انتشار الكوليرا “جرس إنذار لنا جميعا” بسبب قدرة المرض على الانتقال السريع في المناطق التي تعاني من عدة طوارئ صحية وإنسانية معقدة

انتشار الكوليرا “جرس إنذار لنا جميعا” بسبب قدرة المرض على الانتقال السريع في المناطق التي تعاني من عدة طوارئ صحية وإنسانية معقدة

[ad_1]

واعتبر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، د. أحمد المنظري، ذلك بمثابة “جرس إنذار لنا جميعا.”

وفي إحاطة له حول آخر مستجدات فاشيات الكوليرا في إقليم شرق المتوسط، حذر د. المنظري من أنه نظرا للظروف التي يمر بها الإقليم، ومنها عدة طوارئ إنسانية وصحية معقدة وصراعات مستمرة منذ وقت طويل وضعف البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي وتدهور الأوضاع الاقتصادية، فإن الكوليرا يمكن أن تنتشر سريعا.  

وقال: “لا يُعقل أن تحدث فاشيات الكوليرا في إقليمنا في القرن الحادي والعشرين، ومن غير المقبول أن يموت الناس بسببها. وينبغي أن تتوفر المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي المناسبة للجميع، لأنها حق أساسي لكل إنسان.”

تغيّر المناخ عامل آخر

وقال الدكتور أحمد المنظري إن هناك عاملا آخر ساهم في عودة ظهور الكوليرا، وهو تغير المناخ الذي يتضح في الظروف المناخية الشديدة، مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير، التي ضربت عدة بلدان.

وأوضح أن حالات الجفاف التي يزداد انتشارها في جميع أنحاء الإقليم تحد من توفر المياه النظيفة وتهيّئ بيئة مثالية لانتشار الكوليرا.

كما أن معظم البلدان المتضررة من تفشي الكوليرا في الإقليم هي من الدول التي تعاني من ضعف البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي، مع عدم وجود استثمارات ذات قيمة في تلك البنية الأساسية في السنوات الأخيرة.

كما تسهم ندرة المياه في هذا التفشي.

نقص حاد في اللقاحات

أدى الارتفاع المفاجئ في فاشيات الكوليرا في الإقليم وحول العالم إلى نقص حاد في لقاحات الكوليرا. ونتيجة لذلك، علّق فريق التنسيق الدولي المعني بتوفير اللقاحات، الذي يدير المخزون العالمي من لقاحات الكوليرا، العمل مؤقتا بالنظام المعياري للتطعيم بجرعتين في حملات مواجهة فاشيات الكوليرا، واعتمد بدلا منه نهج الجرعة الواحدة.

السبيل الأساسي للوقاية من الكوليرا هو توفير المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي — د. أحمد المنظري

وردّا على سؤال بشأن تلك الجرعات، قال د. ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ: “هناك لقاح فعّال لمكافحة الكوليرا، وهو لقاح فموي. وعادة ما يتكون من جرعتين، بمدة ستة أشهر تفصل بين كل منهما ويوفر اللقاح حماية من الكوليرا لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام.”

وأضاف أن لقاح الكوليرا يعاني من ندرة العرض على مستوى العالم.

وقال: “هناك فريق تنسيق دولي ترأسه منظمة الصحة العالمية يساعد في تحديد الأماكن التي ينبغي توزيع اللقاح فيها. وبسبب الفاشيات الأخيرة، وافق هذا الفريق على توزيع لقاحات كافية تعطى بجرعة واحدة بشكل مؤقت“.

من جانبه، أكد د. المنظري أنه مع أن اللقاحات أداة بالغة الأهمية، فهي ليست التدخل الأساسي لمكافحة الكوليرا.

وقال: “السبيل الأساسي للوقاية من الكوليرا هو توفير المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وعلاجها سهل بتعويض السوائل عن طريق الفم. ومعظم المرضى لا يحتاجون إلى دخول المستشفى، ولا يحتاجون إلى المضادات الحيوية إلا الحالات الشديدة.

عائلة تعيش في منزل مؤقت في موقع عشوائي بمدينة الرقة، شمال شرق سوريا.

© UNICEF/Delil Souleiman

عائلة تعيش في منزل مؤقت في موقع عشوائي بمدينة الرقة، شمال شرق سوريا.

الكوليرا في سوريا ولبنان

تعتزم منظمة الصحة العالمية إجراء حملات للتطعيم الفموي ضد الكوليرا في كل من لبنان وسوريا خلال الأسابيع القادمة، في حين نفذت باكستان مؤخرا حملات قبل الفيضانات الأخيرة وبعدها.  

وفي سؤال وُجّه للدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، بشأن مصدر الكوليرا، قالت د. الشنقيطي إنه منذ الإعلان عن تفشي الكوليرا في آب/أغسطس، كانت هناك محاولات متعددة لمعرفة مصدر العدوى، وأشارت إلى أن التحقيقات تشير إلى مشكلة في الآبار التي يحفرها الأشخاص بشكل غير رسمي، وقد تلوثت المياه أيضا بسبب شبكة الصرف الصحي، إضافة إلى تلوث صفائح المياه والشاحنات التي تنقل المياه.

وبالإضافة إلى ذلك، تلوثت بعض الخضراوات بسبب ريّها بمياه غير نظيفة.

وأكدت أن النتائج الأولية “تظهر أن الشبكة العامة للمياه في سوريا كانت نظيفة، لكن المشكلة الرئيسية كانت في الآبار الخاصة ونقل المياه. ويستمر رصد المياه للحد من أية عوامل ناشئة.

بدوره، قال د. عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، ردّا على سؤال بشأن الوضع في البلاد، إن لبنان يمر بالكثير من الأزمات والتحديات وعلى الرغم من ذلك فإن وزارة الصحة والحكومة تبذلان قصارى الجهود لتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للسكان.

وقال: “الكوليرا هي مرض ينقل عبر المياه، وعندما يكون هناك تفشٍ هذا يعني وجود مياه ملوثة يستهلكها الناس. والآن الكوليرا منتشرة ونعلم مصدر العدوى وتعمل منظمة الصحة العالمية وغيرها من الشركاء عن كثب مع الحكومة اللبنانية لمعرفة كيفية احتواء التفشي وفي الوقت نفسه كيفية منع الانتشار في المناطق التي لم يصلها المرض.”

حاجة لتضافر الجهود

أكد د. أحمد المنظري على الحاجة الماسة إلى جهود عاجلة تشترك فيها جميع الجهات المعنية، مع التنسيق الجيد فيما بينها، للسيطرة سريعا على الفاشيات والوقاية من زيادة انتشار الحالات والوفيات داخل البلدان المتضررة وفي البلدان المجاورة.

وتابع يقول: “يجب أن تركز هذه الجهود على زيادة توفير المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي المناسبة، وتعزيز عادات النظافة الشخصية السليمة، والتوعية المكثفة، والاستعانة بالمجتمعات المحلية، وتعزيز الترصد من خلال الإنذار المبكر لاكتشاف الحالات بسرعة ومواجهة الوضع بفعالية.”

وشدد على أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بالكامل، مؤكدا أن التصدي للكوليرا تتطلب تضافر الجهود والتعاون لضمان الصحة للجميع وبالجميع، “حتى لا يموت أي إنسان بسبب هذا المرض.”

[ad_2]

Source link

Leave a Reply