[ad_1]
ويأتي ذلك كجزء من المشروع التوضيحي القطري لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة (CEDRO V) الممول من الاتحاد الأوروبي.
وقد اختار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا المشروع استناداً إلى “خطط العمل” ذات الأولوية التي تحددت وصُممت خلال دراسات SEACAPS (خطة عمل الطاقة المستدامة والمناخ) والتي ركزت على تركيب أنظمة الطاقة المتجددة وتطبيقات كفاءة الطاقة ذات الصلة.
الزملاء في مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، تحدثوا مع المعنيين وأعدوا التقرير التالي:
تتجول مها حسن، 47 عاماً، في أروقة مدرسة بتلون المتوسطة الرسمية المختلطة بعد ظهر كل يوم لتتأكد من إطفاء الأنوار قبل أن تغادر إلى منزلها. فإن الأزمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها لبنان، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء بشكلٍ متواصل وشح الوقود دفعت السيدة حسن إلى بذل قصارى جهدها لتوفير نفقات المدرسة.
السيدة حسن، التي ارتادت المدرسة كتلميذة في طفولتها ومن ثم كأستاذة، تعمل جاهدة اليوم من موقعها كمديرة للمحافظة على سمعة المدرسة الجيدة ومستواها التعليمي العالي على الرغم من التحديات. وتقول مها حسن التي نجحت في تحويل التحديات التي واجهتها المدرسة إلى فرصة مستدامة: “تتميز مدرستنا بجودة مستواها التعليمي فتجذب طلاباً من القرى المحيطة غير قادرين على تغطية نفقات المدارس الخاصة”.
صفوف مظلمة وباردة
لعلّ أبرز تحدِّ واجهته مدرسة بتلون المتوسطة الرسمية المختلطة خلال العام الدراسي الفائت (2021\2022) يتعلّق بموقعها الجغرافي على ارتفاع 1050 متر فوق سطح البحر. فعلى هذا العلوّ، من الصعب تحمُّل فصل الشتاء بدون مصادر الطاقة اللازمة لتشغيل إمدادات التدفئة. لكن التأثير السلبي لقساوة الطقس تفاقم بسبب نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
وتقول مها حسن: “من الصّعب تشغيل مؤسّسة تعليمية من دون مصادر الطّاقة اللازمة. نحن بحاجة إلى الطاقة للإضاءة والطباعة والتصوير وتشغيل المختبرات والمكتبات. لسوء الحظ، ارتاد طلابنا صفوفاً باردة ومظلمة في فصل الشتاء بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر“.
في ظل هذه الظروف، اعتمدت المدرسة على ثلاثة مصادر للطاقة: مولّد كهرباء تشغّله المدرسة بالوقود، اشتراك في مولّد كهربائي خاص يوفّر الطاقة للمدارس والمنازل في القرية ويعمل على الوقود أيضاً، بالإضافة إلى توريد الطاقة من مرفق الكهرباء العام (شركة كهرباء لبنان)، وهي مصادر باهظة الثمن ولا يمكن الاعتماد عليها لأنها غير فعالة وغير مستدامة. بالإضافة إلى ثمن الوقود الباهظ، فإن اعتماد المدرسة على هذا المصدر للطاقة لا يتناسب مع توجه بلدية بتلون نحو خفض انبعاثات الكربون في البلدة بنسبة 40% مع عام 2030.
على الرغم من التحديات، لم يفقد الأساتذة والطلاب رغبتهم في إكمال العام الدراسي بنجاح، إذ اضطرّ العديد من الأساتذة إلى تعديل طرق التعليم لشرح الدروس.
فأستاذة اللغة الإنكليزية كارول سعد الدين لم تتمكّن من تشغيل التسجيلات الصوتية من أجل تدريب الطلاب على المهارات السمعية فاعتمدت على تنظيم المحادثات في الصف من أجل تحسين قدرات الطلاب على فهمها. كما اعتمد الطلاب على أنفسهم في نسخ وتدوين المعلومات بسرعة أثناء الشّرح في حين لم يستطع الأساتذة طباعة الدروس.
يقول ريان حلبي، 13 عاماً، وهو طالب في الصف التاسع: “لم أتمكن من نسخ المعلومات والاستماع إلى المعلمة في الوقت نفسه مما جعل الصفوف متعبة. كما أزعجني أننا لم نتمكن من استخدام التلفاز الذكي وأجهزة العرض بسبب انقطاع الكهرباء”. ويضيف: “كان الجميع متوتراً في معظم الأحيان بسبب هذه الظروف”.
الطاقة الشمسية: عامل التغيير
نفذت الأمم المتحدة في لبنان، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، هذا المشروع في بتلون بالتنسيق الوثيق مع رئيس بلدية بتلون مروان قيس. كما تم تنفيذ المشروع نفسه في عدد من المؤسسات العامة في مناطق عديدة في لبنان ومنها بعقلين وبشمزين والضنية وحاصبيا والنبي شيت وقب الياس.
منذ عام 2016، يعمل قيس على تخضير القرية وتركيب الأنظمة الكهروضوئية في المؤسسات العامة وهو أوصى بتركيب هذه الأنظمة في مدرسة المتوسطة الرسمية المختلطة في إطار مشروع CEDRO 5 المنفذ بالتنسيق الوثيق مع مشروع Clima-Med التابع للاتحاد الأوروبي (EU) لأنه يعتقد أن “الألواح الشمسية [الأنظمة الكهروضوئية] ضرورية للمدارس الرسمية لأنها تخفض تكلفة الوقود الباهظة الثمن مقارنة بالقدرات المالية المحدودة لهذه المؤسسات”.
في الواقع، أدى تركيب الأنظمة الكهروضوئية إلى خفض فاتورة الطاقة لمدرسة بتلون المتوسطة من خلال إنتاج 10 ميغاوات ساعة/السنة، مما أدى إلى توفير ثمانية أطنان من ثاني أكسيد الكربون (CO2) وتغطية أكثر من 70٪ من فاتورة الطاقة للمدرسة.
تغيرت تجربة الطلاب والأساتذة بعد تطبيق هذا المشروع وأصبحت أقل إرهاقا. وتقول كارول سعد الدين بارتياح: “مع توفر الطاقة في الصفوف بفضل الألواح الشمسية [الأنظمة الكهروضوئية] أصبحتُ أقل قلقا لأنني أستطيع استخدام التكنولوجيا متى أردت دون الحاجة إلى الاعتماد على طرق بديلة”.
أما بالنسبة للطالبة في الصف التاسع شيما أبو إسماعيل، 16 عاماً أيضًا أن توفر الكهرباء من خلال الأنظمة الكهروضوئية يخلق أجواءً أكثر هدوءا في الصفوف وتقول: “مع الألواح الشمسية [الأنظمة الكهروضوئية]، لا يتعين علينا إضاعة الوقت في النسخ، والصفوف مضاءة باستمرار، ويمكننا الطباعة متى أردنا. أشعر أننا الآن على بر الأمان”.
الاحتفاء بالشمس
صحيحٌ أن مدرسة بتلون المتوسطة الرسمية المختلطة واجهت شتاءً مليئا بالتحديات، غير أن إصرار مديرتها وأساتذتها وطلابها، كلُّ من موقعه، حوّلَ الأزمة إلى فرصة.
تكمل مها حسن جولتها كالمعتاد، بترقّب كبير وتضحك إذ تقول: “الشمس مصدر طاقة نظيف ومتجدد يمكننا استخدامه مجانا وبدون أي آثار جانبية”.
**للاطلاع على المقال على موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، يرجى الضغط هنا.
[ad_2]
Source link