من باكستان، الأمين العام يدعو إلى تقديم دعم عالمي “هائل” للتصدي لكارثة الفيضانات، ويحث على المزيد من العمل المناخي

من باكستان، الأمين العام يدعو إلى تقديم دعم عالمي “هائل” للتصدي لكارثة الفيضانات، ويحث على المزيد من العمل المناخي

[ad_1]

تعرضت باكستان لمياه الأمطار شبه المستمرة والفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية الناجمة عن الأمطار منذ منتصف حزيران/يونيو، مما تسبب في دمار واسع النطاق وخسائر في الأرواح أثرت على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء الدولة الواقعة في جنوب آسيا.

ولدى وصوله، استمع السيد غوتيريش إلى إحاطة بشأن آخر التطورات وجهود الاستجابة التي تقودها باكستان قدمها رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري، بالإضافة إلى أعضاء كبار آخرين في الحكومة.

وخلال لقاءاته المختلفة، أكد الأمين العام أن زيارته للبلاد- التي تستغرق يومين- ليست فقط بغرض التضامن، وإنما هي “مسألة عدالة”.

وعقد الأمين العام مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الخارجية زرداري، في العاصمة إسلام أباد أعرب فيه عن تضامنه مع “كل من فقدوا أحباءهم في هذه المأساة، وكل من تأثروا بفقدان منازلهم وأعمالهم التجارية وسبل عيشهم”.


الأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء شهباز شريف، ومسؤولين آخرين داخل المركز الوطني للتنسيق والاستجابة للفيضانات.

UN Photo/Eskinder Debebe

الأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء شهباز شريف، ومسؤولين آخرين داخل المركز الوطني للتنسيق والاستجابة للفيضانات.

جدار مائي مرعب

وأضاف الأمين العام قائلا: “لقد رأينا جميعا الصور التي نشرتها وسائل الإعلام للدمار الهائل. لا يسعني إلا أن أتخيل قوة وضراوة المياه لأنها جرفت القرى والطرق والجسور وكل شيء آخر في طريقها. لقد شكلت، بصورة جلية، جدارا مرعبا من الماء. ما من بلد يستحق هذا المصير، وعلى وجه الخصوص، دول مثل باكستان التي لم تفعل شيئا تقريبا للمساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري”.

وشدد الأمين العام على أن باكستان ودولا نامية أخرى – من القرن الأفريقي إلى منطقة الساحل – تدفع ثمنا مروعا لتعنت الدول المسؤولة عن الانبعاثات الكبيرة التي تواصل الرهان على الوقود الأحفوري، في مواجهة العلم والحس السليم وأساسيات اللياقة الإنسانية. 

تتزايد الانبعاثات، بشكل يومي، حيث يموت الناس بسبب الفيضانات والمجاعات. وقد وصف الأمين العام هذا الأمر بأنه “جنون” وأنه يمثل “انتحارا جماعيا” داعيا إلى وقف “الحرب مع الطبيعة” وحث على مزيد من الاستثمار في الطاقة المتجددة.

رسالة للشعب الباكستاني

في وقت سابق من اليوم، التقى السيد غوتيريش برئيس الوزراء شهباز شريف، وزارا معا المركز الوطني للتنسيق والاستجابة للفيضانات، الذي أنشأه رئيس الوزراء في الأول من أيلول/سبتمبر الحالي لتوحيد جهود الاستجابة الوطنية للفيضانات المستمرة.

داخل المركز، شاهد السيد غوتيريش ومسؤولون باكستانيون وغيرهم من الحاضرين مقطع فيديو قصير يصور بوضوح حجم الدمار الذي أحدثته الفيضانات حتى الآن.

وأظهرت بعض اللقطات السيارات والمباني التي جرفتها الفيضانات العارمة. كما عرض الفيديو الحالة المفجعة للنساء والأطفال والرجال الذين نزحوا.

متحدثا مباشرة إلى الشعب الباكستاني من منصة أقيمت في المركز، قال الأمين العام:

“لقد شهدت دائما كرمكم الهائل في استقبال اللاجئين الأفغان وحمايتهم ومساعدتهم. لقد رأيت كرمكم، ومساعدة بعضكم البعض، ومساعدة الأسر والمجتمعات. لذا، فأنا أعرف ما تعنيه هذه الكارثة الطبيعية غير المسبوقة بالنسبة للشعب الباكستاني”.

وطمأن الشعب الباكستاني بأننا “سنبذل قصارى جهدنا لحشد المجتمع الدولي لدعم بلدكم ودعمكم جميعا في هذا الوضع المأساوي، والذي يتجاوز الأرقام.. أرى العائلات التي فقدت أحباءها، وأرى العائلات التي فقدت منازلها ومحاصيلها ووظائفها وهي تعيش في ظروف بائسة”.

وشدد الأمين العام على أنه شاهد أيضا “جهود الاستجابة الهائلة التي يقوم بها موظفو الخدمة المدنية، الحكومة، الجيش، المنظمات غير الحكومية، ومن السكان، في مشهد يبين التضامن الاستثنائي داخل حدود باكستان”.


الأمين العام للأمم المتحدة خلال لقائه برئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف.

UN Photo/Eskinder Debebe

الأمين العام للأمم المتحدة خلال لقائه برئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف.

“الطبيعة ترد الضربة بمثلها”

وفي حديثه مباشرة إلى المجتمع الدولي، قال السيد غوتيريش: “باكستان بحاجة إلى دعم مالي هائل للاستجابة لهذه الأزمة التي كلفت- وفقا لبعض التقديرات التي سمعتها اليوم- حوالي 30 مليار دولار ولا تزال مستمرة”.

وشدد على أنه من الضروري أن يعترف المجتمع الدولي بذلك وخاصة تلك الدول التي ساهمت بشكل أكبر في تغير المناخ. وحث على إظهار “التضامن الفعال والعدالة الناجزة” من خلال حشد الدعم الهائل للإغاثة وإعادة التأهيل وإعادة الإعمار.

وحذر السيد غوتيريش من أننا “مقبلون على كارثة.. لقد أعلنا حربا على الطبيعة، والطبيعة ترد الضربة بشكل مدمر”.

الحكومة “تعمل بتكاتف” على جميع المستويات

وخلال حديثه داخل المركز الوطني للتنسيق والاستجابة للفيضانات، قال رئيس الوزراء للسيد غوتيريش: “لقد جلبت معك تشجيعا عظيما”.

وأكد مجددا أن حكومة باكستان- جنبا إلى جنب مع حكومات المحافظات وجميع أصحاب المصلحة بما في ذلك القوات المسلحة- تعمل بتكاتف لتوفير الإغاثة والمساعدة في إنقاذ ملايين الأشخاص المحتاجين.

وفقا للسلطات الحكومية، يعيش حوالي 33 مليون شخص في ظروف مزرية للغاية. وقال رئيس الوزراء شريف: “بينما نحن نتحدث الآن، يتم نقل الناس إلى أماكن آمنة، ويتم توفير الطعام والمأوى”.

حجم الاحتياجات هائل

وقال وزير الخارجية زرداري: “بينما أنتم تقفون هنا اليوم، فإن ثلث مساحة أرض بلادي مغمورة بالمياه. لقد فقد شعبنا حيواتهم وسبل عيشهم، وهم يواجهون تهديدا حقيقيا للغاية يتمثل في الجوع والمرض والمزيد من الدمار”.

وأشار إلى أن شعار حزبه هو المأكل والملبس والمأوى. “لا أستطيع توفير الإيواء لـ 33 مليون أسرة. لا يمكنني توفير الطعام والكساء لـ 35 مليون أسرة”.

كما تدرس الحكومة جميع الإجراءات التي يتعين القيام بها بعد انحسار المياه، مثل إعادة بناء المنازل والمدارس والبنية التحتية. وأضاف الوزير الباكستاني: “نحن نعلم أنه لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا، لكننا سنفعل ذلك معا”.

وأكد ثقته في الأمم المتحدة وشركائها الدوليين الذين “لن يتخلوا عنا في أوقاتنا الصعبة، وسنعيد باكستان ونعيد البناء بشكل أفضل”.

تغير المناخ يؤثر على باكستان

ذكّر السيد غوتيريش العالم بأن مستوى الانبعاثات الصادرة من باكستان منخفض نسبيا، “لكن باكستان هي واحدة من أكثر البلدان التي تأثرت بشكل كبير بتغير المناخ”، واصفا الفيضانات بأنها نتاج “اشتداد ظاهرة تغير المناخ”.

تُصنف باكستان على الدوام بين الدول العشر الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ العالمي.

ومن المتوقع أن يصبح تعرض باكستان لتحدي المناخ أكثر حدة في المستقبل، بعد أن شهدت بالفعل زيادة في متوسط ​​درجات الحرارة بمقدار درجة واحدة مئوية على مدى القرن الماضي وشهدت ظواهر مناخية شديدة التقلب على مدى العقد الماضي.

وحذر الأمين العام من أن الخسائر والأضرار الناجمة عن أزمة المناخ ليست حدثا مستقبليا، “إنها تحدث الآن، في كل مكان حولنا”، وحث الحكومات على معالجة هذه القضية في مؤتمر الأطراف COP27 بالجدية التي تستحقها.


كان تأثير الأمطار الموسمية الغزيرة، الذي بدأ في منتصف تموز/يوليو 2022، شديدا، حيث أثّرت على 33 مليون شخص في 116 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد، و66 مقاطعة كانت الأكثر تضررا.

© WFP/Saiyna Bashir

كان تأثير الأمطار الموسمية الغزيرة، الذي بدأ في منتصف تموز/يوليو 2022، شديدا، حيث أثّرت على 33 مليون شخص في 116 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد، و66 مقاطعة كانت الأكثر تضررا.

اجتماع مع فريق الأمم المتحدة القطري

خلال فعاليات اليوم الأول لزيارته، التقى السيد غوتيريش، في إسلام أباد، بفريق الأمم المتحدة القطري في باكستان، وانضم إليه وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس والمنسق المقيم جوليان هارنيس.

ووقد استمع إلى إحاطة من وكالات الأمم المتحدة بشأن جهود الاستجابة في البلاد واحتياجاتها.

يوم السبت، سيقف الأمين العام بنفسه على تأثير الفيضانات في مناطق مختلفة من البلاد، حيث شهدت بعض المناطق أمطارا قياسية في آب/أغسطس، بصورة لم تشهدها في هذا الوقت من العام على الإطلاق.

وقد زاد معدل هطول الأمطار في بعض المقاطعات ثماني مرات عن المعتاد.

وأشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة موجودة على الأرض لدعم جهود الإغاثة التي تبذلها الحكومة الباكستانية.

وأضاف: “نحن والمجتمع المدني نستفيد بشكل جيد من الأموال التي يتم صرفها من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة”، مضيفا أن الأمم المتحدة تكثف جهودها من خلال استخدام جسر جوي من دبي.

وتابع قائلا: “لقد قدم موظفونا مساعدات غذائية أو نقدية لمئات الآلاف من الأشخاص في بلوشستان والسند، وأطنانا من إمدادات الطوارئ لدعم الأطفال والنساء. لكن ما فعلناه لا يمثل سوى غيض من فيض احتياجات الشعب الباكستاني”.

يعيش مئات الآلاف من النازحين في المخيمات، والعديد منهم – 6 ملايين على حد علمه – يعيشون مع المجتمعات المضيفة.

يغادر الأمين العام العاصمة إسلام أباد النابضة بالحياة متجها إلى الجنوب، حيث سيرى بنفسه الأضرار التي لحقت ببعض المناطق بسبب الفيضانات ومن المتوقع أن يلتقي بالنازحين والمستجيبين الأوائل؛ والعاملات الصحيات والممرضات.

 

[ad_2]

Source link

Leave a Reply