قال صلاح حبيب، الرئيس التنفيذي لشركة «دايموند ديفيلوبرز» إن الاستثمارات في مشروع المدينة المستدامة «يتي» في العاصمة العمانية ستبلغ مليار دولار، مشيراً إلى أنه يجري تطوير المدينة لاستيعاب ما يصل إلى 10 آلاف شخص.
وأضاف حبيب أن المشروع يتمتع بموقع استراتيجي حيوي في مدينة مسقط، لافتاً إلى أن فكرة المشروع تأتي ثمرة للرؤية المشتركة التي تجمع بين «دايموند للتطوير العقاري» والشركة العمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران)، نحو بناء مدن المستقبل المستدامة؛ حيث سيصبح المشروع، حين اكتماله، أكبر مجمع مستدام من نوعه في العالم، وأول مجمع صفري الكربون في عُمان.
وأوضح أن مفاهيم الاستدامة تمثل عناصر وقيماً جوهرية بالنسبة للشركتين، وقال: «نبذل معاً كل جهد ممكن لتطوير مشروع يعود بالكثير من الفوائد البيئية والاجتماعية والاقتصادية الملموسة على السلطنة، وينسجم في مضمونه وأهدافه مع رؤية عُمان 2040».
وتابع حبيب أن المشروع يتضمن مواقع سكنية مكوّنة من فلل وشقق، ومزارع وساحة مركزية تضم منافذ تجارية، كما سيضم المشروع أيضاً مدرسة وروضة أطفال وفندقين ومجمعاً للرياضة واللياقة البدنية وعيادات طبية ومركزًا لفهم اضطرابات التوحد، علاوة على متحف ومسجد.
وشدد في حديث مع «الشرق الأوسط» على أن الاستدامة لم تعد مجرد خيارٍ أو توجّه معين يختار بعض الشركات التحدث عنه، بل أصبحت بالفعل ضرورة ملحة يجب اعتبارها في مقدمة أولويات عملية التنمية الاقتصادية، وفي كافة القطاعات. ويمثل مشروع المدينة المستدامة رافداً حقيقياً وفعالاً لرؤية السلطنة 2040.
وأكد أن المدينة المستدامة ستسهم بدور فعلي في خفض الانبعاثات الكربونية، بما يشمل إنتاج الطاقة النظيفة، واعتماد وسائل النقل النظيفة، ودعم وتشجيع الإنتاج المحلّي للغذاء، والحد من الهدر والنفايات. كما تطمح المدينة المستدامة «يتي» إلى تحقيق الأهداف البيئية المحددة في اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ في باريس لعام 2050، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، ورؤية عُمان 2040.
وأضاف أن المشروع سيعمل على دعم السياحة الصديقة للبيئة، وذلك عبر فندق من فئة الأربع نجوم يتألف من 197 غرفة، ومنتجع من فئة الخمس نجوم يتألف من 170 غرفة، ومجموعة من المطاعم والعديد من المرافق الترفيهية، إلى جانب مساحة شاطئية. كما سيتولى المنتجع إدارة 132 شقة فندقية.
وتطرق إلى أن تصميم المدينة المستدامة «يتي» جاء لتحقيق أكبر خفض في الانبعاثات، عبر اعتماد أكثر استراتيجيات الاستدامة البيئية كفاءة، حيث يهدف المشروع إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة، وإعادة تدوير المياه والنفايات، وإنتاج الغذاء، والاعتماد على وسائل نقل مستدامة، مؤكداً استخدام مواد صديقة للبيئة في عمليات الإنشاءات في المدينة المستدامة «يتي».
وشدد على أن المشروع -بفضل اعتماد مفهوم الاقتصاد الدائري- سيفيد سكان المدينة من حيث الانخفاض الكبير في فواتير الكهرباء بنسبة تصل إلى 100 في المائة، والمياه بنسبة تصل إلى 50 في المائة، فجميع المنازل مزوّدة بأجهزة موفرة للطاقة لتقليل استهلاك الموارد وخفض التكاليف المرتبطة بها.
وحول التحديات التي يمكن أن تواجه المشروع، قال صلاح حبيب: «يجب علينا التأكد من وضع السياسات والبنية التحتية المناسبة منذ البداية لتحقيق النتائج المرجوة من رؤيتنا الأشمل. ويمكن التغلب على هذه التحديات من خلال التواصل بشكل واضح وصحيح مع المساهمين؛ لضمان الحصول على الدعم اللازم لبناء هذه البنية التحتية الخضراء الجديدة».
وزاد: «أما التحدي الآخر فهو السلوك البشري، الذي يتطلب التوعية والتثقيف المستمر والتواصل الفعّال؛ لضمان تفاعل السكان مع الحلول المقدمة، وقيام الناس بدورهم في تبني الممارسات المستدامة لتصبح أسلوب حياة».
وعن تأثير انعقاد مؤتمري «كوب 27» في مصر، و«كوب 28» في الإمارات، على الصناعة بشكل عام، قال حبيب: «سيكون لهذا الأمر أثر إيجابي على اقتصادات المنطقة، التي سوف تستفيد من الوفورات في التكلفة نتيجة اعتماد حلول الطاقة المتجددة، كما أن التوسع في التكنولوجيا المستدامة يمكن أن يسهم في زيادة فرص العمل والتوظيف، مع الأخذ في الاعتبار تطوير القدرات للتماشي مع العمل في مشروعات التكنولوجيا المستدامة». وتابع: «هناك أيضاً فرص كبيرة لتسليط الضوء على قضية التغيرات المناخية ولتوعية سكان المنطقة حول آثارها وكيفية التصدي لها».