[ad_1]
نيمار ومبابي… النار تحت الرماد
خلاف النجمين قد يُقسم «سان جيرمان» إلى معسكرين
الاثنين – 24 محرم 1444 هـ – 22 أغسطس 2022 مـ رقم العدد [
15973]
نيمار ومبابي في تدريبات سان جيرمان (رويترز)
باريس: آدم وايت
في الجولة الأخيرة من موسم 2015 – 2016 بالدوري الفرنسي الممتاز، كان باريس سان جيرمان يلعب أمام نانت على ملعب «حديقة الأمراء»، وتوقفت المباراة في الدقيقة 89 عندما ركض أطفال النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى أرض الملعب، مرتدين قمصانا كُتب على ظهرها «ملك» و«أسطورة». خرج إبراهيموفيتش من الملعب وهو يلوح للجماهير، وتلقى ترحيبا حارا للغاية. لم يجر باريس سان جيرمان أي تغيير، واستكمل المباراة بعشرة لاعبين بعد خروج إبراهيموفيتش.
وكان إبراهيموفيتش قد قدم مستويات استثنائية مع باريس سان جيرمان خلال المواسم الأربعة التي قضاها في فرنسا ليصبح أحد أعظم لاعبي النادي عبر تاريخه، لكن حتى وفقا لمعايير إبراهيموفيتش نفسه، فقد كان اللاعب السويدي يعد رمزا للغرور والتعالي، بل وربما كان يمثل ذروة دعم باريس سان جيرمان لنجومه خلال حقبة استحواذ مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية على النادي. في الحقيقة، لم يكن هناك أدنى شك بشأن من يتحكم في غرفة خلع ملابس النادي الباريسي آنذاك. والآن، وبعد فترة متناغمة نسبيا، يتشكل انقسام آخر بين لاعبين لهما نفس تأثير زلاتان إبراهيموفيتش، وهما كيليان مبابي ونيمار.
لقد كان نيمار هو الشخصية المحورية في باريس سان جيرمان خلال معظم السنوات الخمس التي قضاها في فرنسا، وبعد التراجع الواضح في مستواه خلال الأشهر الـ18 الماضية، عاد ليقدم أداء استثنائيا في بداية الموسم الحالي، وهو الأمر الذي ساعده على استعادة مكانته داخل الفريق. وبدا نيمار للمرة الأولى وكأنه اللاعب الذي كان باريس سان جيرمان يبحث عنه عندما تعاقد معه في عام 2017 وكان يتألق ويعمل بكل جدية داخل الملعب.
وفي الآونة الأخيرة، كان مستوى نيمار يتأرجح صعودا وهبوطا، فتارة يلعب باستعراض واضح، وتارة أخرى يلعب بجدية ويساعد الفريق على الفوز بالمباريات، لكن اللاعب البرازيلي ظهر بتركيز شديد وكان حاسما في بعض الأوقات الموسم الماضي، ولعلنا نتذكر جميعا الدور الفعال الذي لعبه في الفوز على ميتز في اللحظات الأخيرة. ومع ذلك، كان نيمار يظهر في بعض الأحيان وكأنه لا يبالي ويلعب من أجل الاستعراض فقط، خاصة في مباريات الدوري الفرنسي الممتاز التي تقام على ملعب «حديقة الأمراء». وكان راقص السامبا يبدو لاعبا مزاجيا ومتقلبا ويفتقد إلى الحافز في بعض الأحيان. ونتيجة لذلك، كان يفتقر إلى القوة (وربما حتى للياقة البدنية) المطلوبة ليكون حاسما في اللحظات الصعبة.
وكانت مسيرة اللاعب البالغ من العمر 30 عاما معرضة لخطر الانتهاء، نظرا لأن ليونيل ميسي وكيليان مبابي أصبحا الآن يتمتعان بنفوذ أكبر، سواء في غرفة خلع الملابس أو في غرفة الاجتماعات. ومن المعروف أن عددا قليلا للغاية من الأندية الكبرى هي التي يمكنها تحمل الراتب الضخم لنيمار، ومن المؤكد أن عدد الأندية التي ترغب في التحرك للتعاقد معه قد انخفض كثيرا بعد هذا العام المخيب للآمال من جانب اللاعب البرازيلي.
لكن الأمر المثير للقلق بالنسبة لبقية أندية القارة هو أن نيمار قد بدأ هذا الموسم وهو يركز على كرة القدم فقط، وقدم مستويات استثنائية وظهر قوياً للغاية من الناحيتين البدنية والذهنية – على غير العادة – وقاد باريس سان جيرمان لتحقيق انتصاراته، وكان نيمار هو أبرز لاعب في كل مباراة من هذه المباريات. لكن الغريب في الأمر أن تألق نيمار قد أحدث اضطرابات اجتماعية وسياسية داخل النادي وداخل صفوف الفريق. وذكرت مصادر مختلفة – بما في ذلك نحن والصحافي الاستقصائي الفرنسي رومان مولينا – أنه منذ قيام كيليان مبابي بالتوقيع على عقد جديد لمدة ثلاث سنوات مع باريس سان جيرمان بدلا من الانضمام إلى ريال مدريد هذا الصيف، فإن اللاعب الفرنسي وزمرته يسعون بنشاط لبيع نيمار.
وأفادت تقارير في وقت سابق من هذا الصيف بأن المدير الرياضي الفعلي الجديد لباريس سان جيرمان، لويس كامبوس، لديه رغبة في التخلص من نيمار، في ظل وجود اهتمام باللاعب من جانب مانشستر سيتي وتشيلسي. وكان من الواضح أن سلوك نيمار وأداءه خلال معظم فترات الموسم الماضي قد تسببا في إزعاج إدارة النادي، بما في ذلك مالكو مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية. ومع ذلك، يبدو أن اللاعب البرازيلي قد تأثر بالانتقادات الموجهة إليه وبالأخبار التي تفيد بأن النادي يريد التخلص منه، وقدم في بداية هذا الموسم أفضل أداء له على الإطلاق منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان. وبالنظر إلى أن نيمار يرتبط بالنادي الباريسي بعقد حتى عام 2027، وليس لديه أي نية للمغادرة ويلعب ببراعة، فإن البيع أصبح الآن غير مرجح بشكل متزايد ومن الصعب تبريره من قبل النادي.
لقد أصبح نيمار ومبابي صديقين عندما انضما إلى باريس سان جيرمان في عام 2017، لكن علاقتهما انهارت بشكل واضح خلال الأشهر الستة الماضية. وعندما كان مستقبل مبابي مع باريس سان جيرمان غامضا خلال الموسم الماضي، ابتعد عن المجموعة الكبيرة للاعبين الذين يتحدثون اللغة الإسبانية، بما في ذلك نيمار وميسي، واتجه نحو المجموعة الفرنكوفونية، وأقام علاقة وثيقة مع الظهير الأيمن المغربي أشرف حكيمي.
وعندما أقنع باريس سان جيرمان مبابي بالبقاء، أشارت تقارير إلى أن النادي الفرنسي قد منح اللاعب صلاحيات تمكنه من الإشراف بشكل غير مسبوق على عملية صنع القرار داخل النادي، ومنذ ذلك الحين أصبح اللاعب مغرورا ومتعاليا بشكل واضح. وفي نهاية هذا الأسبوع الماضي، قال مبابي إنه يرى أنه يأتي في المرتبة الثانية خلف مواطنه كريم بنزيمة في قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، قبل أن يُظهر بعض السلوكيات الغريبة خلال المباراة. وبينما كان باريس سان جيرمان يشن هجمة مرتدة سريعة، ابتعد مبابي عن اللعب وأدار ظهره بعد أن فشل فيتينها في تمرير الكرة إليه. واصل لاعبو فريقه الهجوم من دونه، ولو لم يستسلم ويتوقف عن الجري لكان بإمكانه تسجيل هدف من على القائم الثاني. وذكرت قناة «آر إم سي سبورت»، وصحيفة «ليكيب» في وقت لاحق أن مبابي كان يعاني من «مشاكل شخصية» قبل المباراة.
من المؤكد أن الأداء القوي الذي يقدمه نيمار وعقده المستمر مع باريس سان جيرمان ورفضه الرحيل سوف يجعل من الصعب على مبابي وزمرته العمل على التخلص منه، لكن في نفس الوقت فإن نفوذ مبابي الجديد ومكانته في باريس سان جيرمان يشيران إلى أنه سيستمر في الدفع باتجاه بيع اللاعب البرازيلي. ووفقاً لمصادر اتصل بها قسم «أخبار كرة القدم الفرنسية» بـ«الغارديان»، يعتقد مبابي الآن أنه يجب الإبقاء على اثنين فقط من بين ميسي ونيمار ومبابي في الفريق، وبعد أن تعلم الكثير من نيمار على مدار السنوات الخمس الماضية، فإنه يريد الآن التعلم من ميسي بدلا من ذلك.
يبدو أن الكراهية بين اللاعبين – نيمار ومبابي – قد أصبحت متبادلة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبعد أن أضاع مبابي ركلة جزاء، وضع نيمار إعجابا بتغريدة تشير إلى أن مبابي أصبح هو المسدد الأول لركلات الجزاء على حساب نيمار بسبب بند في عقده، وأنه أصبح «يمتلك» باريس سان جيرمان.
وعلى الرغم من أن باريس سان جيرمان قد شهد انقساما بين بعض اللاعبين على مدار العقد الماضي، فإن الانقسام الحالي بين نيمار ومبابي قد يقسم النادي إلى معسكرين. لقد كان إبراهيموفيتش في السابق «ملك» غرفة خلع ملابس باريس سان جيرمان بلا منازع، لكن الآن أصبح هناك ملكان يتحاربان في النادي، وهو ما يعني أن النادي ربما لا يتسع لهما معا.
[ad_2]
Source link