[ad_1]
وقصة شهرزاد وشهريار سردية خيالية ربما! ولكنها تحمل في ثناياها تاريخ المرأة، تاريخا يفصح عن وجوب تقديم إثبات استحقاق الحياة للمرأة ولو على جناح حكاية! وكأن قدر المرأة دائماً هو التحدي في كيفية تقديم نفسها على أنها الأفضل مما يظنون!
تقول الشاعرة الرائعة روضة الحاج في ديوانها «ضوء لأقبية السؤال»
أنا لا أجيد القول إلا إن أردت
وربما فضلت صمتي
قبل إدراك الصباح
وبعد إتيان المساء
يا شهريار الشعر أجدر بالبقاء
يا شهريار الحب أجدر بالبقاء
تذهب بنا الشاعرة إلى بناء عالمين متوازيين لهما السلطة والقوة نفسها، فشهرزاد تملك المعرفة وهي قوة، وشهريار يملك السلطة وهي قوة أيضاً، ولكنها بهذه المعرفة تتمكن من مواجهة صلف الآخر/ المذكر في سياق القتل الذريع الذي كان يمعن في توظيفه ضد المرأة، ويتجسد ذلك الصراع بين الحياة والموت من جانب، ومن جانب آخر فإنه يجسد الصراع بين القوة والضعف، فشهريار (السلطة) الذي هزته خيانة زوجته قرر الانتقام من العذارى بإعدامهن ليلة عرسهن، غير أن شهرزاد التي قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك استطاعت أن تؤجل قرار إعدامها بعد أن مهدت لسيدها الجبار طريقا مشوقا يثير حب الاستطلاع والفضول.
ومن المفارقات التي يثيرها استدعاء شهرزاد في هذا السياق، أنها رغم كونها الأنا المستضعفة لكنها تكتسي دلالات إيجابية؛ فهي قد أعادت شهريار إلى إنسانيته التي فقدها بسبب الانتقام وردته عن غريزته الوحشية ليس بالمنطق ولكن من خلال العاطفة التي تجيدها المرأة والتي ما كانت دائما نقطة السخرية منها، وكأن تلك العاطفة النقطة الأضعف في المرأة، فإذا بها تصبح المخلص لبنات جنسها أمام جبروت شهريار.
يقول د. عبدالله الغذامي في كتابه المرأة واللغة «حينما نترك المجال لصوت المرأة كي يتكلم ويعبر فإننا بهذا نضيف صوتا جديدا إلى اللغة، صوتا مختلفا ونفتح بابا للنظر ظل مغلقا على مدى طويل وفي كل الثقافات».
[ad_2]
Source link