[ad_1]
ورغم الترحيب بهذه الاتجاهات، دعت منظمة الصحة العالمية إلى توخي الحذر.
وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن ثمّة زيادة في الحالات المبلغ عنها في الأميركيتين وأفريقيا بسبب المتحوّرات الفرعية لأوميكرون.
فقد أبلغ العلماء من جنوب أفريقيا – الذين حدّدوا أوميكرون في أواخر العام الماضي – عن متغيرين فرعيين آخرين، وهما BA.4 وBA.5، كسبب لارتفاع الحالات في جنوب أفريقيا.
وأضاف د. تيدروس يقول: “من المبكر معرفة ما إذا كانت هذه المتغيّرات الفرعية الجديدة تسبب مرضا أكثر خطورة من المتغيّرات الفرعية الأخرى لأوميكرون، لكنّ البيانات المبكرة تشير إلى أن التطعيم يظل وقائيا ضد المرض الشديد والوفاة.”
كوفيد ليس مرضا موسميا
من جانبه، وردّا على أسئلة الصحفيين، نفى الدكتور مايك راين، رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، فرضية أن يكون فيروس كورونا مرضا موسميا مرتبطا بفصل الشتاء، مؤكدا أن الأمر يعتمد على مستوى التطعيم وعلى المكان الذي يتواجد فيه الناس، وعلى ظهور المتغيرات.
وقال: “إن الفيروسات تظهر بين البشر بشكل غريب الأطوار من حيث كيفية انتقالها والمنحنيات الوبائية التي تتسبب بها. لكن مع مرور الوقت، يستقر في نمط معيّن.”
وأشار إلى ضرورة متابعة “مستوى حماية السكان، ما مدى حماية السكان من الفيروس، هل تلقوا التطعيم؟ هل أصيبوا سابقا بالعدوى؟ ما مدى فعالية اللقاح في تقليل الانتقال على سبيل المثال، وتوازن ذلك أمام مدى فاعلية الانتقال ويمكن رؤية ذلك بوضوح من خلال المتغيرات BA.1 وBA.2 وBA.4 وBA.5 وغيرها التي تزيد من فاعلية انتقال الفيروس، وأيضا النظر إلى البيئة التي ينتقل بها الفيروس.”
وأوضح أنه بعبارة أخرى يجب التساؤل هل الأشخاص يتواجدون في أماكن مغلقة أو أنهم قريبون من بعضهم البعض.
“جميع هذه العوامل تجتمع: مستوى حماية السكان وكفاءة انتقال الفيروس.. والظروف التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض.” وهذه العوامل تلعب دورا في انتقال المرض.
التطعيم أفضل طريقة لحماية الناس
أكد مسؤول الوكالة الأممية المعنية بالصحة، د. تيدروس، أن أفضل طريقة لحماية الناس هي التطعيم، جنبا إلى جنب مع اتباع تدابير الصحة العامة والاجتماعية التي تم اختبارها وتجربتها، مشيرا إلى أن هذه علامة أخرى على أن “الجائحة لم تنته منا بعد.”
وشدد على أن تطعيم ما لا يقل عن 70 في المائة من سكان كل بلد – بما في ذلك 100 في المائة من الفئات الأكثر عرضة للخطر – هو أفضل وسيلة لإنقاذ الأرواح، وحماية النظم الصحية وتقليل حالات كوفيد الطويل.
وتابع يقول: “لقد تحسن توافر اللقاحات بشكل ملحوظ، لكن مزيجا من الافتقار إلى الالتزام السياسي ومشاكل القدرة التشغيلية والقيود المالية والتردد بسبب المعلومات المغلوطة والمعلومات المضللة، كل ذلك يحد من الطلب على اللقاحات.”
وحث جميع البلدان على معالج هذه المثبطات لتوفير الحماية لسكانها.
كما شدد على أهمية الاختبار والتسلسل: “تم تحديد المتحورين الفرعيين BA.4 وBA.5 لأن جنوب أفريقيا لا تزال تقوم بالتسلسل الجيني الحيوي الذي توقفت بلدان عديدة عن القيام به.”
كما أعرب عن انزعاجه من أن مضادات الفيروسات عالية الفعالية لا تزال غير متاحة للناس في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
فقد أدى التوافر المنخفض والأسعار المرتفعة في بعض البلدان إلى استبعاد شراء هذه العلاجات المنقذة للحياة.
وأكد د. تيدروس أن شركاء مبادرة مسرع إتاحة أدوات كوفيد يشاركون في مفاوضات الأسعار لخفض الأسعار وإتاحة الأدوية بشكل أفضل.
“إلى جانب الاستثمار المنخفض في التشخيص المبكر، من غير المقبول ببساطة أنه في أسوأ جائحة منذ قرن لا تصل العلاجات المبتكرة التي يمكن أن تنقذ الأرواح إلى أولئك الذين يحتاجون إليها.”
ووصف الأمر بأنه لعب بالنار. وقال “نحن نلعب بنار لا تزال تحرقنا، وفي الوقت نفسه، يسجّل المصنّعون أرباحا طائلة. تدعم منظمة الصحة العالمية المكافأة العادلة لقاء الابتكار. لكن لا يمكننا قبول الأسعار التي تجعل العلاجات المنقذة للحياة متاحة للأثرياء وبعيدة عن متناول الفقراء. هذا هو الفشل الأخلاقي.”
أزمات تهدد القرن الأفريقي
في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل، تهدد أزمة المناخ وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الغذاء بالتسبب في مجاعة ومزيد من انعدام الأمن. ويواجه القرن الأفريقي أسوأ جفاف منذ 40 عاما.
ويُقدّر أن 15 مليون شخص في إثيوبيا وكينيا والصومال يعانون من انعدام شديد في الأمن الغذائي.
وقال د. تيدروس، في إثيوبيا، لا يصل الغذاء الكافي إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه. ومنذ إعلان الهدنة الإنسانية في تيغراي قبل ستة أسابيع، تمكنت 172 شاحنة فقط من الوصول إلى المنطقة، وهو ما يمثل 4 في المائة فقط من الاحتياجات.
وفي بوركينا فاسو، تؤدي الهجمات المتكررة على الموارد المائية الشحيحة إلى حرمان الناس من الوصول إلى الحد الأدنى من المياه التي يحتاجون إليها فقط للبقاء على قيد الحياة.
وقال د. تيدروس: “الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والحصار الذي يمنع وصول الطعام والدواء، والهجوم على الماء – كل منها اعتداء على أساسيات الحياة. وفي كل حالة، الجواب الوحيد هو السلام.”
الصحة من أجل السلام والسلام من أجل الصحة
كشف د. تيدروس أنه في غضون ثلاثة أسابيع، سيحضر القادة إلى جنيف للمشاركة في اجتماع جمعية الصحة العالمية ذات الأهمية الحاسمة، والتي تُعقد تحت شعار “الصحة من أجل السلام والسلام من أجل الصحة.”
الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والحصار الذي يمنع وصول الطعام والدواء، والهجوم على الماء – كل منها اعتداء على أساسيات الحياة — د. تيدروس
وقال إنه سيتوجه يوم غد الخميس إلى بولندا لحضور مؤتمر المانحين الدولي لأوكرانيا: “تزداد التحديات الصحية في أوكرانيا سوءا يوما بعد يوم، لا سيّما في شرق البلاد.”
وقد تحققت منظمة الصحة العالمية حتى الآن من 186 هجمة على مرافق الرعاية الصحية في أوكرانيا. وبعد خروج العشرات من المدنيين من ماريوبول تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من استقبالهم وتوفير الرعاية الصحية لهم.
وقال د. تيدروس: “تعتبر الممرات الإنسانية مثل هذه ضرورية لإيصال المدنيين إلى برّ الأمان وتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين.”
وحث الاتحاد الروسي على السماح للأشخاص بمغادرة ماريوبول والمناطق الأخرى التي يتعرّض فيها المدنيون لخطر كبير. “ونواصل دعوة الاتحاد الروسي إلى إنهاء هذه الحرب.”
وقال د. مايك راين: “الحرب في أوكرانيا تدفع بمشاكل عويصة فيما يتعلق بإمدادات الغذاء، وفي أماكن أخرى في العالم ترتفع أسعار المواد الغذائية، ولهذا السبب لدينا مشاكل كبيرة في أسواق الغذاء وفي إنتاج الأغذية، والإنصاف في توزيع الغذاء في الدول، وهذا يدفع بمشاكل صحية كبيرة.”
وأكد أن الجوع هو عامل رئيسي وراء العديد من الأمراض، وخاصة الأمراض المعدية، لاسيّما بالنسبة للأطفال.
اليوم العالمي لغسل اليدين واليوم العالمي للقابلات
غدا هو اليوم العالمي لغسل اليدين واليوم العالمي للقابلات. للاحتفال بهذا اليوم، تطلق منظمة الصحة العالمية أول تقرير عالمي لها عن الوقاية من العدوى ومكافحتها.
وقال د. تيدروس: “يمكن أن تؤدي عملية غسل اليدين البسيطة إلى إنقاذ الأرواح خاصة في مرافق الرعاية الصحية، حيث يمكن أن يتعرّض المرضى الضعفاء لخطر العدوى.”
بحسب التقرير الجديد، من بين كل 100 مريض في مستشفيات الرعاية الحادة، سيصاب سبعة مرضى في البلدان مرتفعة الدخل و15 مريضا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، بعدوى واحدة على الأقل مرتبطة بالرعاية الصحية أثناء إقامتهم في المستشفى.
ويظهر تقرير منظمة الصحة العالمية أنه في حالة اتباع ممارسة نظافة اليدين الجيدة وغيرها من الممارسات الفعّالة من حيث التكلفة، يمكن الوقاية من 70 في المائة من هذه العدوى.
ولأول مرة، يقدّم التقرير تحليلا شاملا حول كيفية تنفيذ برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها في جميع أنحاء العالم.
وقال د. تيدروس: “لذلك، سواء كنت تعمل في منشأة صحية أم لا، فإن تنظيف اليدين بانتظام يمكن أن يكون هو الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لك وللآخرين.”
[ad_2]
Source link