[ad_1]
تنعقد الحلقة السنوية هذا العام يومي الخميس 3 تشرين الثاني/نوفمبر والجمعة 4 تشرين الثاني/نوفمبر في قصر الأمم في جنيف بسويسرا، بتنظيم من إدارة التواصل العالمي التابعة للأمم المتحدة، في سياق برنامجها الإعلامي الخاص بمسألة فلسطين.
لقد شعرت بالجزع لمقتلها وأكرر دعوتي إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف — الأمين العام للأمم المتحدة
وفي رسالة وجهها إلى المجتمعين، قرأتها وكيلته لشؤون التواصل العالمي، ميليسا فليمينغ، قال السيد أنطونيو غوتيريش إن هذا التجمع مثّل على مدى أكثر من ثلاثة عقود حيزا هاما لتعزيز الحوار وتعميق التفاهم من أجل السلام.
“اليوم، نواجه بيئة صعبة للغاية تشهد تزايد العنف، وتصاعد التوترات، وتسجيل العديد من الوفيات في صفوف المدنيين.“
وتحدث عن الصحفية المخضرمة في قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، التي نعى الملايين حول العالم وفاتها: “لقد شعرت بالجزع لمقتلها وأكرر دعوتي إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف من أجل المساءلة الفعالة.“
وشدد على ضرورة أن تنتهي جميع الاعتداءات على الصحفيين، وأن يكون العاملون في وسائط الإعلام قادرين على القيام بعملهم الحيوي بحرية ودون مضايقة أو ترهيب أو خوف من الاستهداف.
يشار إلى أن العالم أحتفل يوم أمس الأربعاء باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
وتابع السيد غوتيريش في رسالته: “بينما نتطلع إلى المستقبل، يجب ألا نفقد الأمل أبدا. ومهما بدا الطريق وعرا اليوم – يجب أن نسلك كل السبل لتنشيط عملية السلام.“
مؤكدا أنه “لا يوجد بديل ذو مصداقية لحل الدولتين”، تعيش إسرائيل وفلسطين بموجبه جنبا إلى جنب في سلام وأمن، على أساس حدود عام 1967، وتكون القدس عاصمة للدولتين.
وتابع يقول: “إن عملكم هو أيضا ركيزة حاسمة للسلام وتذكير بالدور المحوري لوسائط الإعلام الحرة والمستقلة” وأن الأعمال والتصميم تظهر أن “الكلمة أقوى من السلاح” وتساعد على إبقاء الأمل حيا “في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إليه.”
تكريم إرث شيرين أبو عاقلة
تهدف هذه الحلقة السنوية إلى الجمع بين الصحفيين وخبراء الإعلام ومراكز الفكر والدبلوماسيين والأكاديميين من إسرائيل ودولة فلسطين، ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع وأوروبا والولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، لمناقشة القضايا والاتجاهات الإعلامية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويضم المتحدثون عددا من الدبلوماسيين والسياسيين الحاليين والسابقين، والصحفيين المخضرمين وأعضاء من الأكاديميين وخبراء الإعلام.
وقالت السيدة ميليسا فليمينغ إن هذه فرصة للتحليل والتعلم من آخر الأحداث والاتجاهات الإعلامية، والعديد من هذه الأحداث تفطر القلوب على حدّ تعبيرها. وتحدثت عن مقتل شيرين أبو عاقلة قائلة: “هذه المأساة هي بمثابة جرس تنبيه إزاء المخاطر الكبيرة التي يواجهها الصحفيون الذين يغطّون الصراعات.”
وأوضحت أن حلقة النقاش الأولى ستخصص إلى إرث شيرين أبو عاقلة وستكشف عن الأسباب التي تقف وراء المخاطر التي يواجهها الصحفيون وتقترح طرقا لضمان ألا تتكرر مثل هذه المأساة.
سويسرا تدعم العملية السلمية
قال السفير وولفغانغ أماديوس برولهارت إنه تسلّم منصب المبعوث السويسري للشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ تسعة أشهر. وأكد على اقتناع بلاده بأن حل الدولتين فقط المتفاوض عليه من قبل الجانبين بموجب القانون الدولي يمكن أن يقود إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وشدد على أن سويسرا تدعم وتعزز الحوار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى دعم العملية السلمية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وقال: “كما آمنت في عام 1996 عندما ذهبتُ إلى سراييفو أن السلام ممكن، أؤمن بإمكانيته اليوم أيضا، في ظل الأوضاع الصعبة.”
وأشار إلى أن سويسرا ستصبح عضوة في مجلس الأمن في غضون أسابيع لأول مرة في تاريخها.
مقتل شيرين هو هجوم على حرية الإعلام
تحدث شيخ نيانغ، سفير السنغال ورئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، عن مقتل شيرين قائلا لم يكن عملا شنيعا فحسب، بل كان أيضا هجوما على حرية الإعلام واستقلالية الصحفيين الذين يقومون بدور بالغ الأهمية في نقل أخبار النزاعات والبحث عن الحقيقة، وإسماع قصص الضحايا.
وقال: “من الواجب حماية الصحفيين ليقوموا بعملهم، ومن الواجب الدفاع عن حرية وسائل الإعلام.”
من الواجب حماية الصحفيين ليقوموا بعملهم، ومن الواجب الدفاع عن حرية وسائل الإعلام — شيخ نيانغ
وأوضح أن لجنة فلسطين منوط بها تكليف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعميق الوعي إزاء قضية فلسطين والدعوة إلى إيجاد حل لها.
وتابع يقول: “تبذل اللجنة جهودا في التواصل مع الدول الأعضاء، بما في ذلك أعضاء المجموعة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط ومجلس الأمن، في إطار الدعوة إلى تنفيذ التوافق الدولي في الآراء القائم على وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود عام 1967، حيث تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين.“
وأشار إلى أن اللجنة تواجه تحديات كثيرة، بما في ذلك المعلومات المضللة عن قضية فلسطين. وقال: “تدور معركة شرسة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي حول ما يُعرف باسم ’الأخبار الزائفة‘ أو ’خطاب الكراهية‘ – ففي ظل هذا المزيج المكون من التكنولوجيا الرقمية، وممارسة السياسة بلا وازع من الضمير وخنق المعارضة، والاستغلال التجاري لمنصات التواصل الحديثة، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات تواصلية جديدة وإلى إطار أخلاقي لإعادة ثقة الجهور في الصحافة والإعلام.”
شيرين هي إرث الشعب الفلسطيني
من جانبه، اعتبر مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، أن شيرين أبو عاقلة هي إرث الشعب الفلسطيني، وقد ضحت بحياتها من أجل قضية الشعب الفلسطيني.
وقال: “هي أسطورة، وقد كرّمناها في مجلس الأمن. ومجلس الأمن المصاب بالشلل، بسبب أوكرانيا اتّحد في موقفه الذي أدان مقتلها وطالب بتحقيق مستقل وبتحقيق العدالة.”
ولكن لم يتم الوفاء بهذه الأمور. وقال: “نعلم من قتلها، إنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي” وأكد أن تكريمها يكون عبر تحقيق العدالة.
نعلم من قتلها، إنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي — رياض منصور
وحذر من دفع الشعب الفلسطيني “إلى الزاوية” وما قد ينتج عنه من “قيامة” فلسطينية على الرغم من رغبة الفلسطينيين بالسلام.
وقال: “لقد انبعثنا في الانتفاضة الأولى، بطريقة بارعة وسلمية في مقاومة هذا الاحتلال الغاشم بجبروته وأسلحته وكاد الاحتلال يجثم على ركبتيه. وتم اختبارنا مرة أخرى وأخرى، وفي عام 2011 عندما قلنا إننا نستحق عضوية كاملة في الأمم المتحدة توجهنا إلى مجلس الأمن، ولم نكون موفقين، وقدنا جهود تغيير وضعنا في الجمعية العامة إلى وضع عضو مراقب.”
وقال إنه سيجري التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية غدا حيث سيتم تقديم مشروع قرار أمام المجتمع الدولي بشأن قضية طلب فتوى من قبل المحكمة الجنائية الدولية تتضمن ثلاثة عناصر: أولها فتوى بشأن العواقب القانونية للدول في الأمم المتحدة حول الاحتلال المطوّل؛ والعنصر الثاني هو عندما تواصل دولة حرمان الشعب الفلسطيني من الحق في ممارسة تقرير المصير، ما هي الآثار القانونية؛ والعنصر الثالث هو النقاش حول الأبرتهايد (الفصل العنصري) ما هي العواقب القانونية لحالة كتلك التي يمكن أن يوصف فيها وضع الشعب الفلسطيني وخاصة مسألة التمييز.
تحقيقات لم تفِ بالغرض
قال دوني ماسميجان، الأمين العام للفرع السويسري لمنظمة مراسلون بلا حدود إنه ذُكر في البداية استحالة تحديد مصدر الطلقة التي قتلت الصحفية، هل هي رصاصة فلسطينية أم إسرائيلية. ومن ثمّ أجريَت عدة تحقيقها مستقلة، ووجدت أن الطلقات كانت من بندقية إسرائيلية.
وأضاف قائلا: “في النهاية، اعترفت السلطات الإسرائيلية أنه من المرجّح كثيرا أن جنديا إسرائيليا كان مطلق الرصاص، ولكنه كان حادثا غير مقصود. قلنا حسنا، ولكن نريد للإسرائيليين أن يواصلوا التحقيقات لتوضيح الظروف المعيّنة التي أودت بحياتها، لكن لا شيء رشح عنها، بل على العكس قال رئيس الوزراء إنه لن يسمح بمحاكمة جندي كان يحمي نفسه من الإرهابيين.”
وأشار إلى أن الطرق والقنوات الإسرائيلية لمعالجة القضية وتحقيق العدالة كانت مغلقة.
وتابع يقول: “نظريا، يمكننا أن نعلّق الآمال على القنوات الدولية لتسليط الضوء على القضية وتحقيق العدالة، لأن شيرين كانت أيضا مواطنة أميركية.“
يشار إلى أن أسرة شيرين تقدّمت بشكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية، وتدعم منظمة مراسلون بلا حدود هذه القضية.
الإعلام الإسرائيلي يصمّ آذانه عن الاحتلال
في كلمته خلال الحلقة، تحدث غيدعون ليفي، الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن كيفية تناول الصحافة الإسرائيلية للاحتلال، وقال: “في إسرائيل، لا نواجه بشكل عام تهديدات جسدية، ولا نواجه ضغطا من الحكومة أو المخابرات أو الجيش، طالما كنتَ صحفيا يهوديا إسرائيليا.”
الإعلام الإسرائيلي بشكل عام، مع بعض الاستثناءات، هو أكبر متعاون مع الاحتلال الإسرائيلي — غيدعون ليفي
ولكنه أضاف أن ما يواجهه هو “خيانة زملائه” للأمانة الصحفية. “في يوم من الأيام، عندما يفتح أحد الباحثين الملفات، سيرى ما الذي قاله الإعلام الإسرائيلي للمجتمع بشأن الاحتلال، وما لم يقله. سيصاب بالصدمة.”
وأشار إلى أنه لو علم عدد أكبر من الإسرائيليين ما يحدث، سيكون هناك مقاومة أكبر للاحتلال في المجتمع الإسرائيلي، “لكن الإعلام الإسرائيلي بشكل عام، مع بعض الاستثناءات، هو أكبر متعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس بسبب الإيديولوجية ولا الضغط، بل توجد مصالح.”
وأوضح أن الحكومة والجيش والمخابرات والسياسيين والمستوطنين لا يريدون للمجتمع أن يكون على دراية بما يحدث، والمحررون والكتّاب والإعلام غير معنيّين بقول الحقيقة.
جرائم مروّعة على بُعد نصف ساعة من منازلهم
وتابع ليفي يقول: “لدى الكثير من الإسرائيليين شعور جيد حيال أنفسهم، ويشعرون بفخر من ’أخلاقية‘ إسرائيل، وهم متأكدون من أن العالم ضدهم، فيما تحدث جرائم على بُعد نصف ساعة من أماكن سكناهم يوميا.”
وقال الصحفي الإسرائيلي إن الجرائم التي تحدث هي جرائم “مروعة ضد الإنسانية” ولكن من الصعب كسر تحالف الصمت هذا، ليس بسبب ضغط عسكري أو سياسي، ولكن لأن الإعلام لا يريد أن “يزعج” قرّاءه.
وأردف قائلا: “النتيجة واضحة؛ أعتقد أن المجتمع الإسرائيلي ربما يحتل المرتبة الأولى في العالم كمجتمع يعيش في حالة إنكار.” وأشار إلى أن الإسرائيليين لديهم سجّل طويل من أنهم “غير مسؤولين عن أي شيء” – وقال: “حاولوا أن تقولوا للمواطن العادي إن الجيش الإسرائيلي يحتل المرتبة الثانية في أخلاقيته في العالم، سيكون مستاء جدا، كيف تتجرّأون على قول ذلك؟ إن جيشنا الأكثر أخلاقية في العالم.“
وأضاف أن هذه النظرة لا تتغير حتى إذا تم تقديم الإثباتات والصور والأدلة على قتل أطفال أو حتى مقتل شيرين أبو عاقلة، لكن ثمّة جدار من الإنكار من الصعب كسره، وإذا حاولت كسره فأنت خائن وكاذب ولا تنتمي إلينا وتخدم الفلسطينيين الذين يريدون القضاء علينا – كما قال.
“لا يمكن أن تصدّقوا ما يذكره الإعلام: لم يحدث في تاريخ الاحتلال أن ذكر عنوان في الإعلام أن جنديا إسرائيليا أطلق الرصاص على طفل، كلا – سيكون العنوان ’إطلاق رصاص على طفل‘ ولا يهم من أطلق الرصاص عليه وكيف أصيب. هل تجرؤ على أن تصف الجندي الإسرائيلي بالقاتل حتى إن كنت تعلم أنه صوّب سلاحه على شخص وقتله بدم بارد؟ ويحدث هذا الأمر كثيرا.”
وعلى الجانب الآخر، إذا أطلق فلسطيني النار على جندي يقتحم منزله في منتصف الليل في غرفة نومه وغرفة نوم أطفاله بطريقة وحشية، فهذا الأمر يوصف بجريمة قتل وإرهاب، كما قال ليفي.
وتابع يقول: “من غير المعقول كيف يردد (الإعلام) بشكل تلقائي وأعمى أكاذيب المتحدث باسم الجيش وأكاذيب المتحدث باسم المخابرات، هي أكاذيب المؤسسة – لكنها غير موجودة في أي جانب آخر، فقط فيما يتعلق بتغطية الاحتلال. بطريقة تنزع الإنسانية عن الشعب الفلسطيني.”
وقال في ختام كلمته إنه ليس من شيء أرخص من دماء الشعب الفلسطيني في الإعلام والمجتمع الإسرائيليين.
“إذا قُتل اليوم فلسطينيان اثنان أو ثلاثة فقد لا يُذكر ذلك في الإعلام، وإذا تمت تغطيته فسيتم التلاعب بها وسيكون دائما الجنود الإسرائيليون الضحية والفلسطينيون المعتدين والعنيفين والمهاجمين، وسيقبل الإسرائيليون بهذه الرواية.”
يومان مارثاونيان
وركز الجزء الثاني من حلقة النقاش، اليوم، على “القصص المنسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني” حيث ناقش المشاركون فيه الأسباب التي لا تحصل فيها الأوضاع الاقتصادية السيئة على تغطية كافية مقارنة مع الأخبار السياسية، وغيرها من القضايا الملتهبة حول العالم.
وسيتم تخصيص حلقة نقاش يوم الجمعة لبحث مستقبل الصحفيين الشباب، والتحديات التي يواجهونها والفرص المتاحة أمامهم.
وقالت السيد ميليسا فليمينغ: “سيكونان يومين ماراثونيين من المناقشات، بقيادة مجموعة رفيعة من الخبراء المميزين.”
يمكن متابعة الحلقة عبر وصم #UNMediaSeminar وعلى الرابط التالي حيث تتوفر خدمة الترجمة الفورية باللغة العربية ولغات أخرى.
[ad_2]
Source link