[ad_1]
ففي 31 كانون الثاني/يناير 2021 عزز جيش ميانمار سيطرته على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، واحتجز قيادة السلطات الحكومية المدنية في الدولة، بما في ذلك الزعيمة أونغ سان سوتشي والرئيس وين مينت، وأعلن الجيش حالة الطوارئ وتولي السلطة لمدة عام.
واليوم، بعد عام من هذه التطورات، قالت المبعوثة الخاصة للأمين العام إلى ميانمار، نولين هايزر، للصحفيين في نيويورك إنه بعد عام على انقلاب 1 شباط/فبراير، “اشتد العنف والوحشية في ميانمار واتسع نطاقهما. كل يوم أسمع روايات مباشرة من الأرض.”
وأشارت المبعوثة الخاصة التي تسلمت منصبها قبل ستة أسابيع، إلى أن الوضع أصبح غير مستقر على نحو متزايد، مع تكثيف العمليات العسكرية، بما في ذلك الهجمات الجوية والمدفعية الأخيرة، “مما يثير مخاوف تتعلق بالحماية.”
وأضافت تقول: “مع حلول نهاية عام 2021 بقي أكثر من 320,000 شخص في عداد النازحين داخليا في جميع أنحاء البلاد. ومنذ ذلك الحين، وصل العدد الآن إلى أكثر من 400,000 نازح وهذا يُضاف إلى 340,000 شخص نزحوا قبل الأول من شباط/فبراير من العام الماضي.”
معاناة عدد لا يحصى من الناس
وقالت في إحاطتها الافتراضية إن عددا لا يحصى من الناس يعانون من تحديات اجتماعية واقتصادية مدمرة ومصاعب إنسانية.
“يعيش ما يقدّر بنصف الشعب – حوالي 25 مليون شخص – في فقر، ويُقدّر أن أكثر من 14.4 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.”
هذا بالإضافة إلى مستويات غير مسبوقة من تصنيع المخدرات وتجارتها، بينما ازداد الاتجار بالبشر والتعدين غير القانوني وقطع الأشجار. وساهم ارتفاع توسع الأنشطة غير المشروعة في تأجيج الصراع وهذا له عواقب أمنية وصحية وبيئية واسعة النطاق لا تؤثر على ميانمار فحسب، بل أيضا على المنطقة بأكملها في قلب آسيا، بحسب المبعوثة الخاصة.
“اقتلاع مؤلم” للمكاسب الديمقراطية
حذرت هايزر مما وصفته بالاقتلاع المؤلم لمكاسب ميانمار الديمقراطية وما سيكون له من تداعيات دائمة. وقالت: “جيل من الشباب الذي ازدهر في ظل التحول الديمقراطي يضحي الآن بالأرواح من أجل الحرية ومن أجل حب الوطن.”
وكما أكد الأمين العام، دعت نولين هايزر إلى الوقوف بحزم مع شعب ميانمار والتصرف بما يتجاوز تعبيرات التضامن، ودعم تطلعات الشعب من أجل مجتمع شامل وحماية جميع المجتمعات، بما يشمل الروهينجا.
استمرار الجهود لدعم شعب ميانمار
وتابعت تقول: “يجب أن تُدعم العملية التي تقودها ميانمار، وتسترشد بتطلعات الشعب نحو مستقبل سلمي وديمقراطي وشامل، من خلال نهج دولي متماسك قائم على أساس الوحدة الإقليمية.”
وأكدت أنها – بعد مشاورات مكثفة مع جميع أصحاب المصلحة في ميانمار – عملت عن كثب مع رئاسة رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) ومبعوثها الخاص ووزراء خارجيتها، وغيرهم من الشركاء الدوليين.
وقالت: “أعتقد أنه يمكننا معا تقديم مساعدة أفضل لشعب ميانمار فيما يتعلق بجائحة كـوفيد-19 والمساعدة الإنسانية ومعالجة انعدام الأمن الغذائي ودعم الصمود الاجتماعي والاقتصادي” مشيرة إلى أن شعب ميانمار يحتاج لرؤية تحسينات ملموسة على أرض الواقع، من أجل وضع ثقته في أي عملية نابعة من الداخل نحو حل سلمي يعكس إرادته واحتياجاته.
كما دعت إلى ضمان الظروف المواتية للعودة الطوعية والآمنة والكريمة للروهينجا وجميع المجتمعات في ولاية راخين فضلا عن تقديم الحماية العاجلة للاجئين الفارين من ميانمار.
وقالت في ختام كلمتها: “الطريق أمامنا طويل وصعب، لكن وقت العمل قد حان الآن. لدينا فرصة سانحة للبناء على وحدة فريدة عبر الخطوط الدينية والعرقية والمجتمعية.. سيستغرق الأمر وقتا، ولكن يمكننا ويجب علينا العمل معا.”
“ينفطر قلبي” من قصص لاجئي الروهينجا
ردّا على سؤال يتعلق بوضع لاجئي الروهينجا، قالت السيدة هايزر: “كل مرة عندما أسمع قصصا عن الروهينجا.. قلبي ينفطر. كانوا في المخيمات لأكثر من عام، في الواقع منذ 2017. سألتَ عن التأثير العام الماضي، بكل وضوح، ازداد الوضع سوءا في المخيمات، بسبب الاكتظاظ والصعوبات.”
وأوضحت أن بنغلاديش تبذل قصارى جهدها، ولكن أي مجتمع مضيف إذا لم يشهد العمل والظروف التي تسمح للروهينجا بالعودة، فأحيانا ينفد صبره.
وأشارت إلى أن سكان المخيمات يعيشون هناك منذ مدة طويلة، ولا يتمتع الشباب بنوع الأحلام التي لدى جميع الشباب الآخرين. وعلى الرغم من توفير التعليم لكنه لا يكفي، وسبل العيش غير كافية، ولهذا فهم بلا شك يتطلعون قدما إلى مستقبل أكثر كرامة.
وأكدت نولين هايزر على وجوب أن يشمل الانتقال الديمقراطي على المدى الطويل قضية الروهينجا.
كما أكدت على وجود إشارات تحسن في مجتمع ميانمار الذي بدأ يدرك أن ما حدث له حدث للروهينجا أيضا، وبدأت علامات التعاطف تظهر. وقالت: “هذا التعاطف ينمو وهو مشجع.. الوحدة مهمة.”
كما شددت على أهمية دور الدول الإقليمية، وأن عليها أن تدعم حقيقة أن الوضع ليس ما نريده جميعا.
وأضافت تقول: “ما قلته لمجلس الأمن إن هذه العملية يجب أن تكون بقيادة ميانمار وتعكس إرادة الشعب، ولكن يجب دعمها بوحدة إقليمية عبر آسيان، لأن دول آسيان ليست الوحيدة التي لديها حدود مع ميانمار، فالصين والهند أيضا لديهما حدود مع ميانمار، إضافة إلى بنغلاديش. الهند والصين في مجلس الأمن. لكن يجب أن تكون هناك وحدة إقليمية تشمل اليابان أيضا.”
[ad_2]
Source link