وفي بيان، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل: “الوضع داخل أوكرانيا يتصاعد” وأضافت أنه مع استمرار ارتفاع عدد الأطفال الفارّين من منازلهم، “يجب أن نتذكر أن كل واحد منهم بحاجة إلى الحماية والتعليم والسلامة والدعم.”

ملايين من النازحين داخليا

تقدّر اليونيسف أن أكثر من 2.5 مليون طفل نزحوا داخليا في أوكرانيا. ووثق مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 100 طفل خلال النزاع، وإصابة 134 طفل آخر. ومن المرجّح أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.

كما تشعر اليونيسف بقلق بالغ إزاء الأطفال والأسر الذين تقطعت بهم السبل في المناطق المحاصرة أو غير قادرين على المغادرة بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة وعدم وجود طرق خروج آمنة.

© UNICEF/Joe English

الأطفال يتعلمون ويلعبون في ركن من صالة ألعاب رياضية مدرسية أقيمت لاستضافة العائلات اللاجئة التي فرت من الحرب في أوكرانيا.

وتتواصل التقارير عن تفاقم النقص الحاد في الغذاء والماء والتدفئة والضروريات الأساسية الأخرى، مما يسلط الضوء على أهمية الوصول الآمن وغير المقيّد للمساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق البلاد.

وبحسب اليونيسف، لا يزال بعض الأطفال الذين فرّوا من أوكرانيا قادرين على الوصول إلى مناهجهم المدرسية الأوكرانية عبر الإنترنت. أما بالنسبة لآخرين، فيجب بذل جهود جماعية، بما في ذلك من قبل البلدان المضيفة للاجئين، للتأكد من استمرار تعليمهم.

وبالإضافة إلى فرصة مواصلة التعلم، فإن الوصول إلى التعليم يمنح الأطفال أيضا بعض الاستقرار والحماية والشعور بالانتماء في وقت عدم اليقين.

تقديم المساعدة للمحتاجين

تواصل اليونيسف التحذير من مخاطر الإتجار والاستغلال. وفي محاولة للحد من المخاطر التي يواجهها الأطفال والشباب، تعمل اليونيسف والمفوضية والشركاء من الحكومة والمجتمع المدني على توسيع نطاق “النقاط الزرقاء” في البلدان المضيفة للاجئين، بما في ذلك مولودفا ورومانيا وسلوفاكيا.

و”النقاط الزرقاء” هي أماكن آمنة يمكنها توفير معلومات للعائلات المسافرة، وتساعد في تحديد الأطفال غير المصحوبين بذويهم والمنفصلين عنهم وتضمن حمايتهم من الاستغلال وتكون بمثابة مركز للوصول إلى الخدمات الأساسية.

وتعمل اليونيسف أيضا بشكل عاجل مع الحكومات الوطنية والسلطات الأخرى في جميع أنحاء المنطقة لوضع مزيد من التدابير للحفاظ على سلامة الأطفال، بما في ذلك تعزيز التدقيق عند المعابر الحدودية لحماية الطفل.

© UNICEF/Tom Remp

بعد عبور الحدود من أوكرانيا، عائلات أوكرانية تصل إلى بيرديستشه في بولندا هربا من الصراع المتصاعد في بلادها.

وتواصل اليونيسف توسيع نطاق استجابتها داخل أوكرانيا، وعبر البلدان المضيفة للاجئين.

وقد أطلقت هذا الأسبوع برنامج التحويلات النقدية الإنسانية لدعم 52,000 من الأسر الأكثر ضعفا داخل أوكرانيا.

واعتبارا من 28 آذار/مارس 2022، أرسلت اليونيسف 114 شاحنة تحمل 1,275 طنا متريا من إمدادات الطوارئ لدعم الأطفال والأسر في أوكرانيا والبلدان المجاورة.

ووصلت 63 شاحنة محملة بالإمدادات إلى أوكرانيا، الأمر الذي من شأنه تلبية احتياجات أكثر من ثمانية ملايين شخص، بما في ذلك مليونا طفل. وتشمل المستلزمات: الأدوية والمعدات الطبية، والملابس الشتوية للأطفال والنظافة والتعليم وتنمية الطفولة المبكرة ومجموعات الأدوات الترفيهية.

برنامج الأغذية العالمي

من جانب آخر، قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية طارئة إلى مليون شخص في البلاد، وقد بنى أنظمة قادرة على توصيل الغذاء على نطاق واسع إلى المجتمعات المحتاجة.

وتقوم الشاحنات والقطارات والشاحنات الصغيرة اليوم بتوصيل الإمدادات الغذائية إلى الأشخاص الأكثر ضعفا في جميع أنحاء البلاد ومن المتوقع إرسال المزيد من القوافل في الأيام المقبلة.

وقال جاكوب كيرن، منسق الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في أوكرانيا: “منذ شهر واحد فقط، لم يكن لدينا وجود في الميدان، ولا موظفون ولا شبكة من الموردين أو الشركاء. بدا أن إنشاء عملية من الألف إلى الياء وتوفير الطعام لمليون شخص يمثل تحديا هائلا.”

ويُقدّر برنامج الأغذية العالمي أن 45 في المائة من السكان قلقون بشأن الحصول على طعام كافٍ لتناوله.

وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، قد حذر أعضاء مجلس الأمن في جلسة عُقدت يوم أمس الثلاثاء لبحث الأوضاع الإنسانية، من أن تحمل الحرب في أوكرانيا تأثيرا عالميا يتجاوز “أي شيء رأيناه منذ الحرب العالمية الثانية.”

© UNICEF/Tom Remp

لاجئون أوكرانيون ينتظرون حافلة لمواصلة رحلتهم بعد عبورهم الحدود البولندية إلى ميديكا.

ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 590 مليون دولار لمساعدة 3.1 مليون شخص من المتضررين من الأزمات والنازحين داخليا أثناء التنقل داخل أوكرانيا، من خلال التوزيعات العينية والنقدية، فضلا عن اللاجئين وطالبي اللجوء من أوكرانيا في البلدان المجاورة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.