[ad_1]
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “نحن نكرم ذكراهم ونقف إجلالا لقدرة الناجين على الصمود،” في رسالة بالفيديو إلى حدث افتراضي احياءً لليوم الدولي الثامن والعشرين للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا.
وذكّر غوتيريش المشاركين بأن الإبادة الجماعية كانت “متعمدة ومنهجية – ونُفذت في وضح النهار”.
“اختر الإنسانية”
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه على الرغم من عدم تمكن أي شخص يتابع الشؤون العالمية أو يشاهد الأخبار، من إنكار “فظاعة العنف المرتكب”، إلا أن قلة قليلة جداً جهرت برفض ذلك، ولم يحاول التدخل لمنع ذلك سوى عدد ضئيل جدا.
وشدد الأمين العام على أنه “كان من الممكن – بل كان ينبغي – القيام بأكثر من ذلك. تستمر وصمة العار بعد جيل من تلك الأحداث.”
ذكّر غوتيريش الجميع بأن “لدينا دائماً حق الاختيار” وحثهم على “اختيار الإنسانية بدلا من الكراهية؛ التعاطف بدلا من القسوة؛ الشجاعة بدلا من التهاون؛ والمصالحة بدلا من الغضب.”
اتخاذ خطوات عملية
ثم لفت الأمين العام الانتباه إلى مبدأ المسؤولية عن الحماية؛ أو دعوته إلى العمل التي تضع حقوق الإنسان في قلب عمل المنظمة من خلال مكتب مستشارته الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، قائلاً: “لقد وضعت جدول أعمال الوقاية في صميم عملنا.”
كما أشار إلى الأساس الكامل للعدالة الجنائية الدولية، والذي يوضح أن “الجناة لم يعد بإمكانهم الإفلات من العقاب.”
وقال الأمين العام، “إن العمل الرائع الذي قامت به المحكمة الجنائية الدولية لرواندا – أول محكمة في التاريخ تدين فرداً بارتكاب جريمة إبادة جماعية – كان مفيداً في هذا المجال. لقد أظهر كيف أن العدالة لا غنى عنها لتحقيق السلام المستدام”.
شهادة على الشفاء
وأضاف غوتيريش أن رواندا تقف اليوم شاهدا قويا على قدرة الروح البشرية على تضميد حتى أعمق الجراح والخروج من أحلك الظروف لإعادة بناء مجتمع أقوى.”
وأشار إلى أنه وبعد معاناة نسائها من “عنف لا يوصف على أساس النوع الجنسي،” تشغل في رواندا الآن 60 في المائة من المقاعد البرلمانية.
ورواندا هي رابع أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي قال الأمين العام إنها كانت تساعد الآخرين في تجنب “الألم الذي جربه الروانديون أنفسهم.”
مستقبل كريم
أثارت الإبادة الجماعية أسئلة أساسية حول دور مجلس الأمن، وفعالية حفظ السلام، وضرورة إنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم الدولية، وأهمية معالجة جذور العنف.
وقال الأمين العام إن مجلس الأمن في غالب الأحيان يتفق على ألا يتفق بينما أوكرانيا مشتعلة والصراعات قديمة وجديدة تتفاقم في الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها.
وأضاف أن الحروب مستعرة، والتفاوتات آخذة في الاتساع، والفقر يتعاظم – وكل ذلك يشكل أرضاً خصبةً للاستياء والقلق والغضب.”
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً: “في غضون ذلك، ن، نرى خطاب الكراهية – بما في ذلك المعلومات المضلِّلة التي تجرد الناس من إنسانيتهم، والصور المجازية العنصرية، وإنكار الإبادة الجماعية وتشويه حقيقتها – ينتشر على شبكة الإنترنت وخارجها على حد سواء،” محذراً من “مخاطر عدم التسامح واللاعقلانية والتعصب الأعمى في كل مجتمع.”
وبينما كان الأمين العام يستذكر الماضي “بأسف،” حث الجميع على التطلع إلى الأمام “بعزم” والالتزام “باليقظة على الدوام” وعدم نسيان ما حدث في الماضي أبداً.
واختتم حديثه قائلاً: “ودعونا نحيي بشكل هادف ذكرى الروانديين الذين لقوا حتفهم من خلال بناء مستقبل يسوده التسامح وينعم فيه الجميع بالكرامة وحقوق الإنسان.”.
النهوض من الرماد
وفي نفس السياق، انتقد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عبد الله شاهد “خطاب الكراهية والدعاية” لتحويل الأصدقاء والجيران إلى أعداء.
خلال حفل إضاءة الشموع، حث المشاركين على “الوقوف ضد العنصرية، وخطاب الكراهية، وكراهية الأجانب، وجميع أشكال التمييز” والسماح للنور بأن “يضيء أكثر من ظلام الكراهية والعنف.”
وقال، “اليوم، أعادت رواندا البناء من رماد المأساة المروعة والدمار، كما يتضح من تطوراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”.
“لقد وضعت الأسس لهذه الإنجازات من خلال الشروع في طريق أفضل، طريق المغفرة والمصالحة، وترك استياء الماضي والاعتراف بالإنسانية المشتركة للجميع.”
وقد كرم السيد شاهد الناجين الذين “حشدوا القوة والشجاعة لتحدي الصعاب،” قائلاً إن شجاعتهم ومرونتهم تمثل “منارة الأمل لشعب رواندا، وغيرهم الكثير في جميع أنحاء العالم.”
بروفيدنس أوموجوانيزا كانت تبلغ من العمر 11 عاماً عندما بدأت الإبادة الجماعية. كانت الطفلة الخامسة في عائلة مكونة من ثمانية أفراد مع والديها وأجدادها وأعمامها وأبناء عمومتها “الموجودين دائماً” في حياتها.
وقالت في شهادتها المسجلة، “كنا أسرة سعيدة إلى أن نكن… خلال الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد التوتسي، قُتلت عائلتي بلا رحمة على يد إنتراهاموي،” منظمة شبه عسكرية من الهوتو.
وروت السيدة أوموغوانيزا كيف أنها عندما كانت طفلة لم تفهم التمييز بين الهوتو والتوتسي حتى وصفها صديقتها المقربة ذات يوم بأنها من التوتسي، لأنها كانت “طويلة ونحيفة ولها أنف طويل.”
“عندئذ أدركت أن الاختلافات الجسدية الطفيفة جعلتني مختلفةً في نظر زملائي ومعلمي الهوتو … [و] عرضتني للخطر”.
التهديدات تتحول إلى عنف
عندما بلغت من العمر ما يكفي لقراءة القوائم المنشورة خارج كل فصل دراسي والتي تذكر أسماء الطلاب ودياناتهم وأعراقهم، تحولت التهديدات المعتدلة إلى العنف.
بدأ الأطفال في السخرية من السيدة أوموغوانيزا باعتبارها أقلية، فلن يكون من الصعب إبادتها “عندما يحين الوقت.”
وقالت: “لم أكن لأكون هنا اليوم ما لم أذهب إلى منزل خالتي خلال عيد الفصح،” موضحة أنها ذهبت للمساعدة في رعاية ابن عمها المولود حديثا.
عندما حان وقت العودة إلى منزلها، انتشرت أنباء عن إسقاط الطائرة التي تقل الرئيس، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها.
وتابعت الناجية، “في غضون الساعتين التاليتين، تغيرت الأمور بسرعة وإلى الأبد.”
“لم ينج أي من الأطفال وأعمامي وخالاتي من القتل الذي تم إعداد له لفترة طويلة. في عائلتي الكبيرة، لم ينج أحد. تم القضاء عليهم جميعاً. فقط الذكريات تعيش.”
[ad_2]
Source link