[ad_1]
حنا بدو
“حنا بدو” وفي بيئتنا ترعرع صفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان عند مرضعته حليمة السعدية في بادية بني سعد. حنا بدو: كلمتان قالها كثيرون وكتبها أخرون وتأملها المتأملون ولم يفهم معناها إلا القليلون. كلمتان يحاربهما قريب ليس بصديق، وإعلام هدفه التلفيق. كلمتان يكرههما متشربو العادات الدخيلة وتلامذة المستعمرات القديمة. كلمتان يحاول الكثيرون من جهالنا أن يجعلوا منهما شماعة للتخلف، والسبب أنهم لا يعلمون أن تعاليم البادية أساساً من أساسات نهضة المجتمع العربي والإسلامي؛ لذا ومن استنتاج شخصي سوف يحاول البدوي كاتب هذا المقال أن يوضح لكم المعنى الحقيقي لهذه الكلمتين ومسببات الفهم الخاطئ لها من قبل البعض.
حنا بدو تشربنا الأصالة من مياه صحارينا، والحفاوة من وجوه أهالينا. عودتنا شمسها الحارقة صيفًا ورياحها الباردة شتاءً، التكيف على متغيرات الحياة. أخذنا صفة الكفاح من شجيراتها، والعطاء من نخيلها، والصبر من إبلها. نكرم الضيف ولا نسرف، ونحشم الجار وإن كان لحقوقنا مجحفًا. نوقر كبارنا ونحفز صغارنا، ويخلّد التاريخ أفعالنا وأشعارنا. أفعال رجالنا تُبرز نساءنا، وتعاليم نسائنا تصنع رجالنا. بالطيب يملكنا الطيبون، وبالعدل يذكرنا حتى الجاحدون، ومن دون أرضنا رجالنا يفنون، وللكرامة نكون أولًا نكون. البدوي الحقيقي هو الصادق حينما يتكلم، والقوي حينما يهزم، والمتواضع حينما يغنم. البداوة هي نظافة المكان، ومحبة الأوطان، وبالفطرة السليمة يكتمل هذا الكيان.
البدو لا يشرفهم بذيء الكلام، ولا يمثلهم سفهاء الأحلام. الكاذب ليس منهم، والفاجر عدو لهم، ولا يرضون باستنقاص خصومهم. في البادية تُصقل مكارم الأخلاق وتدفن مساوئها. يكثر في مجتمعهم الدخلاء ولكن يتميز بالفراسة صغارهم، والحكمة تجدها في معظم كبارهم، ونساؤهم يكملون نقص رجالهم.
رسالتي هنا لجميع الإخوة والأخوات في مملكتنا الحبيبة والدول المجاورة لها. معظمنا له ارتباط جذري بالبادية والبداوة، هذا إن لم يكن جميعنا، وحتى إن لم تكن من أهل البادية سوف يكون لك ارتباط مباشر أو غير مباشر بالبادية كأن يكون أحد أجدادك أو جزء من قبيلتك أو مجتمعك من أهل البادية؛ لذلك علينا جميعًا أن نحارب كل من يحاول أن يشوه صورة هذا المجتمع وعاداته وموروثه الذي يميزنا عن باقي المجتمعات الأخرى. كذلك علينا أن نكون سفراء مميزين لهذا الإرث العظيم الذي تركه لنا أسلافنا منذ قرون مضت.
[ad_2]
Source link