[ad_1]
فأفراد عائلة السيدة ريال هم من بين حوالي 220 ألف شخص هُدمت منازلهم وسبل عيشهم بسبب الفيضانات في ولاية الوحدة بجنوب السودان في تموز/ يوليو 2020، والذين أمضوا سنوات يتنقلون بحثاً عن ملاذ آمن في مخيمات النازحين داخلياً. وكانت الفيضانات قد دمرت المحاصيل والمنازل، وتركت الآلاف من الأسر الفقيرة أصلاً دون أي مأوى أو وسيلة لكسب لقمة العيش.
ويقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النزاع المستمر وانعدام الأمن المتزايد في جنوب السودان يعرض النساء والفتيات لمخاطر أكبر من أي وقت مضى من العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي.
ديانغ جوي توتشار، أرملة وأم لخمسة أطفال، قالت “نحن نعلم أن مناطق جمع الحطب غير آمنة بسبب خطر العنف. وهناك أيضاً حيوانات برية مثل الثعابين والتماسيح، لذلك يكون الأمر خطيراً بشكل خاص عندما يتعين علينا عبور حقل غمرته المياه للحصول على الحطب.”
يقدر الصندوق أن 2.6 مليون شخص في جنوب السودان معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في عام 2022، بزيادة مذهلة وصلت إلى نسبة 25 في المائة عن تقديرات عام 2021. أفاد ما يقرب من 40 في المائة من النساء والفتيات بأنهن يتجنبن الأماكن العامة الأساسية مثل نقاط المياه والمغاسل والأسواق، فضلاً عن مواقع جمع الحطب، خوفاً من التعرض للاعتداء أو الاغتصاب أو الاستغلال الجنسي.
العنف القائم على النوع الاجتماعي: من الحماية إلى الوقاية
لم يكن لدى السيدة ريال مكان مستقر للعيش على مدار العقد الماضي. وقد أُجبرت مع زوجها وأطفالها الأربعة على التنقل في ولاية الوحدة التي تمزقها النزاعات هرباً من العنف والفيضانات والجفاف، في بحث دائم عن الأمن والأمان.
ويقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن أكثر من ثلثي سكان جنوب السودان – حوالي 8.9 مليون شخص – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للنجاة من الأزمات المتتالية، من انتشار العنف والصراع المتأصل إلى تحديات الصحة العامة والصدمات المناخية الكارثية.
ويدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان المساحات الآمنة للنساء والفتيات المتأثرات بالأزمات الإنسانية في جميع أنحاء جنوب السودان، ويوفر خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والحماية والمعلومات في بيئة آمنة وصلت إلى أكثر من 3,300 ناجية في عام 2021. كما يقدم موظفو الصندوق أيضاً خدمات إدارية للناجين ودعما نفسيا للمجموعات والأفراد وإحالات إلى خدمات القانونية إذا لزم الأمر.
لمساعدة النساء والفتيات على استعادة اعتمادهن على أنفسهن وكسب لقمة العيش في بيئات أقل خطورة، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان مجموعة متنوعة من التدريبات على المهارات الحياتية، بما في ذلك على سبيل المثال تفصيل الملابس وصنع المجوهرات وإنتاج فوط صحية قابلة لإعادة الاستخدام وأقنعة للوجه. وقد استفادت أكثر من 700 ألف امرأة وفتاة من هذه الفرص في عام 2020 وحده.
يخاطرون بحياتهم لحماية أسرهم
وقالت السيدة ريال إنها تعرف الكثير من النساء المهجورات أو المهددات من أزواجهن عندما لم يعُدن قادرات على إعالة أسرهن وأكدت أن بعضهن أجبر على مواقف صعبة لكسب الدخل. غالباً ما تتنقل النساء في مجموعات كبيرة لحماية أنفسهن عند الخروج للعمل ويتأكدن من العودة قبل حلول الليل. أوضحت السيدة توتشار، “ليس لدينا أي خيار آخر. علينا أن نعيش وأن ندعم عائلاتنا. نحن بحاجة إلى إرسال أطفالنا إلى المدرسة.”
أكثر من نصف النازحين داخليا في جنوب السودان حاليا، البالغ عددهم مليوني شخص، هم من النساء والفتيات، واللواتي يتعرضن بشكل كبير للعنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج القسري وزواج الأطفال. حيث يلجأ العديد من الآباء إلى زواج الأطفال والزواج القسري كضمان لعدم الوقوع في براثن الفقر المدقع، لا سيما أثناء الأزمات وعندما لا يستطيعون تحمل تكاليف إرسال الفتيات الصغيرات إلى المدرسة. وتقدر اليونيسف أن نصف جميع الفتيات في جنوب السودان يتزوجن قبل سن 18.
وبدعم سخي من حكومات كندا والدنمارك واليابان والنرويج والسويد وصندوق عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابع للاتحاد الأوروبي، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إنه تمكن من الوصول إلى أكثر من 15 ألف فتاة معرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج القسري أو زواج الأطفال بخدمات الحماية والوقاية في عام 2020. كما تم دعم أكثر من 228 ألف ناجية من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة القانونية.
[ad_2]
Source link