“نجم”: توقعتُ ألا يعيش أكثر من أسبوعين وحياة الأم كانت مهددة فـ”كان القرار”

في إنجاز وإعجاز طبي نادر على يد طبيب سعودي، تم استئصال ورم من قلب جنين في رحم أمه يبلغ 5 أشهر وإعادته مرة أخرى للرحم؛ حيث تم الإنجاز على يد الدكتور هاني نجم، رئيس قسم جراحة القلب في مركز كليفلاند الطبي في ولاية أوهايو الأمريكية.

وقال “نجم” عبر قناة “السعودية: “روتينيًّا ‏نُجري أشعة صوتية للجنين لمعرفة التشوهات الخلقية، وهذا تخصصي جراحة التشوهات الخلقية؛ حيث وردني اتصال أن هناك جنينًا يعاني هذا التشوه وهو خارج المدينة التي أنا ساكن فيها، ولديه ورم حول القلب ملاصق القلب ويضغط عليه؛ حيث أصبحت حركة القلب غير طبيعية وكان هذا في أواخر الشهر الرابع من الحمل”.

‏وأضاف: “تم تحويل الطفل إلى العيادة وإجراء الأشعة الصوتية، واتضح أن هناك زيادة في حجم الورم، ويعتبر من الخلايا الجذعية الأساسية ومن تكوين الإنسان بشكل عام، ولهذا السبب يستغرب كيف يكون هناك ورم لدى جنين لم يولد، وهذا ورم من الخلايا التي تكون الإنسان”.

‏وتابع: “خلال فترة الأسبوعين زاد الضغط، وأصبح هناك هبوط في القلب وعمل الجنين في بطن أمه، وهناك مؤشرات في الأشعة الصوتية تبين ذلك، وكان القرار بالنسبة لدى واضحًا، وصحيح أنني أُجري هذه العملية النادرة؛ غير أني لم يسبق لي أن أجريت عملية داخل الرحم؛ فكان مهمًّا جدًّا أن يكون هناك قرار سريع؛ حيث كان توقعي إذا ترك الجنين لن يعيش أكثر من أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر إذا بقي الورم على حالته”.

‏وأردف: “اجتمعنا، وكان من ضمن الفريق مخدر؛ لأن التخدير يكون عن طريق الأم والأدوية تدخل عن طريق المشيمة إلى الجنين، ولا بد أن يكون هناك طبيب نساء وولادة وطبيب علم الأجنة وهذا علم متخصص لوحده”.

وقال: “القرار لديّ كان واضحًا بإجراء العملية، ولو تُرك الجنين يمكن أيضًا أن تتأثر الأم، والوفاة محتملة بنسبة 200% -لا سمح الله- وقد أجريت عمليات سابقه أكثر تعقيدًا من هذه العملية؛ لكن داخل الرحم لم أقم بها في هذا المكان، وقد تم تخدير الأم وهي حامل، ‏وعمل فتحة البطن، وإظهار الرحم، وبعد ذلك بدأت العملية بالوصول إلى الجنين وفتح صدره وإزالة الورم”؛ مشيرًا إلى أن من أهم الأسباب في هبوط القلب، تجمع السوائل حوله والضغط عليه، والورم نفسه كان في مكان حساس ما بين البطين والأذين.

وأردف: “‏تم إزالة الورم وعدم ترك أي جزء منه، واتضح أنه ورم سرطاني بعد تحليله وإخراجه من الجنين، وتم إغلاق الصدر، ‏ومن بعدها إغلاق الرحم مثله مثل العمليات القيصرية الأخرى”.