[ad_1]
وها نحن نستشرف عام 2022، ولا تزال جائحة كـوفيد-19 تلقي بظلالها على العالم. حيث كان عام 2021 مليئا بالتطورات الناجمة عن هذا الفيروس ومتحوراته، وشهدت الأرقام تغيرا وتفاوتا كبيرا بين صعود وهبوط.
وخلال هذا العام، دعت منظمة الصحة العالمية مرارا جميع البلدان إلى زيادة اختبار وتسلسل فيروس كورونا لمراقبة متغيراته، والاستجابة لها بفعالية، “إذ تبدو المتغيّرات الجديدة أكثر قابلية للانتقال” وتؤدي إلى تفاقم الوضع.
التوزيع العادل للقاحات والمعدات هو السبيل للخروج من الجائحة
مع دخول الجائحة عامها الثاني في 2021، كان عدد الوفيات على الصعيد العالمي قد تجاوز مليوني حالة وفاة في الأسبوع الثالث من العام، وعملت الأمم المتحدة على دعم البلدان من أجل حشد الجهود لتنفيذ أكبر عملية تطعيم عالمية شهدها التاريخ. وذلك عن طريق توفير التمويل الكامل لمبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كـوفيد-19 – ومرفق كوفاكس المعني بإتاحة لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي – المكرسة لتوفير اللقاحات للجميع بتكلفة ميسورة.
وحذرت المنظمات الدولية من تأثير الاكتناز ونهج أنا أولا على وصول اللقاحات للأفقر والأضعف في العالم مؤكدة أن التضامن هو السبيل الوحيد للانتصار على الفيروس. وحذرت منظمة الصحة العالمية من سعي بعض المُصنعين والدول إلى إبرام صفقات ثنائية بدلا من اتباع النهج التعددي وقيام البعض بشراء لقاحات أكثر من الحاجة.
وتم التشديد على ضرورة إدراج وتمكين المهاجرين واللاجئين والنازحين من الوصول إلى اللقاح مع التأكيد على حصول العاملين الأساسيين وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر على لقاحات كوفيد-19 في النصف الأول من العام، في إطار مبادرة كوفاكس المشتركة التي تقودها الأمم المتحدة للإتاحة العادلة للقاح من أجل القضاء على تفشي الفيروس.
ومع ظهور متغيّرات وطفرات جديدة لفيروس كورونا فقد أثيرت تساؤلات حول التأثير المحتمل على فعالية اللقاحات المطروحة لمكافحة مرض كوفيد-19. وأبرز ذلك أهمية التعجيل بالتطعيم واستخدامه بشكل استراتيجي قدر الإمكان.
وتم الإشادة بقرار مجلس الأمن حول الإتاحة العادلة للقاحات في مناطق الصراع. وطلب القرار من الدول المتقدمة التبرع بجرعات لقاح كوفيد-19 للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من خلال مرفق كوفاكس المعني بالتوفير المنصف للقاحات.
تكريم ذكرى 5 ملايين توفوا بسبب الجائحة
في تشرين الثاني/نوفمبر، شهد العالم معلما قاتما آخر، فقد وصل عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب كوفيد-19 خمسة ملايين شخص. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قادة العالم إلى دعم استراتيجية الأمم المتحدة لجعل المساواة في اللقاحات “حقيقة واقعة” من خلال تسريع الجهود وضمان أقصى قدر من اليقظة لهزيمة الفيروس.
وقال السيد غوتيريش “هذا عار عالمي. خمسة ملايين حالة وفاة يجب أن تكون بمثابة تحذير واضح: لا يمكننا أن نتهاون حيال الفيروس.”
الجائحة والمساواة بين الجنسين
إلى جانب تأثيرها الكبير على المجتمع، فقد محت جائحة كوفيد-19 عقودا من التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، وانقلبت حياة النساء رأسا على عقب مع زيادة فقدان الوظائف إلى استفحال أعباء الرعاية غير مدفوعة الأجر وتعطيل الدراسة وتصاعد الاستغلال والعنف العائلي.
وأدت جائحة كوفيد-19 إلى عكس مكاسب التنمية بالنسبة للملايين في البلدان الفقيرة، مما أدّى إلى خلق عالم أكثر تفاوتا بشكل حاد، ووفقا لتقرير تمويل التنمية المستدامة 2021، الصادر عن فريق العمل المشترك بين الوكالات المعني بالتمويل، فقد شهد الاقتصاد العالمي أسوأ ركود له منذ 90 عاما، حيث تأثرت أكثر شرائح المجتمعات ضعفا بشكل غير متناسب، وفقدت نحو 114 مليون وظيفة، ووقع حوالي 120 مليون شخص في براثن الفقر المدقع.
الجائحة والتعليم
أوضحت اليونسكو بأن أكثر من 100 مليون طفل لن يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة بسبب الإغلاقات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 في المدارس. مشيرة إلى أن عدد الأطفال الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة الأساسية كان في تدهور قبل الجائحة. وكان من المتوقع أن ينخفض خلال عام 2020، إلا أن الجائحة أدت إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة ووصل إلى 584 مليون طفل، بما مثـّل زيادة تقارب 20 في المائة، حيث بدد التقدم الذي أحرزته الجهود المبذولة في قطاع التعليم على مدى العقدين الماضيين.
افتتاح مركز دولي لمكافحة الأوبئة
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن افتتاح مركز دولي لمكافحة الأوبئة في برلين لضمان استعداد أفضل وشفافية في مكافحة التهديدات الصحية العالمية المحتملة في المستقبل. وتم إنشاء هذا المركز بدعم من الحكومة الألمانية. ويتخصص هذا المركز في جمع المعلومات المتعلقة بالأوبئة والبيانات والمراقبة والابتكار التحليلي.
الدورة 74 لجمعية الصحة العالمية وقمة مجموعة السبع
في ختام الدورة الرابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية تم التوصية بمعاهدة تكفل التأهب لمواجهة الجائحة والاستجابة لها، مما يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقة بين الدول الأعضاء وتعزيز التعاون. وحث مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، جميع الدول الأعضاء على الالتزام بدعم الوصول إلى تطعيم 10 في المائة على الأقل من السكان في جميع الدول مع نهاية أيلول/سبتمبر، و40 في المائة على الأقل مع نهاية هذا عام 2021.
من جانبهم، خلال قمة مجموعة الدول السبع التي انعقدت في المملكة المتحدة، تعهد قادة العالم بالإسهام بجرعات لقاح كوفيد-19 دوليا، لدعم الوصول العالمي المنصف للقاحات والمساعدة في إنهاء مرحلة الجائحة الحادة. وأكد القادة مجددا دعمهم لمرفق كوفاكس باعتباره الطريق الأساسي لتوفير اللقاحات لأفقر البلدان.
اتساع رقعة عدم المساواة يعرض حياة الملايين للخطر
اتفق القادة في المجال الصحي على أن تحقيق عالم خال من فيروس كورونا لن يكون ممكنا إلا بإعطاء الجميع فرصا متساوية في الحصول على اللقاحات. فمع تزايد عدد الوفيات ليتجاوز الخمسة ملايين شخص، من المتوقع أن ينخفض معدل الوفيات إذا تم تطعيم المزيد من الأشخاص.
وقال السيد غوتيريش إنه سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن الجائحة قد انتهت. مع تخفيف القيود في العديد من الأماكن، “يجب علينا أيضا ملاءمة اللقاحات مع اليقظة – بما في ذلك من خلال تدابير الصحة العامة الذكية والمثبتة مثل ارتداء الأقنعة والتباعد البدني”.
وحث قادة العالم على تقديم الدعم الكامل لاستراتيجية اللقاحات العالمية التي أطلقتها مع منظمة الصحة العالمية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر.”
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة قادة العالم إلى العمل على وجه السرعة وعلى نطاق واسع ومعالجة فجوات التمويل وتنسيق أعمالهم من أجل النجاح.
وبمناسبة اليوم الدولي للتأهب للأوبئة في 27 كانون الأول/ديسمبر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة إنه حريٌّ بنا أن نولي هذه المسألة ما تستحقه من تركيز واهتمام وأن نرصد لها ما تحتاجه من استثمارات.
ومع عدم تحقيق هدف تطعيم 40 في المائة من جميع سكان الدول بحلول نهاية هذا العام، فهل سيتحقق هدف تطعيم 70 في المائة من السكان بحلول منتصف العام المقبل؟
[ad_2]
Source link