألبانيا.
ولعب إيرفي رينارد بأفضل تشكيلة لديه أمام آيسلندا، وهي التشكيلة التي قد تبدأ المباراة الأولى في المونديال أمام الأرجنتين، حيث دخل بمحمد العويس في حراسة المرمى، وفي الدفاع سعود عبد الحميد، وعبد الإله العمري، وحسان تمبكتي، ومحمد البريك. وفي الوسط محمد كنو، وعبد الإله المالكي، وسلمان الفرج، وبالهجوم فهد المولد، وسالم الدوسري، وفراس البريكان.
ويحاول الفرنسي رينارد تقوية الشق الدفاعي للمنتخب السعودي قبل كأس العالم، مع محاولته الاعتماد على التحولات السريعة والمرتدات الخاطفة، لكنه يسعى أولاً لحماية مرماه من استقبال الأهداف، خصوصاً مع مواجهته فرقاً صعبة في المونديال مثل الأرجنتين، وبولندا، والمكسيك.
ولن يكتفي الأخضر بلعب المباراة الودية ضد بنما، التي انتهت بالتعادل الإيجابي، حيث إن الفريق سيستقبل نظيره الكرواتي، يوم 16 نوفمبر، في العاصمة السعودية الرياض، حيث ستكون هذه المباراة بمثابة الاختبار الأخير للفريق، مع توقعات بأن يدخل رينارد بأفضل تشكيلة جاهزة لديه، وهي التي سيخوض بها المواجهة الرسمية الأولى في قطر.
يذكر أن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تحدث عن المنتخب السعودي عبر حسابه الرسمي، مؤكداً أن سالم الدوسري بمثابة اللاعب الأهم في تشكيلة المدرب رينارد، بعد مشاركته من قبل مع بلاده في مونديال 2018. كذلك أشاد الاتحاد الدولي بالمهاجم فراس البريكان ليصفه بـ«اللاعب الشاب الذي ينتظر منه الكثير في كأس العالم رفقة فريقه».

كذلك أشاد إيرفي رينارد، مدرب الأخضر، بمبادرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد استقباله بعثة الفريق، مؤكداً أن هذه الخطوة رفعت الضغوط عن لاعبي الفريق، وهي بمثابة التواصل المثالي والواقعي مع المنتخب، مع تأكيد المدرب الفرنسي أن الأخضر لن يتساهل في مهمته بكأس العالم، بل على العكس سيحاول تحقيق شيء كبير وإسعاد الجماهير السعودية، وفق ما صرح به «لوكالة الصحافة الفرنسية» أخيراً.