[ad_1]
في هذا الوقت الذي تتكاثر فيه الأزمات، دعا الأمين العام المجتمع الدولي إلى اتباع استراتيجيات مثبتة من أجل إحلال السلام والاستقرار.
وقال خلال المناقشة العامة، إن حماية وتعزيز حقوق المرأة هما عنصران مهمان لاستراتيجية من هذا القبيل، مسلطا الضوء على الدور الإيجابي الذي لعبته المنظمات الإقليمية في حماية الأجندة الرئيسية والنهوض بها.
مسألة سلطة
على الرغم من أن المساواة بين الجنسين توفر طريقا للسلام المستدام ومنع الصراع، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة لاحظ أننا “نتحرك في الاتجاه المعاكس”.
وقال: “إن صراعات اليوم تضخم عدم المساواة بين الجنسين، والفقر، واضطرابات المناخ، وأشكال أخرى من عدم المساواة”، مضيفا أن النساء والفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب بالعنف، وعواقب هذه الأزمات المتتالية.
الملايين من الفتيات خارج المدرسة، في ظل عدم وجود أمل في الاستقلال المالي، بينما تعاني أعداد متزايدة من النساء والفتيات من العنف في المنزل.
المتطرفون والقادة العسكريون الذين يستولون على السلطة بالقوة، يتجاهلون المساواة بين الجنسين ويضطهدون النساء.
كراهية النساء والاستبداد يعززان بعضهما البعض، ويتعارضان مع فكرة المجتمعات المستقرة والمزدهرة “، كما قال، مذكراً بأن “تحقيق مساواة المرأة بالرجل هي مسألة سلطة”.
النظام الذكوري يستمر بالفشل
يستمر الجمود السياسي والصراعات المستحكمة في تسليط الضوء على الاختلالات المستمرة في القوى، كما هو الحال في أفغانستان وميانمار ومالي والسودان.
وفي الآونة الأخيرة، أجبر الغزو الروسي لأوكرانيا ملايين النساء والأطفال على الفرار حفاظا على حياتهم، “مما عرضهم لخطر الاتجار والاستغلال بجميع أنواعه”، على حد قوله.
في الأسبوع الماضي، سلطت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت الضوء على 124 تقريرا حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في جميع أنحاء أوكرانيا- تشمل تلك التقارير في الغالب نساء وفتيات.
وأشار الأمين العام إلى أنه “في كل هذه النزاعات، لدينا رجال في السلطة ونساء مستبعدات، وحقوقهن وحرياتهن مستهدفة عمدا”.
نكسة تستمر لعقود طويلة
من جهتها سلطت رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الدكتورة سيما بحوث، الضوء على تأثير النزاع على النساء والفتيات، بما في ذلك تعطيل التعليم والزواج القسري المبكر، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وانعدام الأمن الغذائي، ونقص سبل العيش، بالإضافة إلى محدودية الوصول إلى المأوى والصرف الصحي، والكرامة.
قالت: “إنها تعيدنا عقودا إلى الوراء”.
ومع ذلك، حتى في الوقت الذي تواجه فيه النساء تهديدات على سلامتهن، فإنهن يخاطرن بحياتهن كقائدات في مجتمعاتهن، وبصفتهن ربات أسر، ووسيطات سلام.
الوفاء بالالتزامات
وذكّرت السيدة بحوث أعضاء المجلس باتفاقاتهم من خلال قرار مجلس الأمن رقم 1325 لحماية النساء والفتيات في النزاع ولضمان أن تكون النساء في الصدارة في إيجاد السلام.
وأضافت أن العديد من الدول الأعضاء قد قطعت التزامات وطنية، كما فعلت المنظمات الإقليمية.
وقالت: “لعبت المنظمات الإقليمية أيضا دورا رئيسيا في تطوير شبكات الوسيطات”، مضيفة أن في كل منطقة تقريبا هناك واحدة من هذه الشبكات على الأقل.
ومع ذلك، مع كل هذا التقدم المؤسسي، تقريبا في كل مرة تجري فيها مفاوضات سياسية ومحادثات سلام، نتساءل: “أين النساء؟”
قالت السيدة بحوث: “السبب ببساطة هو أننا لم نفِ بالتزاماتنا”.
نقف معا
وأكدت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أنه يجب إشراك النساء على قدم المساواة “كجزء لا يتجزأ من إيجاد الحلول السلمية والتعافي وآليات الوقاية”.
وحثت أعضاء المجلس والدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية على ضمان أن تشمل جميع جهود الاستجابة أصوات القيادات النسائية بالكامل.
“تأكدوا من وجود النساء هناك. بتجاربهن المعيشية. ومعرفتهن ورؤيتهن لمستقبلهن.”
وأضافت أن “السلام والأمن اللذين نتطلع إليهما لن يكونا ممكنين إلا عندما تلعب المرأة دورا مركزيا”.
التعاون مع المنظمات الإقليمية
عندما يندلع الصراع، يمكن للبلدان المجاورة والمنظمات الإقليمية أن تحدث فرقا كبيرا.
على هذا النحو، أعرب السيد غوتيريش عن تقديره لتعاون الأمم المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) – والتي شاركت جميعها في مناقشة يوم الأربعاء.
وضرب مثالاً على الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في السودان، لتوجيه العملية السياسية إلى نظام دستوري متفق عليه وشرعي، بهدف ضمان أن 40 في المائة على الأقل من المشاركين من النساء..
وحث الأمين العام المنظمات الإقليمية على تعزيز مشاركتها مع هذه المجموعة من أجل مستقبل السودان.
المشاركة الكاملة لجميع المواطنين أفضل طريقة لبناء السلام
وعن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، تحدثت أمينتها العامة السيدة هيلغا ماريا شميد، أمام المجلس قائلة إن العالم “يعيش أوقاتا صعبة للغاية”. وسلطت الضوء على حرب روسيا على أوكرانيا، مشيرة إلى “تأثيرها مدمر على المدنيين الأبرياء والبنية التحتية وتعارضها بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام الأمني الأوروبي والعالمي”.
وقالت شميد: “كانت النساء والفتيات ضحايا الاغتصاب وهن أكثر عرضة للاتجار والعنف. إن عواقب الحرب في أوكرانيا تهدد أيضا الأمن الغذائي وأمن الطاقة.”
أما بينيتا ديوب، المبعوثة الخاصة لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المعنية بالمرأة والسلام والأمن، فأشارت في كلمتها اليوم إلى البحث الذي يثبت أن “المساواة بين الجنسين هي المؤشر الأول للسلام وأن المشاركة الكاملة لجميع المواطنين، رجالا ونساء، هي أفضل طريقة لبناء ديمقراطيات مستدامة، والحد من الصراع وتحقيق التنمية”.
ممثلة الاتحاد الأوروبي، سفيرة النوع الاجتماعي والتنوع، ستيلا رونر-غرواتشيتش، قالت لأعضاء المجلس إن المجتمع الدولي “يقف حاليا عند مفترق طرق مع اتجاهات مختلفة للاختيار”.
ترى رونر-غرواتشيتش أن هناك خيارين:
- الاستمرار على طريق الكلام أكثر من العمل،
- أو الموافقة على تسريع العمل، بما في ذلك في أوقات الأزمات الراهنة والاستيلاء غير القانوني على البلدان.
من جهتها، أشارت الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، هيفاء أبو غزالة، أمام المجلس، إلى أن منطقتها “لا تزال تشهد أزمات وصراعات وأن إمكانات المرأة لبناء السلام لا تزال غير مستغلة في المنطقة.”
على الرغم من هذه التحديات، لفتت أبو غزالة الانتباه إلى “تقدم متقطع” مشيرة إلى أنه يتم حاليا “توجيه دعوات من أجل وقف تصعيد النزاعات ومشاركة المرأة على قدم المساواة وبشكل هادف في حلها السلمي”.
[ad_2]
Source link