[ad_1]
بعد أن غزت أجزاء كبيرة من الساحل والأودية من جنوب منطقة مكة المكرمة حتى منطقة جازان، باتت شجرة البرسوبس “السمر الأمريكي”، المعروفة بين العامة بـ”شجرة الشيطان”، سريعة الانتشار، مصدر قلق لأصحاب المزارع في محافظة العارضة؛ لما تُشكِّله من تهديد وضرر على مزارعهم، مطالبين بحل للقضاء عليها حفاظًا على البيئة.
ويقول مختصون إن خطر هذه الشجرة الخبيثة يكمن في مد جذورها إلى مسافات عميقة حتى تستولي على عناصر التربة والمغذيات كافة، بجانب استنزافها المياه الجوفية بشكل كبير للغاية؛ إذ إنها تحرم النباتات الأصلية والمعمرة من ذلك، مثل السمر والسلم والأراك والمرخ والحمض وغيرها؛ وبالتالي تقتلها بشكل تدريجي، بجانب أنها بيئة خصبة للبعوض ونشر الحساسية.
موطنها أمريكا الجنوبية
وقال الدكتور يحيى بن سليمان مسرحي، الأكاديمي المتخصص في البيئة النباتية، لـ”سبق”: “هذه الشجيرات تسمى (بروسوبس) أو (مسكيت)، والاسم العلمي Prosopis juliflora من الفصيلة البقولية (ذات فصيلة السلم والسمر)، وموطنها الأساسي أمريكا الجنوبية، وخصوصًا المكسيك”.
تمتص المياه الجوفية
وأضاف: “ومن هناك جلبت لبعض دول إفريقيا والشرق الأوسط خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية، وكان الغرض من جلبها استخدام خشبها أو زراعتها كسياج للمزارع، إلا أن هذه الشجيرات كانت ذات تكيف عال مع الظروف الجافة، وجذورها تنمو بمعدل كبير ومتعمق للوصول للماء في أعماق التربة، وخصوصًا إن كان منسوب الماء الجوفي قريبًا. وبسبب هذا التكيف العالي مع ظروف الجفاف فقد انتشرت بكثرة”.
عالية البذور
وتابع: “ومع الإنتاج العالي للبذور أصبحت تنبت في كل مكان من تهامة تقريبًا، وهكذا أضحت آفة تهدد النباتات البرية المحلية؛ لأنها تنافسها على مصادر التربة (وأهمها الماء)، إضافة إلى أنها ذات أشواك، ونموها الكثيف في مكان ما يزعج ويقلل من جهود نزعها، كما أن بذورها سامة عند تناولها بكثرة من قِبل المواشي”.
تساعد على نشر الملاريا
وتابع: “إضافة إلى ذلك، وبسبب ازدهارها طوال العام تقريبًا، فإنها تُعتبر من العوامل المساعدة في انتشار الملاريا؛ وذلك لأن البعوض في فترات الجفاف (في الأحوال الطبيعية) لا يجد مصدر غذاء دائم (السكر بشكل أساسي). فمع أن الإناث تمتص الدماء من الثدييات إلا أن ذلك لحاجة هذه الدماء لإنتاج البيض، أما السكر (من المصادر النباتية) فتقبل عليه الإناث والذكور لتوفير الطاقة للبعوض لبقية الأنشطة الحيوية”.
غذاء للبعوض
وأردف: “وفي فترات الجفاف تموت أعداد كبيرة من البعوض بسبب نقص مصادر السكر، لكن في البيئات التي ينتشر فيها (البروسوبس) فإن البعوض يجد مصدرًا دائمًا للسكر من رحيق أزهار هذا النبات؛ وبالتالي تسهم هذه الشجيرات في أمد بقاء البعوض في فترات الجفاف، وهكذا تدعم شجيرات (البروسوبس) انتشار وتكاثر البعوض وما ينقله من أمراض”.
يجب القضاء عليها
وقال: “في بعض مناطق إفريقيا سُمي هذا النبات (شجرة الشيطان)؛ لما يسببه من أضرار في بيئات وجوده؛ وعلى هذا فيجب القضاء على انتشار وتوسع هذه الشجيرات ببرامج موجهة من وزارة الزراعة للنزع الميكانيكي، أو أي طريقة أخرى للحد من انتشارها، إضافة إلى توعية المواطنين بأضرارها لنزعها من الأراضي والحيازات الخاصة”.
الاستنزاف المائي
وتعاني الكثير من الدول العربية شحًّا في المياه الجوفية. وبحسب الأرقام تعتمد السعودية بنسبة 85 في المئة على المياه الجوفية غير المتجددة لري محاصيلها الزراعية.
وخلال العقود الماضية كان الهدف الرئيسي تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ ولهذا اتخذت السعودية قرارًا حاسمًا في نهاية سنة 2015 بوقف زراعة الأعلاف الخضراء، وحظر تصدير المحاصيل الزراعية ومنتجاتها المهدرة للمياه.
جازان.. “شجرة الشيطان” الخبيثة تقتل المعمرة وتهدد مزارع العارضة
قاسم الخبراني
سبق
2021-11-29
بعد أن غزت أجزاء كبيرة من الساحل والأودية من جنوب منطقة مكة المكرمة حتى منطقة جازان، باتت شجرة البرسوبس “السمر الأمريكي”، المعروفة بين العامة بـ”شجرة الشيطان”، سريعة الانتشار، مصدر قلق لأصحاب المزارع في محافظة العارضة؛ لما تُشكِّله من تهديد وضرر على مزارعهم، مطالبين بحل للقضاء عليها حفاظًا على البيئة.
ويقول مختصون إن خطر هذه الشجرة الخبيثة يكمن في مد جذورها إلى مسافات عميقة حتى تستولي على عناصر التربة والمغذيات كافة، بجانب استنزافها المياه الجوفية بشكل كبير للغاية؛ إذ إنها تحرم النباتات الأصلية والمعمرة من ذلك، مثل السمر والسلم والأراك والمرخ والحمض وغيرها؛ وبالتالي تقتلها بشكل تدريجي، بجانب أنها بيئة خصبة للبعوض ونشر الحساسية.
موطنها أمريكا الجنوبية
وقال الدكتور يحيى بن سليمان مسرحي، الأكاديمي المتخصص في البيئة النباتية، لـ”سبق”: “هذه الشجيرات تسمى (بروسوبس) أو (مسكيت)، والاسم العلمي Prosopis juliflora من الفصيلة البقولية (ذات فصيلة السلم والسمر)، وموطنها الأساسي أمريكا الجنوبية، وخصوصًا المكسيك”.
تمتص المياه الجوفية
وأضاف: “ومن هناك جلبت لبعض دول إفريقيا والشرق الأوسط خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية، وكان الغرض من جلبها استخدام خشبها أو زراعتها كسياج للمزارع، إلا أن هذه الشجيرات كانت ذات تكيف عال مع الظروف الجافة، وجذورها تنمو بمعدل كبير ومتعمق للوصول للماء في أعماق التربة، وخصوصًا إن كان منسوب الماء الجوفي قريبًا. وبسبب هذا التكيف العالي مع ظروف الجفاف فقد انتشرت بكثرة”.
عالية البذور
وتابع: “ومع الإنتاج العالي للبذور أصبحت تنبت في كل مكان من تهامة تقريبًا، وهكذا أضحت آفة تهدد النباتات البرية المحلية؛ لأنها تنافسها على مصادر التربة (وأهمها الماء)، إضافة إلى أنها ذات أشواك، ونموها الكثيف في مكان ما يزعج ويقلل من جهود نزعها، كما أن بذورها سامة عند تناولها بكثرة من قِبل المواشي”.
تساعد على نشر الملاريا
وتابع: “إضافة إلى ذلك، وبسبب ازدهارها طوال العام تقريبًا، فإنها تُعتبر من العوامل المساعدة في انتشار الملاريا؛ وذلك لأن البعوض في فترات الجفاف (في الأحوال الطبيعية) لا يجد مصدر غذاء دائم (السكر بشكل أساسي). فمع أن الإناث تمتص الدماء من الثدييات إلا أن ذلك لحاجة هذه الدماء لإنتاج البيض، أما السكر (من المصادر النباتية) فتقبل عليه الإناث والذكور لتوفير الطاقة للبعوض لبقية الأنشطة الحيوية”.
غذاء للبعوض
وأردف: “وفي فترات الجفاف تموت أعداد كبيرة من البعوض بسبب نقص مصادر السكر، لكن في البيئات التي ينتشر فيها (البروسوبس) فإن البعوض يجد مصدرًا دائمًا للسكر من رحيق أزهار هذا النبات؛ وبالتالي تسهم هذه الشجيرات في أمد بقاء البعوض في فترات الجفاف، وهكذا تدعم شجيرات (البروسوبس) انتشار وتكاثر البعوض وما ينقله من أمراض”.
يجب القضاء عليها
وقال: “في بعض مناطق إفريقيا سُمي هذا النبات (شجرة الشيطان)؛ لما يسببه من أضرار في بيئات وجوده؛ وعلى هذا فيجب القضاء على انتشار وتوسع هذه الشجيرات ببرامج موجهة من وزارة الزراعة للنزع الميكانيكي، أو أي طريقة أخرى للحد من انتشارها، إضافة إلى توعية المواطنين بأضرارها لنزعها من الأراضي والحيازات الخاصة”.
الاستنزاف المائي
وتعاني الكثير من الدول العربية شحًّا في المياه الجوفية. وبحسب الأرقام تعتمد السعودية بنسبة 85 في المئة على المياه الجوفية غير المتجددة لري محاصيلها الزراعية.
وخلال العقود الماضية كان الهدف الرئيسي تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ ولهذا اتخذت السعودية قرارًا حاسمًا في نهاية سنة 2015 بوقف زراعة الأعلاف الخضراء، وحظر تصدير المحاصيل الزراعية ومنتجاتها المهدرة للمياه.
29 نوفمبر 2021 – 24 ربيع الآخر 1443
11:27 PM
بعد أن غزت أجزاء كبيرة من الساحل والأودية من جنوب منطقة مكة المكرمة حتى منطقة جازان، باتت شجرة البرسوبس “السمر الأمريكي”، المعروفة بين العامة بـ”شجرة الشيطان”، سريعة الانتشار، مصدر قلق لأصحاب المزارع في محافظة العارضة؛ لما تُشكِّله من تهديد وضرر على مزارعهم، مطالبين بحل للقضاء عليها حفاظًا على البيئة.
ويقول مختصون إن خطر هذه الشجرة الخبيثة يكمن في مد جذورها إلى مسافات عميقة حتى تستولي على عناصر التربة والمغذيات كافة، بجانب استنزافها المياه الجوفية بشكل كبير للغاية؛ إذ إنها تحرم النباتات الأصلية والمعمرة من ذلك، مثل السمر والسلم والأراك والمرخ والحمض وغيرها؛ وبالتالي تقتلها بشكل تدريجي، بجانب أنها بيئة خصبة للبعوض ونشر الحساسية.
موطنها أمريكا الجنوبية
وقال الدكتور يحيى بن سليمان مسرحي، الأكاديمي المتخصص في البيئة النباتية، لـ”سبق”: “هذه الشجيرات تسمى (بروسوبس) أو (مسكيت)، والاسم العلمي Prosopis juliflora من الفصيلة البقولية (ذات فصيلة السلم والسمر)، وموطنها الأساسي أمريكا الجنوبية، وخصوصًا المكسيك”.
تمتص المياه الجوفية
وأضاف: “ومن هناك جلبت لبعض دول إفريقيا والشرق الأوسط خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية، وكان الغرض من جلبها استخدام خشبها أو زراعتها كسياج للمزارع، إلا أن هذه الشجيرات كانت ذات تكيف عال مع الظروف الجافة، وجذورها تنمو بمعدل كبير ومتعمق للوصول للماء في أعماق التربة، وخصوصًا إن كان منسوب الماء الجوفي قريبًا. وبسبب هذا التكيف العالي مع ظروف الجفاف فقد انتشرت بكثرة”.
عالية البذور
وتابع: “ومع الإنتاج العالي للبذور أصبحت تنبت في كل مكان من تهامة تقريبًا، وهكذا أضحت آفة تهدد النباتات البرية المحلية؛ لأنها تنافسها على مصادر التربة (وأهمها الماء)، إضافة إلى أنها ذات أشواك، ونموها الكثيف في مكان ما يزعج ويقلل من جهود نزعها، كما أن بذورها سامة عند تناولها بكثرة من قِبل المواشي”.
تساعد على نشر الملاريا
وتابع: “إضافة إلى ذلك، وبسبب ازدهارها طوال العام تقريبًا، فإنها تُعتبر من العوامل المساعدة في انتشار الملاريا؛ وذلك لأن البعوض في فترات الجفاف (في الأحوال الطبيعية) لا يجد مصدر غذاء دائم (السكر بشكل أساسي). فمع أن الإناث تمتص الدماء من الثدييات إلا أن ذلك لحاجة هذه الدماء لإنتاج البيض، أما السكر (من المصادر النباتية) فتقبل عليه الإناث والذكور لتوفير الطاقة للبعوض لبقية الأنشطة الحيوية”.
غذاء للبعوض
وأردف: “وفي فترات الجفاف تموت أعداد كبيرة من البعوض بسبب نقص مصادر السكر، لكن في البيئات التي ينتشر فيها (البروسوبس) فإن البعوض يجد مصدرًا دائمًا للسكر من رحيق أزهار هذا النبات؛ وبالتالي تسهم هذه الشجيرات في أمد بقاء البعوض في فترات الجفاف، وهكذا تدعم شجيرات (البروسوبس) انتشار وتكاثر البعوض وما ينقله من أمراض”.
يجب القضاء عليها
وقال: “في بعض مناطق إفريقيا سُمي هذا النبات (شجرة الشيطان)؛ لما يسببه من أضرار في بيئات وجوده؛ وعلى هذا فيجب القضاء على انتشار وتوسع هذه الشجيرات ببرامج موجهة من وزارة الزراعة للنزع الميكانيكي، أو أي طريقة أخرى للحد من انتشارها، إضافة إلى توعية المواطنين بأضرارها لنزعها من الأراضي والحيازات الخاصة”.
الاستنزاف المائي
وتعاني الكثير من الدول العربية شحًّا في المياه الجوفية. وبحسب الأرقام تعتمد السعودية بنسبة 85 في المئة على المياه الجوفية غير المتجددة لري محاصيلها الزراعية.
وخلال العقود الماضية كان الهدف الرئيسي تحقيق الاكتفاء الذاتي؛ ولهذا اتخذت السعودية قرارًا حاسمًا في نهاية سنة 2015 بوقف زراعة الأعلاف الخضراء، وحظر تصدير المحاصيل الزراعية ومنتجاتها المهدرة للمياه.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link