[ad_1]
وفي كلمته أمام المناقشة العامة للدورة الـ 77 للجمعية العامة، قال محمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إن الحرب اندلعت في أوكرانيا، والعالم لم يتعاف بعد من تداعيات الجائحة، “وتسببت في تعطيل إمدادات الغذاء والطاقة وسلاسل التوريد، مما أدّى إلى ارتفاع مذهل في أسعار السلع بشكل عام.”
وأشاد بما وصفه بالجهود الجبّارة التي بذلتها الأمم المتحدة وتركيا وكل الأطراف المعنية، والتي أفضت إلى التوصل إلى الاتفاق الهام حول استئناف تصدير الحبوب والأسمدة عبر ممرات آمنة، والتي لولاها، “لوقع العالم في كارثة محققة.”
مع ذلك، “فإننا نعتبر أن التدابير المتخذة في هذا المجال من طرف المجتمع الدولي لا تزال دون المستوى المطلوب” مؤكدا أن الجميع مطالب بمضاعفة الجهود لإيجاد حلول تضمن الأمن والسلام والعيش الكريم، لكل شعوب العالم.
وقال: “من هذا المنبر، تطالب بلادي، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه الدول النامية والفقيرة ومساعدتها بشكل سريع على مواجهة التحديات التي تهدد أمنها الغذائي واحتواء الأضرار الناجمة عنها.”
كما جدد دعوة بلاده لإلغاء المديونية الخارجية لدول القارة الأفريقية.
فجوة تتسع بين دول العالم
تحدث الوزير الموريتاني عن “فجوة تتسع يوما بعد يوم” بين عالمين، دخل أحدهما بخطى حثيثة في الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي، بينما لا يزال الثاني بفعل الجهل والفقر يرزح تحت وطأة التخلف.
وقال إن الفجوة تدعو للتفكير مليّا، وبصورة جماعية متضامنة، في سبل التصدي الناجع لتحديات العصر بما يضمن تحقيق التنمية الشاملة المستدامة المتوازنة التي تضع الإنسان وإسعاده في صلب اهتماماتها.
“ومن ثم فإنه يجدر بنا أن نستحضر هذه المفارقة ونتأملها في هذا المحفل الدولي الكبير، الذي ينعقد تحت شعار التضامن والاستدامة والعلوم، كما يمثل فرصة لتقييم مدى نجاعة المقاربات والخطط المعتمدة لرفع التحديات المشتركة.”
جهود موريتانيا في تحسين حياة السكان
فصّل السيد محمد سالم ولد مرزوك جهود بلاده “لإرساء دعائم دولة القانون، و(الحوكمة) الرشيدة” وقال:
“لقد خطت بلادي خطوات هامة على درب سيادة قيم المساواة والعدل؛ وترقية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية، وحرية الصحافة؛ وانتهاج الحوار والتشاور كأسلوب لإدارة الشأن العام، والإشراك الفاعل للمجتمع المدني في الاستراتيجيات التنموية.”
كما كرست بلاده فصل السلطات واستقلال القضاء وتمكين البرلمان من ممارسة دوره كاملا في الرقابة والمساءلة.
وقال: “تم اعتماد الشفافية في تسيير الشأن العام وفي استغلال الثروات الوطنية، وتطوير الآليات القانونية والتنظيمية الكفيلة بالقضاء على الفساد والرشوة.”
“تم اعتماد الشفافية في تسيير الشأن العام وفي استغلال الثروات الوطنية، وتطوير الآليات القانونية والتنظيمية الكفيلة بالقضاء على الفساد والرشوة
وأضاف أن بلاده عززت الجهود الرامية إلى حماية وترقية حقوق الإنسان من خلال مكافحة الأشكال الحديثة للاسترقاق والاتجار بالبشر وحماية حقوق المرأة والطفل، فضلا عن محاربة الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود.
وفيما يتعلق بتعزيز اللحمة الاجتماعية، “نفذت حكومة بلادي، في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني برامج هامة لترسيخ الوحدة الوطنية ومؤازرة وإنصاف الفئات الفقيرة والهشة،” وشملت تلك الجهود تشييد السدود وبناء المدارس وإنشاء المراكز الصحية وتوفير الماء الصالح للشرب لعدد كبير من القرى، ومساعدة الأسر على تحسين ظروف حياتها، وتحمّل أعباء التأمين الصحي عن 15 في المائة من السكان، “كمرحلة أولى قبل تعميمه.”
وشدد على حرص بلاده خلال الأزمات على حماية القدرة الشرائية للمواطنين من خلال ضبط أسعار المواد الأساسية وضمان التموين الدائم للسوق بها ومنع المضاربة فيها.
وتابع يقول: “تقدم بلادي، من جهة أخرى المساعدة اللازمة لأزيد من 85 ألف لاجئ من جمهورية مالي الشقيقة في مخيم ’أمبرة‘ جنوب شرق موريتانيا، بالتعاون مع ممثليات الأمم المتحدة المعنية المعتمدة في موريتانيا.”
وإضافة لكل ذلك، تم إعداد برامج واسعة لتكوين الشباب وتأهيله وتمكينه من ولوج سوق العمل وحمايته من الغلو والتطرف. “كما تم تعزيز تمكين المرأة، وإشراكها بقوة في الحياة السياسية وتسيير الشأن العام.”
مكافحة الإرهاب
شدد السيد محمد سالم ولد مرزوك على حرص موريتانيا على وضع مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب ومختلف أشكال الغلو والتطرف “تراعي الأبعاد الأمنية، والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.“
وقال إنه تم العمل في هذا الإطار، مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تكثيف التشاور والتنسيق في تنفيذها مع مراعاة الاحترام التام لحقوق الإنسان.
وصلت نسبة الطاقة النظيفة إلى 40 في المائة من مجموع الطاقة التي نستهلكها
وأضاف قائلا: “تجسيدا لهذه الرؤية، نعتبر أن مجموعة دول الساحل الخمس تشكل إطارا لا غنى عنه لمواجهة الإرهاب وتحقيق تنمية واعدة في المنطقة، ومن ثم، فإننا ندعو لدعمها لتتجاوز العراقيل التي تعترض طريقها حاليا.“
كما أوضح أن بلاده ركزت – في مجال البيئة والتنمية المستدامة – على الطاقات المتجددة، “حيث وصلت نسبة الطاقة النظيفة إلى 40 في المائة من مجموع الطاقة التي نستهلكها، وتتواصل الجهود لرفع هذه النسبة تحقيقا للأهداف المرسومة.“
كما أشار إلى إحراز بلاده نتائج هامة “في نطاق سعينا إلى إيقاف التصحر وإعادة تأهيل المساحات التي تضررت بسببه،” إضافة إلى الجهود المبذولة “لعقلنة” استغلال الموارد البحرية واستعادة التنوع البيولوجي للمنظومة البيئية.
وقال: “في هذا السياق، تعلق بلادي آمالا كبيرة على قمة المناخ COP27، المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة من 06 إلى 18 تشرين الثاني/نوفمبر، وتتطلع إلى أن تحترم الدول الصناعية التزاماتها بخفض الانبعاثات، وكذلك تعهداتها في قمة باريس.”
وقوف موريتانيا إلى جانب القضايا العادلة
تحدث الوزير الموريتاني في ختام كلمته عن “وقوف بلاده إلى جانب القضايا العادلة” في كل مكان، وأورد تمسكها بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية طبقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، “وتجدد كذلك شجبها للخروقات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الإنسان في فلسطين وباقي الأراضي العربية.“
كما أعرب عن حرص بلاده على السعي الجاد للوصول إلى حل سياسي “يصون وحدة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها وكرامة شعبها وحقه في العيش في أمن وسلام.”
وشدد على “دعم موريتانيا للشرعية في اليمن” إذ تدعو بلاده إلى انتهاج سبل الحل السلمي وفقا للمبادرات العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأكد موقف بلاده “الثابت من النزاع في الصحراء الغربية غير المنحاز لأي من أطراف الأزمة، ودعمها لجهود الأمم المتحدة، ولكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الرامية إلى إيجاد حل مستدام ومقبول لدى الجميع.”
وفيما يتعلق بليبيا، أكد دعوة بلاده إلى “إيجاد حل يصون وحدة وسيادة دولة ليبيا الشقيقة، ودعمها الجهود الدولية في هذا الصدد.“
وقال عن مالي إن بلاده تدعم “الجهود المبذولة للعودة إلى الوضع الدستوري في جمهورية مالي الشقيقة” – وأعرب عن قلق موريتانيا من استمرار الحرب في أوكرانيا، ومطالبتها الأطراف المعنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات “بغية التوصل إلى حل ينهي الحرب ويجنب المنطقة والعالم المزيد من المآسي والدمار.”
[ad_2]
Source link