[ad_1]
27 يناير 2022 – 24 جمادى الآخر 1443
09:39 PM
“د. القحطاني”: ورث إمارة منيعة من أسلافه وكتب تاريخاً جديداً لبناء الدولة والوحدة
عبقرية “مؤسس” .. صنعت مجد حكم عربي تجاوز ٣ قرون حتى اليوم
أوضح الأمين العام المساعد لمجلس الشورى الدكتور سعيد محمد القحطاني لـ”سبق” أن الإمام محمد بن سعود ورث عن آبائه وأجداده دولة مدينة منيعة حكموها زهاء ثلاثة قرون، وكانت هذه الإمارة قد تصدت للأعداء ليبدأ الإمام من بعد توليه زمام الأمور نقل الإمارة من مرحلة المدينة الدولة إلى الدولة مترامية الأطراف.
وتفصيلاً، أوضح المتخصص في التاريخ الحديث أن الإمام محمد بن سعود رحمه الله ولد عام 1090 هـ، أي بعد حوالي مئتين وأربعين عاماً منذ تأسيس جده الأعلى مانع المريدي لبلدة الدرعية، التي أصبحت في عهده – أي مانع – وعهود خلفائه من بعده مدينة منيعة نمت وتوسعت مع مرور السنين وتعاقب الأمراء، وغدت هذه المدينة مع غيرها من المدن في نجد في القرنين الأول والثاني من الألفية الهجرية الجديدة أشبه بمدن الدول City State وهي تلك المدن الصغيرة الحجم لكنها تمتلك مقومات الدولة سياسياً و اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً وغيره.
وأضاف أن الإمام محمد بن سعود وريث أسرة حكم تعاقبت على إمارة الدرعية قبله لثلاثة قرون وهو زمن طويل كما نرى، وعلى الرغم أن مانع المريدي وخلفاءه من بعده بذلوا قصارى جهدهم في تعزيز مكانة الدرعية بين مثيلاتها في نجد حتى غدت عشية تسلم الإمام محمد بن سعود لزمام الأمور فيها من القوة والمنعة.
وعندما تسلم الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية أحدث تغييراً كبيراً ليس في الدرعية فقط، بل في نجد وفي الجزيرة العربية بأكملها، وما كان لهذا القائد الفذ أن يقوم بذلك الإنجاز العظيم إلا لصفات ومميزات في شخصيته مكنته من تغيير مسار التاريخ في هذه البقعة من العالم.
وقال الأمين العام المساعد لمجلس الشورى إن أول صفات الإمام المؤسس الاهتمام بالاستقرار الإقليمي وظهر ذلك جلياً في تعامله مع زعماء البلدان الأخرى في نجد، فحين احتاجه دهام بن دواس أمير الرياض حينها هب لنجدته ضد التمرد الذي تعرض له وساهم في عودته إلى الإمارة، كما يتضح ذلك من حرصه على بناء المساجد والاعتناء بالأوقاف وبالفقراء من أهل الدرعية ومن غيرهم.
وأشار إلى أن ذلك يتجلى في تأمينه وحمايته لقوافل الحجيج التي تأتي من بلاد الهند وفارس والعراق والخليج حيث كانت الدرعية محطة مهمة في رحلتهم وكانت الطريق التي تخضع لسلطة الإمام محمد بن سعود آمنة ومريحة لحجاج بيت الله الحرام.
وبيّن المتخصص في التاريخ الحديث أن الصفة الثانية لهذا الإمام العظيم هي القيادة الفذة المتمكنة التي اكتسبها من إرث أسرته التي توارثت الحكم قبله لأكثر من مئتين وأربعين سنة، كما أن القادة العظام في التاريخ البشري بأسره يخرجون عادة من بين الركام إن صح التعبير؛ ولهذا فلقد تسلم زمام الأمور في ظرف تاريخي دقيق كانت المنطقة بحاجة إلى الاستقرار والوحدة.
وأشار إلى أن الإمام محمد استطاع استجماع قوته والنهوض ومن ثم الانطلاق بالدرعية إلى آفاق أرحب، وتتجلى قيادته الحكيمة كذلك في توسيعه للدرعية حيث بنى حياً جديداً في إحدى ضواحي الدرعية نقل مركز الحكم إليه، ثم هناك الرؤية الثاقبة للإمام محمد بن سعود والقراءة السليمة للمستقبل، فقد درس الأوضاع التي تعيشها إمارته والإمارات الأخرى في نجد؛ ولذا بدأ بالتفكير في تغيير النمط السائد في ذلك الوقت فقام بالاهتمام بالحفاظ على الأمن والاستقرار ونشر التعليم، ورغب في توحيد إمارات نجد المتناثرة على ضفتي وادي حنيفة في كيان سياسي واحد لا يخضع لسلطة أحد.
ومن صفاته رحمه الله البارزة العقلية السياسية في التعامل مع الأحداث والقضايا التي تواجه الدولة، لقد امتاز بمرونة تثير الإعجاب في التعامل مع المشكلة التي حدثت للدرعية حين تعرضت لنكسة على يد زعيم نجران قبل وفاة الإمام محمد رحمه الله بسنة واحدة؛ ولذا نراه لم يكابر ويعاند بل استطاع بحكمته وعقليته السياسية تجنيب الدرعية عواقب وخيمة كان زعيم بني خالد وأمير الرياض وزعيم نجران يعدون لها.
واختتم “القحطاني” أن فترة حكمه يرحمه الله امتدت لأربعين عاماً من سنة توليه 1139 وحتى وفاته 1179 هـ، وكانت الدولة عند وفاته مترامية الأطراف تسيطر على معظم نجد، وتتطلع للتوسع خارجها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
[ad_2]
Source link