[ad_1]
11 فبراير 2022 – 10 رجب 1443
02:31 PM
أكد أهمية الاستيقاظ من الغفلة والاعتبار بالقرون الخالية والمساكن الخاوية
إمام المسجد النبوي يحذر من الجرأة على الله في فسحة الأجل وبلوغ الأمل
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله.
وأكد “الحذيفي” أنه بالتفكَّر في مدة الدنيا القصيرة، وزينتها الحقيرة، وتقلُّب أحوالها الكثيرة؛ يدرك قدرَها، ويعلم سرَّها، فمن وثِقَ بها فهو مغرور، ومن ركَنَ إليها فهو مثبور.
وأوضح أن قِصَر مدة الدنيا بقِصَر عمر الإنسان فيها، وعمر الفرد يبدأُ بساعات، ويتبَع الساعات الأيام، وبعد الأيام الشهور، وبعد الشهور العام، وبعد العام أعوام، ثم ينقضي عمر الإنسان على التمام، ولا يدرِي ماذا يجري بعد موتِه من الأمورِ العِظام.
وذكر أن عمر من بعدَك – أيها الإنسان ليس عمراً لك؟! فعمر المخلوق لحظة في عمر الأجيال، قال الله تعالى( (إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) وقال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا)) .
وقال “الحذيفي”: الله تعالى أخبرَنا عن قِصَر مدة لبث الناس في قبورهم إلى يوم بعثِهم للحساب، بأن هذه المُدَّة الطويلة كساعة، قال الله –تعالى-: ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ) )وقال –جل وعلا-: ((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ) وقال –سبحانه ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)) وطُوبَى لمن عمل الأعمال الصالحات، وهجَرَ المحرَّمات، ليفوز برِضوان الله في نعيم الجنات. وويلٌ لمن اتَّبعَ الشهوات، وأضاعَ الصلوات والواجِبات، فهلَكَ في الدَّرَكات.
وحذر من الجرَّأَة على الله في فُسحة الأجل وبلوغ الأمل فالموتُ لا ينتظر فأنَّى له أن يرجِعَ إلى الدنيا.
وحثّ الغافل المُعرِضُ العاصِي على التوبة، بقوله: متى تتوبَ إلى ربك وتنيب؟! مشيرًا إلى ضرورة الاستيقِاظَ من الغفلة المُطبِقة .
وتابع بالتأكيد على أهمية الاعتبِار بالقرون الخالية والمساكِن الخاوِية كيف صاروا بعد عينٍ أثرًا، وبعد عزٍّ خبرًا؟!
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: في إقبالِ عامٍ وإدبارِ عامٍ عِبَرًا .. فيومٌ تخلِّفُه، ويوم تستقبِلُه، حتى ينقضِيَ الأجل، وينقطِعَ الأمل، قال الله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) فالعمَل لدار الخُلد التي لا يفنَى نعيمُها ولا ينقُص ولا يَبيد، قال الله فيها: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ).
وأشار إلى وجوب اتقاء النارَ التي لا يُفتَّرُ عن أهلها العذاب، بامتِثال أمر الله الأكيد، واتِّقاءِ غضبِه الشديد قال جل من قائل ((فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ))، وقال الله تعالى((وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
وفي الخطبة الثانية أكد إمام وخطيب المسجد النبوي إن الله قد فتَحَ أبوابَ الرحمة بما شرعَ لكم من فعلِ الخيرات وتركِ المنكَرات، فلا يغلِق أحدٌ على نفسِه بابَ الرحمة بمحاربَة الله بالذنوب، فقد قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ).
ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي إلى اغتنام زمن العافية ، مشيراً إلى أن يومًا يمضِي لن يعودَ أبدًا. فاستودِع أيامَك بما تقِرُ عليه من الحسنات .. واحفَظ صحيفتَك من السيئات.
[ad_2]
Source link