نولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات م

نولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات م

[ad_1]

خلال اجتماع مجموعة الرؤية الذي انطلقت أعماله اليوم.. بمشاركة مسؤولين وعلماء

انطلقت اليوم في جدة، أعمال اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي” برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والذي يُعقد هذا العام تحت شعار “الحوار وآفاق التعاون”، بمشاركة واسعة من مسؤولين وعلماء ومفكرين من روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي؛ لبحث القضايا المشتركة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات القائمة.

وقد ألقى رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي رحّب فيها بالمجتمعين في اجتماع الرؤية، وقال: أشكركم على اهتمامكم بالحضور للمشاركة في هذا الاجتماع، وأحييكم بمناسبة افتتاح الاجتماع الدوري الجديد الذي يقام على هذه الأرض مسقط رأس العالم الإسلامي، وأود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الاهتمام الشخصي الذي أبداه لتنظيم هذا الاجتماع.

وأضاف: تولي روسيا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع الدول الإسلامية سواء على الصعيد الثنائي أو الحوار مع منظمة التعاون الإسلامي، ومن المفيد أن مواقفنا بشأن العديد من القضايا الصعبة في جدول الأعمال الإقليمي والعالمي متقاربة للغاية؛ حيث يدعو جميعنا لبناء عالمي ديمقراطي عادل قائم على سيادة القانون والتعايش السلمي بين الدول، بعيدًا عن أي إملاءات تستند إلى القوة وكافة أشكال التمييز.

وأردف: جدول أعمال الاجتماع ثري ومكثف، وعلى اجتماعكم أن يناقش سبل التعاون في مجال تسوية النزاعات والصراعات الإقليمية ومخاطر الإرهاب والتطرف الدوليين، كما أن قضايا التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والإنسانية تستحق اهتمامًا جادًّا، آملُ أن يكون عملكم المشترك بنّاءً ومثمرًا، وأن يساعد في تعزيز التعاون والثقة المتبادلة بين الدول؛ متمنيًا لهم النجاح والتوفيق.

ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمةً أعرَبَ فيها عن سعادته بمشاركته لهذا الجمع الكريم في الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي”، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان مهم: (روسيا والعالم الإسلامي.. الحوار وآفاق التعاون).

وثمّن لأعضاء المجموعة جهودهم المشكورة في تعزيز التواصل والتقارب ضمن مبادرة رائدة تجدد الالتزام الأخلاقي بالمحافظة على المكاسب الحضارية الإنسانية، وتؤكد حرص روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي على تعزيز مفاهيم الشراكة والتعاون في بعدها الاستراتيجي؛ تأسيسًا على العلاقات التاريخية المتينة والمصالح المترابطة، وصولًا إلى توافق في الرؤى يستشرف تكاملًا بنّاء يعود بالخير على شعوبنا ودولنا.

وقال: يسعدني أن أغتنم هذه المناسبة لأسجل بالتقدير الرؤية الحضارية المميزة للقيادة الروسية في بناء المواطنة التي تعزز الوئام بين التنوع الديني والإثني، وتشرك الجميع على اختلاف انتماءاتهم وقومياتهم وأديانهم في هموم الوطن ومنجزاته وطموحه وآماله، وتحول التعدد بصوره إلى إثراء وتكامل وتنافس في تحقيق المصالح الوطنية العليا ضمن تشارك إيجابي حقيقي يعزز الوئام المجتمعي، وينعكس على الدور الدولي لروسيا ومكانتها العالمية.

وأضاف: أثبتت التجربة الروسية بتنوعها الإثني والعرقي والديني، أن الأديان ترشد إلى بناء تعارف إنساني مستدام مؤسس على السلام والتسامح والتعايش الإيجابي؛ ذلك ما تتضمنه نصوص الأديان وتعاليمها، وقدر البشرية جمعاء أن تعيش وتتجاور على أرض واحدة، وأن يعترف أفرادها بالحق في الاختلاف والاختيار؛ لا سيما في العقائد والأديان، ويؤكد ذلك في الإسلام قول الله تعالى: ﴿لا إكراه في الدين﴾، وبيان ذلك أن اختلاف الأديان لا يسقط به حق الآخرين في البر والإحسان والرحمة، ولا يحول دون التفاعل ومد جسور التعاون مع الجميع؛ بل إن المسلم برفيع هديه الديني مدعو إلى التسامح والتعايش وتعزيز العلاقات الإيجابية مع محيطه القريب في وطنه، ومحيطه البعيد المشمول بالناس جميعًا.

وقال “العيسى”: تحتفظ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها بعلاقات متوازنة منفتحة على جميع دول العالم؛ بل تسهم بدور ريادي -من موقعها الديني في مهد الإسلام ومركزه الثقافي والحضاري- في تجسير العلاقات الدولية بين العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة، على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول؛ تحقيقًا للمصالح المشتركة والطموحات المستحقة للشعوب والمجتمعات.

وأضاف أن لقاء هذه الرؤية على أرض المملكة العربية السعودية يعني الكثير، فهي صاحبة السبق الروحي في عموم الوجدان الإسلامي، كونها مهد الإسلام ومصدر إشعاعه ومدرج وقائعه التي رسخت مبادئ السماحة والتسامح والرحمة والتعايش مع الجميع، ويلتقي على ثراها الطاهر كل عام ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار من كافة أنحاء العالم ضمن لقاء حافل يعزز الألفة والمحبة والوحدة بينهم في رحاب قبلتهم الجامعة.

وأردف: رعت المملكة العربية السعودية ضمن جهودها في تعزيز التواصل والتعاون والتعايش والوئام مؤتمرات عالمية جامعة؛ إدراكًا منها لأهمية النجاح في الحوار وإدارة التنوع والاختلاف، وتشرفت رابطة العالم الإسلامي بإقامة واحد من أهمها في جنبات الكعبة المشرفة، وهو (المؤتمر التاريخي للوحدة الإسلامية) تحت رعاية سامية مَنيفة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ودعم كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، وقدّم المؤتمر رؤية متكاملة لتعزيز مفهوم الدولة الوطنية، والتحذير من مخاطر التصنيف والإقصاء على أمن المجتمعات ونماء الدول وانسجامها ووحدة ترابها الوطني.

وتابع: تشرفتُ وثُلَّةٌ من أكابر العلماء المسلمين حول العالم بتقديم «وثيقة مكة المكرمة» التاريخية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وهي الوثيقة الأهم في التاريخ الحديث؛ عبر فيها العالم الإسلامي -ممثلًا في نخبته المشاركة في مؤتمرها- عن تطلع العالم الإسلامي بدوله وشعوبه ومؤسساته الرسمية والشعبية إلى إعادة صياغة العلاقات العالمية على هدي من الشرائع الدينية السمحة، وصولًا إلى خير الإنسانية وسعادتها ونفعها.

وقال “العيسى”: عبّرت الوثيقة عن أفق الإسلام الرفيع ونظرته المستنيرة للتنوع البشري، ودعوته للحوار والتواصل مع الآخر؛ مؤكدة وجوب احترام كرامة الإنسان وحفظ حقوقه وحرياته المشروعة، وطالبت بسَن التشريعات الرادعة لمروّجي الكراهية والمحرّضين على العنف والعداء؛ لتكون وثيقة العصر للسلام والتضامن، وقاعدة التواصل بين معتنقي الأديان، وخارطة الطريق لمستقبل الإنسانية وتجانس مكوناتها بما يحقق نهضتها وازدهارها.

وأضاف: إننا في رابطة العالم الإسلامي، مظلة الشعوب الإسلامية، نعتز بهذا اللقاء المفعم بالأخوة والمحبة والحوار البناء، فهو تتويج للتواصل الحضاري بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، وحين التقينا بالمكون الإسلامي في روسيا الاتحادية عند زيارتنا لها، وسعدنا بلقاء إخواننا العمار والحجاج والزوار القادمين إلينا منها، سرّنا اعتزازهم الكبير بدولتهم الوطنية تحت القيادة الحكيمة للرئيس فلاديمير بوتين، التي جعلت الشعب الروسي متآلفًا على المحبة والاحترام والتعايش، يلتقون بوجدان صادق حول دستورهم وقيادتهم، وأسعدنا نموذجهم الحضاري الاستثنائي في الوئام المجتمعي والتسامح الديني والاندماج الإيجابي في إطار المواطنة الصالحة، وهذا ما تحرص عليه الرابطة في مبادراتها وبرامجها المختلفة حول العالم؛ حيث تؤكد رسم آفاق التعاون بين المكونات الإنسانية، وتقريب المشتركات التي تلتقي عليها الأديان السماوية، وتزكيها العقول الراشدة، وتقبلها الفطر السليمة.

وتضم المجموعة 33 شخصية حكومية وعامة من 27 دولة إسلامية، بما في ذلك رؤساء وزراء سابقون، ووزراء خارجية سابقون، والعديد من الشخصيات الدينية من العالم الإسلامي؛ حيث ينطلق هذا الاجتماع في إطار مساعي روسيا لتعزيز علاقاتها بالعالم الإسلامي، في ظل مبادرة المملكة العربية السعودية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتستضيف الاجتماع للمرة الثانية بعد أن استضافت دورته الرابعة في جدة عام 2008.

وأسست مجموعة الرؤية الاستراتيجية في عام 2006 تحت إشراف يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف، ومينتيمير شاريبو فيتش شايميف؛ وذلك بعد انضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة عضو مراقب؛ حيث عقدت المجموعة منذ ذلك الحين اجتماعاتها في موسكو، وقازان، وإسطنبول، وجدة، والكويت.

كما عقدت آخر نسخة من اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي في الفترة بين 28 إلى 30 نوفمبر 2019 في مدينة أوفا (جمهورية باشكورتستان)؛ وذلك تحت شعار “الوئام بين أتباع الأديان.. تجربة روسيا والدول المشاركة في منظمة التعاون الإسلامي”.

وتركز المجموعة حاليًا على وضع تدابير لتعزيز التعاون طويل الأجل بين روسيا والدول الإسلامية، والتنفيذ العملي للشراكة الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية وبين العالم الإسلامي.





شاكرًا خادم الحرمين.. “بوتين”: نولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع الدول الإسلامية


سبق

انطلقت اليوم في جدة، أعمال اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي” برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والذي يُعقد هذا العام تحت شعار “الحوار وآفاق التعاون”، بمشاركة واسعة من مسؤولين وعلماء ومفكرين من روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي؛ لبحث القضايا المشتركة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات القائمة.

وقد ألقى رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي رحّب فيها بالمجتمعين في اجتماع الرؤية، وقال: أشكركم على اهتمامكم بالحضور للمشاركة في هذا الاجتماع، وأحييكم بمناسبة افتتاح الاجتماع الدوري الجديد الذي يقام على هذه الأرض مسقط رأس العالم الإسلامي، وأود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الاهتمام الشخصي الذي أبداه لتنظيم هذا الاجتماع.

وأضاف: تولي روسيا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع الدول الإسلامية سواء على الصعيد الثنائي أو الحوار مع منظمة التعاون الإسلامي، ومن المفيد أن مواقفنا بشأن العديد من القضايا الصعبة في جدول الأعمال الإقليمي والعالمي متقاربة للغاية؛ حيث يدعو جميعنا لبناء عالمي ديمقراطي عادل قائم على سيادة القانون والتعايش السلمي بين الدول، بعيدًا عن أي إملاءات تستند إلى القوة وكافة أشكال التمييز.

وأردف: جدول أعمال الاجتماع ثري ومكثف، وعلى اجتماعكم أن يناقش سبل التعاون في مجال تسوية النزاعات والصراعات الإقليمية ومخاطر الإرهاب والتطرف الدوليين، كما أن قضايا التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والإنسانية تستحق اهتمامًا جادًّا، آملُ أن يكون عملكم المشترك بنّاءً ومثمرًا، وأن يساعد في تعزيز التعاون والثقة المتبادلة بين الدول؛ متمنيًا لهم النجاح والتوفيق.

ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمةً أعرَبَ فيها عن سعادته بمشاركته لهذا الجمع الكريم في الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي”، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان مهم: (روسيا والعالم الإسلامي.. الحوار وآفاق التعاون).

وثمّن لأعضاء المجموعة جهودهم المشكورة في تعزيز التواصل والتقارب ضمن مبادرة رائدة تجدد الالتزام الأخلاقي بالمحافظة على المكاسب الحضارية الإنسانية، وتؤكد حرص روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي على تعزيز مفاهيم الشراكة والتعاون في بعدها الاستراتيجي؛ تأسيسًا على العلاقات التاريخية المتينة والمصالح المترابطة، وصولًا إلى توافق في الرؤى يستشرف تكاملًا بنّاء يعود بالخير على شعوبنا ودولنا.

وقال: يسعدني أن أغتنم هذه المناسبة لأسجل بالتقدير الرؤية الحضارية المميزة للقيادة الروسية في بناء المواطنة التي تعزز الوئام بين التنوع الديني والإثني، وتشرك الجميع على اختلاف انتماءاتهم وقومياتهم وأديانهم في هموم الوطن ومنجزاته وطموحه وآماله، وتحول التعدد بصوره إلى إثراء وتكامل وتنافس في تحقيق المصالح الوطنية العليا ضمن تشارك إيجابي حقيقي يعزز الوئام المجتمعي، وينعكس على الدور الدولي لروسيا ومكانتها العالمية.

وأضاف: أثبتت التجربة الروسية بتنوعها الإثني والعرقي والديني، أن الأديان ترشد إلى بناء تعارف إنساني مستدام مؤسس على السلام والتسامح والتعايش الإيجابي؛ ذلك ما تتضمنه نصوص الأديان وتعاليمها، وقدر البشرية جمعاء أن تعيش وتتجاور على أرض واحدة، وأن يعترف أفرادها بالحق في الاختلاف والاختيار؛ لا سيما في العقائد والأديان، ويؤكد ذلك في الإسلام قول الله تعالى: ﴿لا إكراه في الدين﴾، وبيان ذلك أن اختلاف الأديان لا يسقط به حق الآخرين في البر والإحسان والرحمة، ولا يحول دون التفاعل ومد جسور التعاون مع الجميع؛ بل إن المسلم برفيع هديه الديني مدعو إلى التسامح والتعايش وتعزيز العلاقات الإيجابية مع محيطه القريب في وطنه، ومحيطه البعيد المشمول بالناس جميعًا.

وقال “العيسى”: تحتفظ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها بعلاقات متوازنة منفتحة على جميع دول العالم؛ بل تسهم بدور ريادي -من موقعها الديني في مهد الإسلام ومركزه الثقافي والحضاري- في تجسير العلاقات الدولية بين العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة، على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول؛ تحقيقًا للمصالح المشتركة والطموحات المستحقة للشعوب والمجتمعات.

وأضاف أن لقاء هذه الرؤية على أرض المملكة العربية السعودية يعني الكثير، فهي صاحبة السبق الروحي في عموم الوجدان الإسلامي، كونها مهد الإسلام ومصدر إشعاعه ومدرج وقائعه التي رسخت مبادئ السماحة والتسامح والرحمة والتعايش مع الجميع، ويلتقي على ثراها الطاهر كل عام ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار من كافة أنحاء العالم ضمن لقاء حافل يعزز الألفة والمحبة والوحدة بينهم في رحاب قبلتهم الجامعة.

وأردف: رعت المملكة العربية السعودية ضمن جهودها في تعزيز التواصل والتعاون والتعايش والوئام مؤتمرات عالمية جامعة؛ إدراكًا منها لأهمية النجاح في الحوار وإدارة التنوع والاختلاف، وتشرفت رابطة العالم الإسلامي بإقامة واحد من أهمها في جنبات الكعبة المشرفة، وهو (المؤتمر التاريخي للوحدة الإسلامية) تحت رعاية سامية مَنيفة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ودعم كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، وقدّم المؤتمر رؤية متكاملة لتعزيز مفهوم الدولة الوطنية، والتحذير من مخاطر التصنيف والإقصاء على أمن المجتمعات ونماء الدول وانسجامها ووحدة ترابها الوطني.

وتابع: تشرفتُ وثُلَّةٌ من أكابر العلماء المسلمين حول العالم بتقديم «وثيقة مكة المكرمة» التاريخية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وهي الوثيقة الأهم في التاريخ الحديث؛ عبر فيها العالم الإسلامي -ممثلًا في نخبته المشاركة في مؤتمرها- عن تطلع العالم الإسلامي بدوله وشعوبه ومؤسساته الرسمية والشعبية إلى إعادة صياغة العلاقات العالمية على هدي من الشرائع الدينية السمحة، وصولًا إلى خير الإنسانية وسعادتها ونفعها.

وقال “العيسى”: عبّرت الوثيقة عن أفق الإسلام الرفيع ونظرته المستنيرة للتنوع البشري، ودعوته للحوار والتواصل مع الآخر؛ مؤكدة وجوب احترام كرامة الإنسان وحفظ حقوقه وحرياته المشروعة، وطالبت بسَن التشريعات الرادعة لمروّجي الكراهية والمحرّضين على العنف والعداء؛ لتكون وثيقة العصر للسلام والتضامن، وقاعدة التواصل بين معتنقي الأديان، وخارطة الطريق لمستقبل الإنسانية وتجانس مكوناتها بما يحقق نهضتها وازدهارها.

وأضاف: إننا في رابطة العالم الإسلامي، مظلة الشعوب الإسلامية، نعتز بهذا اللقاء المفعم بالأخوة والمحبة والحوار البناء، فهو تتويج للتواصل الحضاري بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، وحين التقينا بالمكون الإسلامي في روسيا الاتحادية عند زيارتنا لها، وسعدنا بلقاء إخواننا العمار والحجاج والزوار القادمين إلينا منها، سرّنا اعتزازهم الكبير بدولتهم الوطنية تحت القيادة الحكيمة للرئيس فلاديمير بوتين، التي جعلت الشعب الروسي متآلفًا على المحبة والاحترام والتعايش، يلتقون بوجدان صادق حول دستورهم وقيادتهم، وأسعدنا نموذجهم الحضاري الاستثنائي في الوئام المجتمعي والتسامح الديني والاندماج الإيجابي في إطار المواطنة الصالحة، وهذا ما تحرص عليه الرابطة في مبادراتها وبرامجها المختلفة حول العالم؛ حيث تؤكد رسم آفاق التعاون بين المكونات الإنسانية، وتقريب المشتركات التي تلتقي عليها الأديان السماوية، وتزكيها العقول الراشدة، وتقبلها الفطر السليمة.

وتضم المجموعة 33 شخصية حكومية وعامة من 27 دولة إسلامية، بما في ذلك رؤساء وزراء سابقون، ووزراء خارجية سابقون، والعديد من الشخصيات الدينية من العالم الإسلامي؛ حيث ينطلق هذا الاجتماع في إطار مساعي روسيا لتعزيز علاقاتها بالعالم الإسلامي، في ظل مبادرة المملكة العربية السعودية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتستضيف الاجتماع للمرة الثانية بعد أن استضافت دورته الرابعة في جدة عام 2008.

وأسست مجموعة الرؤية الاستراتيجية في عام 2006 تحت إشراف يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف، ومينتيمير شاريبو فيتش شايميف؛ وذلك بعد انضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة عضو مراقب؛ حيث عقدت المجموعة منذ ذلك الحين اجتماعاتها في موسكو، وقازان، وإسطنبول، وجدة، والكويت.

كما عقدت آخر نسخة من اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي في الفترة بين 28 إلى 30 نوفمبر 2019 في مدينة أوفا (جمهورية باشكورتستان)؛ وذلك تحت شعار “الوئام بين أتباع الأديان.. تجربة روسيا والدول المشاركة في منظمة التعاون الإسلامي”.

وتركز المجموعة حاليًا على وضع تدابير لتعزيز التعاون طويل الأجل بين روسيا والدول الإسلامية، والتنفيذ العملي للشراكة الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية وبين العالم الإسلامي.

24 نوفمبر 2021 – 19 ربيع الآخر 1443

12:46 PM


خلال اجتماع مجموعة الرؤية الذي انطلقت أعماله اليوم.. بمشاركة مسؤولين وعلماء

انطلقت اليوم في جدة، أعمال اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي” برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، والذي يُعقد هذا العام تحت شعار “الحوار وآفاق التعاون”، بمشاركة واسعة من مسؤولين وعلماء ومفكرين من روسيا الاتحادية ودول العالم الإسلامي؛ لبحث القضايا المشتركة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات القائمة.

وقد ألقى رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي رحّب فيها بالمجتمعين في اجتماع الرؤية، وقال: أشكركم على اهتمامكم بالحضور للمشاركة في هذا الاجتماع، وأحييكم بمناسبة افتتاح الاجتماع الدوري الجديد الذي يقام على هذه الأرض مسقط رأس العالم الإسلامي، وأود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الاهتمام الشخصي الذي أبداه لتنظيم هذا الاجتماع.

وأضاف: تولي روسيا أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الودية مع الدول الإسلامية سواء على الصعيد الثنائي أو الحوار مع منظمة التعاون الإسلامي، ومن المفيد أن مواقفنا بشأن العديد من القضايا الصعبة في جدول الأعمال الإقليمي والعالمي متقاربة للغاية؛ حيث يدعو جميعنا لبناء عالمي ديمقراطي عادل قائم على سيادة القانون والتعايش السلمي بين الدول، بعيدًا عن أي إملاءات تستند إلى القوة وكافة أشكال التمييز.

وأردف: جدول أعمال الاجتماع ثري ومكثف، وعلى اجتماعكم أن يناقش سبل التعاون في مجال تسوية النزاعات والصراعات الإقليمية ومخاطر الإرهاب والتطرف الدوليين، كما أن قضايا التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والإنسانية تستحق اهتمامًا جادًّا، آملُ أن يكون عملكم المشترك بنّاءً ومثمرًا، وأن يساعد في تعزيز التعاون والثقة المتبادلة بين الدول؛ متمنيًا لهم النجاح والتوفيق.

ثم ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمةً أعرَبَ فيها عن سعادته بمشاركته لهذا الجمع الكريم في الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا والعالم الإسلامي”، والذي ينعقد هذا العام تحت عنوان مهم: (روسيا والعالم الإسلامي.. الحوار وآفاق التعاون).

وثمّن لأعضاء المجموعة جهودهم المشكورة في تعزيز التواصل والتقارب ضمن مبادرة رائدة تجدد الالتزام الأخلاقي بالمحافظة على المكاسب الحضارية الإنسانية، وتؤكد حرص روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي على تعزيز مفاهيم الشراكة والتعاون في بعدها الاستراتيجي؛ تأسيسًا على العلاقات التاريخية المتينة والمصالح المترابطة، وصولًا إلى توافق في الرؤى يستشرف تكاملًا بنّاء يعود بالخير على شعوبنا ودولنا.

وقال: يسعدني أن أغتنم هذه المناسبة لأسجل بالتقدير الرؤية الحضارية المميزة للقيادة الروسية في بناء المواطنة التي تعزز الوئام بين التنوع الديني والإثني، وتشرك الجميع على اختلاف انتماءاتهم وقومياتهم وأديانهم في هموم الوطن ومنجزاته وطموحه وآماله، وتحول التعدد بصوره إلى إثراء وتكامل وتنافس في تحقيق المصالح الوطنية العليا ضمن تشارك إيجابي حقيقي يعزز الوئام المجتمعي، وينعكس على الدور الدولي لروسيا ومكانتها العالمية.

وأضاف: أثبتت التجربة الروسية بتنوعها الإثني والعرقي والديني، أن الأديان ترشد إلى بناء تعارف إنساني مستدام مؤسس على السلام والتسامح والتعايش الإيجابي؛ ذلك ما تتضمنه نصوص الأديان وتعاليمها، وقدر البشرية جمعاء أن تعيش وتتجاور على أرض واحدة، وأن يعترف أفرادها بالحق في الاختلاف والاختيار؛ لا سيما في العقائد والأديان، ويؤكد ذلك في الإسلام قول الله تعالى: ﴿لا إكراه في الدين﴾، وبيان ذلك أن اختلاف الأديان لا يسقط به حق الآخرين في البر والإحسان والرحمة، ولا يحول دون التفاعل ومد جسور التعاون مع الجميع؛ بل إن المسلم برفيع هديه الديني مدعو إلى التسامح والتعايش وتعزيز العلاقات الإيجابية مع محيطه القريب في وطنه، ومحيطه البعيد المشمول بالناس جميعًا.

وقال “العيسى”: تحتفظ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها بعلاقات متوازنة منفتحة على جميع دول العالم؛ بل تسهم بدور ريادي -من موقعها الديني في مهد الإسلام ومركزه الثقافي والحضاري- في تجسير العلاقات الدولية بين العالم الإسلامي ودول العالم المختلفة، على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول؛ تحقيقًا للمصالح المشتركة والطموحات المستحقة للشعوب والمجتمعات.

وأضاف أن لقاء هذه الرؤية على أرض المملكة العربية السعودية يعني الكثير، فهي صاحبة السبق الروحي في عموم الوجدان الإسلامي، كونها مهد الإسلام ومصدر إشعاعه ومدرج وقائعه التي رسخت مبادئ السماحة والتسامح والرحمة والتعايش مع الجميع، ويلتقي على ثراها الطاهر كل عام ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار من كافة أنحاء العالم ضمن لقاء حافل يعزز الألفة والمحبة والوحدة بينهم في رحاب قبلتهم الجامعة.

وأردف: رعت المملكة العربية السعودية ضمن جهودها في تعزيز التواصل والتعاون والتعايش والوئام مؤتمرات عالمية جامعة؛ إدراكًا منها لأهمية النجاح في الحوار وإدارة التنوع والاختلاف، وتشرفت رابطة العالم الإسلامي بإقامة واحد من أهمها في جنبات الكعبة المشرفة، وهو (المؤتمر التاريخي للوحدة الإسلامية) تحت رعاية سامية مَنيفة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ودعم كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، وقدّم المؤتمر رؤية متكاملة لتعزيز مفهوم الدولة الوطنية، والتحذير من مخاطر التصنيف والإقصاء على أمن المجتمعات ونماء الدول وانسجامها ووحدة ترابها الوطني.

وتابع: تشرفتُ وثُلَّةٌ من أكابر العلماء المسلمين حول العالم بتقديم «وثيقة مكة المكرمة» التاريخية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وهي الوثيقة الأهم في التاريخ الحديث؛ عبر فيها العالم الإسلامي -ممثلًا في نخبته المشاركة في مؤتمرها- عن تطلع العالم الإسلامي بدوله وشعوبه ومؤسساته الرسمية والشعبية إلى إعادة صياغة العلاقات العالمية على هدي من الشرائع الدينية السمحة، وصولًا إلى خير الإنسانية وسعادتها ونفعها.

وقال “العيسى”: عبّرت الوثيقة عن أفق الإسلام الرفيع ونظرته المستنيرة للتنوع البشري، ودعوته للحوار والتواصل مع الآخر؛ مؤكدة وجوب احترام كرامة الإنسان وحفظ حقوقه وحرياته المشروعة، وطالبت بسَن التشريعات الرادعة لمروّجي الكراهية والمحرّضين على العنف والعداء؛ لتكون وثيقة العصر للسلام والتضامن، وقاعدة التواصل بين معتنقي الأديان، وخارطة الطريق لمستقبل الإنسانية وتجانس مكوناتها بما يحقق نهضتها وازدهارها.

وأضاف: إننا في رابطة العالم الإسلامي، مظلة الشعوب الإسلامية، نعتز بهذا اللقاء المفعم بالأخوة والمحبة والحوار البناء، فهو تتويج للتواصل الحضاري بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي، وحين التقينا بالمكون الإسلامي في روسيا الاتحادية عند زيارتنا لها، وسعدنا بلقاء إخواننا العمار والحجاج والزوار القادمين إلينا منها، سرّنا اعتزازهم الكبير بدولتهم الوطنية تحت القيادة الحكيمة للرئيس فلاديمير بوتين، التي جعلت الشعب الروسي متآلفًا على المحبة والاحترام والتعايش، يلتقون بوجدان صادق حول دستورهم وقيادتهم، وأسعدنا نموذجهم الحضاري الاستثنائي في الوئام المجتمعي والتسامح الديني والاندماج الإيجابي في إطار المواطنة الصالحة، وهذا ما تحرص عليه الرابطة في مبادراتها وبرامجها المختلفة حول العالم؛ حيث تؤكد رسم آفاق التعاون بين المكونات الإنسانية، وتقريب المشتركات التي تلتقي عليها الأديان السماوية، وتزكيها العقول الراشدة، وتقبلها الفطر السليمة.

وتضم المجموعة 33 شخصية حكومية وعامة من 27 دولة إسلامية، بما في ذلك رؤساء وزراء سابقون، ووزراء خارجية سابقون، والعديد من الشخصيات الدينية من العالم الإسلامي؛ حيث ينطلق هذا الاجتماع في إطار مساعي روسيا لتعزيز علاقاتها بالعالم الإسلامي، في ظل مبادرة المملكة العربية السعودية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتستضيف الاجتماع للمرة الثانية بعد أن استضافت دورته الرابعة في جدة عام 2008.

وأسست مجموعة الرؤية الاستراتيجية في عام 2006 تحت إشراف يفغيني ماكسيموفيتش بريماكوف، ومينتيمير شاريبو فيتش شايميف؛ وذلك بعد انضمام روسيا الاتحادية إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة عضو مراقب؛ حيث عقدت المجموعة منذ ذلك الحين اجتماعاتها في موسكو، وقازان، وإسطنبول، وجدة، والكويت.

كما عقدت آخر نسخة من اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي في الفترة بين 28 إلى 30 نوفمبر 2019 في مدينة أوفا (جمهورية باشكورتستان)؛ وذلك تحت شعار “الوئام بين أتباع الأديان.. تجربة روسيا والدول المشاركة في منظمة التعاون الإسلامي”.

وتركز المجموعة حاليًا على وضع تدابير لتعزيز التعاون طويل الأجل بين روسيا والدول الإسلامية، والتنفيذ العملي للشراكة الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية وبين العالم الإسلامي.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply