بدأت السعودية العمل في مرحلة العد الفعلي وجمع البيانات لبرنامج تعداد السعودية 2022، وهو الخامس في تاريخ المملكة، بمشاركة أكثر من 30 ألف باحث ميداني، ضمن خيارات متعددة تشمل التعداد الرقمي الذي يستخدم لأول مرة، والعد الذاتي الذي يمكن المواطنين والمقيمين من المشاركة في التعداد من خلال النوافذ الإلكترونية.
وقال فيصل الابراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء، أن تعداد السعودية 2022 يعد أول تعداد رقمي في تاريخ المملكة، بالتحول من الاستمارات الورقية، إلى الأخرى الرقمية المبرمجة على الأجهزة اللوحية، والانتقال من صور المخططات التقليدية إلى صور وبيانات الأقمار الصناعية بدقة تصل إلى 90 بالمئة، مبيناً أن أكثر من 30 ألف باحث ميداني سيقومون بزيارة الأسر والمساكن لجمع المعلومات وفق أعلى درجات السرية والخصوصية، وذلك بتنسيق مباشر مع وزارة الداخلية، والأجهزة الأمنية، وإمارات المناطق، لضمان أمن وسلامة جميع المشاركين في التعداد.
وأكد الابراهيم خلال الحفل الذي أقامته الهيئة العامة للإحصاء الثلاثاء، بمناسبة إطلاق التعداد، أن الهيئة العامة للإحصاء توفر البيانات الإحصائية الدقيقة في إطار التحولات الشاملة التي تشهدها السعودية في ظل رؤية 2030، للمساعدة في التخطيط والتطوير واتخاذ القرارات ورسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير الخطط التنموية لمختلف القطاعات؛بما يسهم في تحقيق مستهدفات الرؤية، والإعداد لمستقبل أفضل.
وأوضح الوزير الابراهيم أن برنامج التعداد الخامس، اعتمد أعلى المعايير العالمية، وأحدث التقنيات والأساليب لإصدار البيانات الإحصائية، من خلال التكامل والدمج بين بيانات السجلات الإدارية المختلفة، والبيانات الضخمة، وبيانات التعداد الإحصائية، للخروج ببيانات موثوقة.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للإحصاء الدكتور كونراد بيسيندورفر، أن تعداد السعودية 2022 سيمثل بداية حقبة جديدة من المعرفة الإحصائية في المملكة، معتمداً في ذلك على نموذج عمل جديد ورقمي، والتكامل بين البيانات التي يتم جمعها من مصادر متعددة، مما يتيح بيانات ومعلومات تفصيلية تسهم في خدمة المخططين وراسمي السياسات.
وأبان كونراد أن التعداد الرقمي غير التقليدي، بفضل مواكبة التطورات التي تشهدها المملكة، والاستثمار في تطوير القدرات البشرية، سينعكس على رفع جودة بيانات المنتجات الإحصائية الرئيسة والمعلومات الأساسية المقدمة إلى صنَّاع القرار.
وأعدت الهيئة العامة للإحصاء استمارة التعداد بناءً على أفضل المعايير والممارسات الدولية في التعدادات السكانية المعمول بها في دول مجموعة العشرين والمطبَّقة في الدول الأعضاء ضمن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وذلك من خلال التعاون مع خبراء من الأمم المتحدة، إضافة إلى التعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، كما تحرص على ضمان جودة البيانات، من خلال وضع إجراءات لضبط الجودة، بحيث يتم التحقق من صحة البيانات ومعالجتها بشكل مباشر من خلال أداة مخصصة لاكتشاف الأخطاء خلال مرحلة جمع البيانات، إلى جانب وجود فريق متخصص بضبط الجودة، يقوم بالتواصل مع عينة عشوائية من المشاركين في التعداد للتأكد من صحة المعلومات.
ويوفِّر تعداد السعودية للسكان والمساكن والمنشآت ذخيرة من البيانات الإحصائية التي توظف في بناء البرامج والخطط التنموية، وهو الأول منذ ١٢ عاماً، وسيصب في مساعي رؤية السعودية 2030 ويوفر لها قاعدة عريضة من المؤشرات المتصلة بالخصائص السكانية وتوجيه دفة التوجهات المستقبلية.
ومن المقرر أن تُنشر النتائج الأولية للتعداد قبل نهاية عام 2022، بعد انتهاء العمل على تحليل البيانات بعد إكمال أعمال جمعها للتأكد من جودتها ودقتها ومقارنتها ببيانات السجلَّات الحكومية، وتوفيرها لصناع القرار والباحثين في القطاعين العام والخاص.