[ad_1]
توصَّل بحث جديد إلى أن العمل بفترات دوام متغيرة بين الليل والنهار من شأنه أن يعرقل تناغم الساعات البيولوجية في الجسم، وفق تقرير لموقع الإذاعة البريطانية BBC.
وفي التفاصيل، أوضح بحث جديد أن السبب المباشر لأضرار الدوام الليلي برمته هو “ساعات الجسم البيولوجية” الخاصة بالدماغ والقلب، التي يمكن أن تصبح غير متناغمة ومتزامنة نتيجة لتغيير أنماط العمل (بين فترات الدوام الصباحية والمسائية والليلية)؛ ما يجعل القلب عرضة للخلل الوظيفي.. وهذا الأمر يمكن أن يضر بصحتك ضررًا بالغًا.
وعنيت الدراسة التي أجراها مختبر إم آر سي MRC للبيولوجيا الجزيئية في كامبريدج بالساعة الداخلية في كل خلية قلب، التي تغير التوازن الكيميائي للخلية على مدار اليوم.
ويحتاج جسمك إلى أن يعمل قلبك بجهد أكبر عندما يكون نشطًا، ويحقق ذلك عن طريق جعل القلب ينبض بشكل أسرع.
وقال الدكتور جون أونيل، الذي قاد البحث: “يتم تحديد وتيرة دقات القلب من خلال شيئين: إشارات من الدماغ، ومستويات الصوديوم والبوتاسيوم داخل كل خلية قلبية؛ ما يؤدي إلى تنشيط ضربات القلب”.
وأوضح أن التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تطرأ على الجسم بسبب العمل بفترات دوام مختلفة شكَّلت مفاجأة كبيرة لفريقه البحثي، مضيفًا بأن: لدى الأشخاص الأصحاء يحدث تناغم وتزامن بين هذه الساعات الخليوية التي لا تُعد ولا تُحصى مع بعضها.
لكن الدراسة الجديدة وجدت أنه بتغير فترات الدوام في العمل يتكيف الدماغ بسرعة كبيرة، لكن ساعات الجسم الموجودة في كل خلية قلبية تتأخر.
وقال الدكتور أونيل: “لديك بضعة أيام تكون فيها الإشارات الواردة من الدماغ غير متزامنة مع ما يتوقعه القلب؛ وهذا ما نعتقد أنه يجعل ممن يعملون بنظام فترات الدوام المتغيرة أكثر عرضة للخطر عندما ينتقلون بين فترات العمل الليلة والنهارية.
ويزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة، ولاسيما أثناء الانتقال بين فترات الدوام النهارية والليلية، على الرغم من أنه يجب ملاحظة أن العمل بنظام النوبات المختلفة هو فقط أحد الأسباب من ضمن العديد من العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بمشاكل القلب، بما في ذلك العمر والجنس والتاريخ العائلي والنظام الغذائي.
وأردف الدكتور أونيل: “هناك عدد من الآثار السلبية التي قد تصيب القلب، ويحمل أكثرها إثارة للقلق والفزع اسم (موت القلب المفاجئ)؛ إذ يصبح القلب مرتبكًا؛ ويتوقف عن العمل لفترة من الوقت. وما لم تحصل على رعاية طبية فقد يؤدي الأمر بك إلى الموت”.
وتابع: لحسن الحظ فإن هذا السيناريو نادر جدًّا، ولكن وُجد أن العمل بفترات الدوام المختلفة يزيد من المخاطر المتعلقة، ليس بمشاكل القلب فقط؛ وإنما أيضًا اضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات المزاج، كما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام مقارنة بالأشخاص الذين يعملون في فترات دوام نهارية فقط.
ويقول الدكتور أونيل: “المقارنة التي أجراها العلماء هي أن الإيقاع اليومي المضطرب طوال الحياة، إذا كنت تعمل بفترات ليلية ونهارية بشكل متبادل، يعادل تدخين علبة سجائر يوميًّا”.
وقد اعترفت بعض الحكومات بالمخاطر الصحية الناجمة عن العمل بالدوام الليلي؛ ففي الدنمارك -على سبيل المثال- يحق لأولئك الذين عملوا بدوام ليلي لأكثر من 20 عامًا، وأُصيبوا بالسرطان، الحصول على تعويض.
ورغم المخاطر التي قد يتسبب بها العمل بفترات دوام متغيرة إلا أن هناك طرقًا للالتفاف عليها؛ لكي نتمتع باللياقة والصحة، هي أنه يجب أن تكون جميع ساعاتنا البيولوجية متزامنة ومتناغمة لأبعد حد مع بعضها.
وللحصول على ذلك من الأفضل أن يكون لديك روتين يومي، يتضمن النوم أثناء الليل، وتناول الطعام والعمل أثناء النهار، لكن هذا ليس أمرًا اختياريًّا بالنسبة لملايين العمال.
وعلى الرغم من ذلك يقول خبراء النوم إنه يمكننا اتخاذ خطوات عملية مختلفة للمساعدة في تقليل الضرر الذي يحدثه العمل بدوام ليلي.
وتقول الدكتورة ريناتا ريها، استشارية طب النوم والجهاز التنفسي بجامعة إدنبرا: “من السهل على البشر تأخير ساعات الجسم الداخلية، وكذلك الساعة الرئيسية في الدماغ”.
وتضيف بأن الشكل المثالي للترتيب الذي ينبغي أن يكون عليه العمل في الفترات المختلفة والمتنوعة بين الليل والنهار هو أن تبدأ بفترات الدوام النهاري، ثم فترات الظهر، وأخيرًا فترات الليل.
ويفضل أن يفصل بين فترات الدوام الليلية أسبوعان على الأقل؛ لأن ذلك يمنح الجسم وقتًا للتكيف.
وتقول الدكتورة ريها: “يستغرق الأمر نحو أسبوع واحد حتى تتغير جميع الساعات في الجسم، بدءًا بالساعة الرئيسية المسؤولة عن إفراز الميلاتونين (هرمون النوم)، تليها الساعات في جميع أعضاء الجسم الأخرى”.
وتوصي بأخذ قيلولة قصيرة لمدة 20 إلى 30 دقيقة خلال فترة العمل الليلية؛ إذ يحتاج الشخص البالغ في المتوسط من سبع إلى ثماني ساعات من النوم، ولكن ليس كل النوم متساويًا من حيث الفائدة والجودة. والنوم في العاشرة مساء مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وغالبًا ما يكون النوم أثناء النهار أقل جودة؛ وهو ما يحرم الجسم من الراحة التي يحتاج إليها كثيرًا.
تقول الدكتورة ريها إن العاملين في الفترات الليلية يجب أن يحاولوا النوم بمجرد عودتهم إلى المنزل.
وتابعت: “حاول أن تنام في غرفة هادئة وباردة ومظلمة. يمكنك استخدام قناع للعيون إذا لم يكن لديك ستائر لحجب أشعة الشمس، ويمكنك استخدام سدادات الأذن”.
وتضيف: “إذا كانت غرفتك دافئة ففكر في طرق تبريدها، من استخدام وسادة أو مروحة مبردة؛ إذ إن خفض درجة الحرارة يخدع جسمك، ويجعله يعتقد أن الوقت قد حان للنوم”.
ويمكن أن تساعد ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي جيد ومتوازن أيضًا، ولكن العامل الأساسي هو التوقيت، بينما يؤثر الأكل والتمارين الرياضية على الساعات في جميع أنحاء الجسم بشكل مباشر، من خلال التغيرات في هرمون الإنسولين ودرجة حرارة الجسم.
وأكملت: يمكننا خداع أجسامنا لقبول الأوقات الجديدة من خلال تعريض أنفسنا للضوء وتناول “إفطار” جيد وكافٍ قبل أن تبدأ فترة الدوام الليلي، ثم تجنب الطعام والضوء خلال “وقت الليل” الجديد.
ولا توجد حبوب يمكننا تناولها حتى الآن من شأنها إعادة ضبط ساعتنا، ولكن إذا كنت تنتقل من دوام النهار إلى دوام الليل فإنك تحتاج فقط إلى تغيير روتينك اليومي بالكامل خلال اليوم السابق لليلتك الأولى، ثم تلتزم بالروتين الجديد، كما يقول الدكتور أونيل.
وأضاف: “سيساعدك هذا على التكيف بشكل أسرع، وتجنب الكثير من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها”.
دوامك ليلي؟.. تعرَّف على تأثيره السلبي على صحة القلب وكيفية تجنُّبه
صحيفة سبق الإلكترونية
سبق
2021-11-25
توصَّل بحث جديد إلى أن العمل بفترات دوام متغيرة بين الليل والنهار من شأنه أن يعرقل تناغم الساعات البيولوجية في الجسم، وفق تقرير لموقع الإذاعة البريطانية BBC.
وفي التفاصيل، أوضح بحث جديد أن السبب المباشر لأضرار الدوام الليلي برمته هو “ساعات الجسم البيولوجية” الخاصة بالدماغ والقلب، التي يمكن أن تصبح غير متناغمة ومتزامنة نتيجة لتغيير أنماط العمل (بين فترات الدوام الصباحية والمسائية والليلية)؛ ما يجعل القلب عرضة للخلل الوظيفي.. وهذا الأمر يمكن أن يضر بصحتك ضررًا بالغًا.
وعنيت الدراسة التي أجراها مختبر إم آر سي MRC للبيولوجيا الجزيئية في كامبريدج بالساعة الداخلية في كل خلية قلب، التي تغير التوازن الكيميائي للخلية على مدار اليوم.
ويحتاج جسمك إلى أن يعمل قلبك بجهد أكبر عندما يكون نشطًا، ويحقق ذلك عن طريق جعل القلب ينبض بشكل أسرع.
وقال الدكتور جون أونيل، الذي قاد البحث: “يتم تحديد وتيرة دقات القلب من خلال شيئين: إشارات من الدماغ، ومستويات الصوديوم والبوتاسيوم داخل كل خلية قلبية؛ ما يؤدي إلى تنشيط ضربات القلب”.
وأوضح أن التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تطرأ على الجسم بسبب العمل بفترات دوام مختلفة شكَّلت مفاجأة كبيرة لفريقه البحثي، مضيفًا بأن: لدى الأشخاص الأصحاء يحدث تناغم وتزامن بين هذه الساعات الخليوية التي لا تُعد ولا تُحصى مع بعضها.
لكن الدراسة الجديدة وجدت أنه بتغير فترات الدوام في العمل يتكيف الدماغ بسرعة كبيرة، لكن ساعات الجسم الموجودة في كل خلية قلبية تتأخر.
وقال الدكتور أونيل: “لديك بضعة أيام تكون فيها الإشارات الواردة من الدماغ غير متزامنة مع ما يتوقعه القلب؛ وهذا ما نعتقد أنه يجعل ممن يعملون بنظام فترات الدوام المتغيرة أكثر عرضة للخطر عندما ينتقلون بين فترات العمل الليلة والنهارية.
ويزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة، ولاسيما أثناء الانتقال بين فترات الدوام النهارية والليلية، على الرغم من أنه يجب ملاحظة أن العمل بنظام النوبات المختلفة هو فقط أحد الأسباب من ضمن العديد من العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بمشاكل القلب، بما في ذلك العمر والجنس والتاريخ العائلي والنظام الغذائي.
وأردف الدكتور أونيل: “هناك عدد من الآثار السلبية التي قد تصيب القلب، ويحمل أكثرها إثارة للقلق والفزع اسم (موت القلب المفاجئ)؛ إذ يصبح القلب مرتبكًا؛ ويتوقف عن العمل لفترة من الوقت. وما لم تحصل على رعاية طبية فقد يؤدي الأمر بك إلى الموت”.
وتابع: لحسن الحظ فإن هذا السيناريو نادر جدًّا، ولكن وُجد أن العمل بفترات الدوام المختلفة يزيد من المخاطر المتعلقة، ليس بمشاكل القلب فقط؛ وإنما أيضًا اضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات المزاج، كما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام مقارنة بالأشخاص الذين يعملون في فترات دوام نهارية فقط.
ويقول الدكتور أونيل: “المقارنة التي أجراها العلماء هي أن الإيقاع اليومي المضطرب طوال الحياة، إذا كنت تعمل بفترات ليلية ونهارية بشكل متبادل، يعادل تدخين علبة سجائر يوميًّا”.
وقد اعترفت بعض الحكومات بالمخاطر الصحية الناجمة عن العمل بالدوام الليلي؛ ففي الدنمارك -على سبيل المثال- يحق لأولئك الذين عملوا بدوام ليلي لأكثر من 20 عامًا، وأُصيبوا بالسرطان، الحصول على تعويض.
ورغم المخاطر التي قد يتسبب بها العمل بفترات دوام متغيرة إلا أن هناك طرقًا للالتفاف عليها؛ لكي نتمتع باللياقة والصحة، هي أنه يجب أن تكون جميع ساعاتنا البيولوجية متزامنة ومتناغمة لأبعد حد مع بعضها.
وللحصول على ذلك من الأفضل أن يكون لديك روتين يومي، يتضمن النوم أثناء الليل، وتناول الطعام والعمل أثناء النهار، لكن هذا ليس أمرًا اختياريًّا بالنسبة لملايين العمال.
وعلى الرغم من ذلك يقول خبراء النوم إنه يمكننا اتخاذ خطوات عملية مختلفة للمساعدة في تقليل الضرر الذي يحدثه العمل بدوام ليلي.
وتقول الدكتورة ريناتا ريها، استشارية طب النوم والجهاز التنفسي بجامعة إدنبرا: “من السهل على البشر تأخير ساعات الجسم الداخلية، وكذلك الساعة الرئيسية في الدماغ”.
وتضيف بأن الشكل المثالي للترتيب الذي ينبغي أن يكون عليه العمل في الفترات المختلفة والمتنوعة بين الليل والنهار هو أن تبدأ بفترات الدوام النهاري، ثم فترات الظهر، وأخيرًا فترات الليل.
ويفضل أن يفصل بين فترات الدوام الليلية أسبوعان على الأقل؛ لأن ذلك يمنح الجسم وقتًا للتكيف.
وتقول الدكتورة ريها: “يستغرق الأمر نحو أسبوع واحد حتى تتغير جميع الساعات في الجسم، بدءًا بالساعة الرئيسية المسؤولة عن إفراز الميلاتونين (هرمون النوم)، تليها الساعات في جميع أعضاء الجسم الأخرى”.
وتوصي بأخذ قيلولة قصيرة لمدة 20 إلى 30 دقيقة خلال فترة العمل الليلية؛ إذ يحتاج الشخص البالغ في المتوسط من سبع إلى ثماني ساعات من النوم، ولكن ليس كل النوم متساويًا من حيث الفائدة والجودة. والنوم في العاشرة مساء مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وغالبًا ما يكون النوم أثناء النهار أقل جودة؛ وهو ما يحرم الجسم من الراحة التي يحتاج إليها كثيرًا.
تقول الدكتورة ريها إن العاملين في الفترات الليلية يجب أن يحاولوا النوم بمجرد عودتهم إلى المنزل.
وتابعت: “حاول أن تنام في غرفة هادئة وباردة ومظلمة. يمكنك استخدام قناع للعيون إذا لم يكن لديك ستائر لحجب أشعة الشمس، ويمكنك استخدام سدادات الأذن”.
وتضيف: “إذا كانت غرفتك دافئة ففكر في طرق تبريدها، من استخدام وسادة أو مروحة مبردة؛ إذ إن خفض درجة الحرارة يخدع جسمك، ويجعله يعتقد أن الوقت قد حان للنوم”.
ويمكن أن تساعد ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي جيد ومتوازن أيضًا، ولكن العامل الأساسي هو التوقيت، بينما يؤثر الأكل والتمارين الرياضية على الساعات في جميع أنحاء الجسم بشكل مباشر، من خلال التغيرات في هرمون الإنسولين ودرجة حرارة الجسم.
وأكملت: يمكننا خداع أجسامنا لقبول الأوقات الجديدة من خلال تعريض أنفسنا للضوء وتناول “إفطار” جيد وكافٍ قبل أن تبدأ فترة الدوام الليلي، ثم تجنب الطعام والضوء خلال “وقت الليل” الجديد.
ولا توجد حبوب يمكننا تناولها حتى الآن من شأنها إعادة ضبط ساعتنا، ولكن إذا كنت تنتقل من دوام النهار إلى دوام الليل فإنك تحتاج فقط إلى تغيير روتينك اليومي بالكامل خلال اليوم السابق لليلتك الأولى، ثم تلتزم بالروتين الجديد، كما يقول الدكتور أونيل.
وأضاف: “سيساعدك هذا على التكيف بشكل أسرع، وتجنب الكثير من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها”.
25 نوفمبر 2021 – 20 ربيع الآخر 1443
01:26 AM
توصَّل بحث جديد إلى أن العمل بفترات دوام متغيرة بين الليل والنهار من شأنه أن يعرقل تناغم الساعات البيولوجية في الجسم، وفق تقرير لموقع الإذاعة البريطانية BBC.
وفي التفاصيل، أوضح بحث جديد أن السبب المباشر لأضرار الدوام الليلي برمته هو “ساعات الجسم البيولوجية” الخاصة بالدماغ والقلب، التي يمكن أن تصبح غير متناغمة ومتزامنة نتيجة لتغيير أنماط العمل (بين فترات الدوام الصباحية والمسائية والليلية)؛ ما يجعل القلب عرضة للخلل الوظيفي.. وهذا الأمر يمكن أن يضر بصحتك ضررًا بالغًا.
وعنيت الدراسة التي أجراها مختبر إم آر سي MRC للبيولوجيا الجزيئية في كامبريدج بالساعة الداخلية في كل خلية قلب، التي تغير التوازن الكيميائي للخلية على مدار اليوم.
ويحتاج جسمك إلى أن يعمل قلبك بجهد أكبر عندما يكون نشطًا، ويحقق ذلك عن طريق جعل القلب ينبض بشكل أسرع.
وقال الدكتور جون أونيل، الذي قاد البحث: “يتم تحديد وتيرة دقات القلب من خلال شيئين: إشارات من الدماغ، ومستويات الصوديوم والبوتاسيوم داخل كل خلية قلبية؛ ما يؤدي إلى تنشيط ضربات القلب”.
وأوضح أن التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تطرأ على الجسم بسبب العمل بفترات دوام مختلفة شكَّلت مفاجأة كبيرة لفريقه البحثي، مضيفًا بأن: لدى الأشخاص الأصحاء يحدث تناغم وتزامن بين هذه الساعات الخليوية التي لا تُعد ولا تُحصى مع بعضها.
لكن الدراسة الجديدة وجدت أنه بتغير فترات الدوام في العمل يتكيف الدماغ بسرعة كبيرة، لكن ساعات الجسم الموجودة في كل خلية قلبية تتأخر.
وقال الدكتور أونيل: “لديك بضعة أيام تكون فيها الإشارات الواردة من الدماغ غير متزامنة مع ما يتوقعه القلب؛ وهذا ما نعتقد أنه يجعل ممن يعملون بنظام فترات الدوام المتغيرة أكثر عرضة للخطر عندما ينتقلون بين فترات العمل الليلة والنهارية.
ويزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة، ولاسيما أثناء الانتقال بين فترات الدوام النهارية والليلية، على الرغم من أنه يجب ملاحظة أن العمل بنظام النوبات المختلفة هو فقط أحد الأسباب من ضمن العديد من العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بمشاكل القلب، بما في ذلك العمر والجنس والتاريخ العائلي والنظام الغذائي.
وأردف الدكتور أونيل: “هناك عدد من الآثار السلبية التي قد تصيب القلب، ويحمل أكثرها إثارة للقلق والفزع اسم (موت القلب المفاجئ)؛ إذ يصبح القلب مرتبكًا؛ ويتوقف عن العمل لفترة من الوقت. وما لم تحصل على رعاية طبية فقد يؤدي الأمر بك إلى الموت”.
وتابع: لحسن الحظ فإن هذا السيناريو نادر جدًّا، ولكن وُجد أن العمل بفترات الدوام المختلفة يزيد من المخاطر المتعلقة، ليس بمشاكل القلب فقط؛ وإنما أيضًا اضطرابات الجهاز الهضمي واضطرابات المزاج، كما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام مقارنة بالأشخاص الذين يعملون في فترات دوام نهارية فقط.
ويقول الدكتور أونيل: “المقارنة التي أجراها العلماء هي أن الإيقاع اليومي المضطرب طوال الحياة، إذا كنت تعمل بفترات ليلية ونهارية بشكل متبادل، يعادل تدخين علبة سجائر يوميًّا”.
وقد اعترفت بعض الحكومات بالمخاطر الصحية الناجمة عن العمل بالدوام الليلي؛ ففي الدنمارك -على سبيل المثال- يحق لأولئك الذين عملوا بدوام ليلي لأكثر من 20 عامًا، وأُصيبوا بالسرطان، الحصول على تعويض.
ورغم المخاطر التي قد يتسبب بها العمل بفترات دوام متغيرة إلا أن هناك طرقًا للالتفاف عليها؛ لكي نتمتع باللياقة والصحة، هي أنه يجب أن تكون جميع ساعاتنا البيولوجية متزامنة ومتناغمة لأبعد حد مع بعضها.
وللحصول على ذلك من الأفضل أن يكون لديك روتين يومي، يتضمن النوم أثناء الليل، وتناول الطعام والعمل أثناء النهار، لكن هذا ليس أمرًا اختياريًّا بالنسبة لملايين العمال.
وعلى الرغم من ذلك يقول خبراء النوم إنه يمكننا اتخاذ خطوات عملية مختلفة للمساعدة في تقليل الضرر الذي يحدثه العمل بدوام ليلي.
وتقول الدكتورة ريناتا ريها، استشارية طب النوم والجهاز التنفسي بجامعة إدنبرا: “من السهل على البشر تأخير ساعات الجسم الداخلية، وكذلك الساعة الرئيسية في الدماغ”.
وتضيف بأن الشكل المثالي للترتيب الذي ينبغي أن يكون عليه العمل في الفترات المختلفة والمتنوعة بين الليل والنهار هو أن تبدأ بفترات الدوام النهاري، ثم فترات الظهر، وأخيرًا فترات الليل.
ويفضل أن يفصل بين فترات الدوام الليلية أسبوعان على الأقل؛ لأن ذلك يمنح الجسم وقتًا للتكيف.
وتقول الدكتورة ريها: “يستغرق الأمر نحو أسبوع واحد حتى تتغير جميع الساعات في الجسم، بدءًا بالساعة الرئيسية المسؤولة عن إفراز الميلاتونين (هرمون النوم)، تليها الساعات في جميع أعضاء الجسم الأخرى”.
وتوصي بأخذ قيلولة قصيرة لمدة 20 إلى 30 دقيقة خلال فترة العمل الليلية؛ إذ يحتاج الشخص البالغ في المتوسط من سبع إلى ثماني ساعات من النوم، ولكن ليس كل النوم متساويًا من حيث الفائدة والجودة. والنوم في العاشرة مساء مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وغالبًا ما يكون النوم أثناء النهار أقل جودة؛ وهو ما يحرم الجسم من الراحة التي يحتاج إليها كثيرًا.
تقول الدكتورة ريها إن العاملين في الفترات الليلية يجب أن يحاولوا النوم بمجرد عودتهم إلى المنزل.
وتابعت: “حاول أن تنام في غرفة هادئة وباردة ومظلمة. يمكنك استخدام قناع للعيون إذا لم يكن لديك ستائر لحجب أشعة الشمس، ويمكنك استخدام سدادات الأذن”.
وتضيف: “إذا كانت غرفتك دافئة ففكر في طرق تبريدها، من استخدام وسادة أو مروحة مبردة؛ إذ إن خفض درجة الحرارة يخدع جسمك، ويجعله يعتقد أن الوقت قد حان للنوم”.
ويمكن أن تساعد ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي جيد ومتوازن أيضًا، ولكن العامل الأساسي هو التوقيت، بينما يؤثر الأكل والتمارين الرياضية على الساعات في جميع أنحاء الجسم بشكل مباشر، من خلال التغيرات في هرمون الإنسولين ودرجة حرارة الجسم.
وأكملت: يمكننا خداع أجسامنا لقبول الأوقات الجديدة من خلال تعريض أنفسنا للضوء وتناول “إفطار” جيد وكافٍ قبل أن تبدأ فترة الدوام الليلي، ثم تجنب الطعام والضوء خلال “وقت الليل” الجديد.
ولا توجد حبوب يمكننا تناولها حتى الآن من شأنها إعادة ضبط ساعتنا، ولكن إذا كنت تنتقل من دوام النهار إلى دوام الليل فإنك تحتاج فقط إلى تغيير روتينك اليومي بالكامل خلال اليوم السابق لليلتك الأولى، ثم تلتزم بالروتين الجديد، كما يقول الدكتور أونيل.
وأضاف: “سيساعدك هذا على التكيف بشكل أسرع، وتجنب الكثير من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها”.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link