[ad_1]
24 أكتوبر 2021 – 18 ربيع الأول 1443
12:24 AM
مشاهد تحكي ماهية “الذهب الأبيض” وتركيبته ومراحل تكريره وتسويقه
“ملح القصب 1 و2” من “برك الوشم” إلى بنك الجينات بأمريكا.. و”متخصص”: هذه حقيقة تلوثه!
“مملحة القصب”.. هي واحدة من أهم الممالح في السعودية والخليج العربي؛ نظرًا لشهرتها ووفرة إنتاجها وجودته، وكانت ولاتزال المصدر الأول لتغذية الأسواق بالملح في المنطقة، وقد مرت مراحل إنتاج الملح وتسويقه بعدة مراحل، وتطورات مع تقدم آلات الإنتاج ووسائل التقنية.
وقبل أن ترصد “سبق” في جولة حية مراحل الإنتاج والتسويق لما يسمى “منجم الذهب الأبيض”، نتطرق إلى دراسة أجراها أحد المتخصصين في علم الأحياء على ملح القصب، وسجل نتائج الدراسة بنك الجينات الأمريكي بعد تداول مقطع يدعي تلوث ملح القصب.
“متخصص” يجري دراسات ويؤكد: هذه حقيقة تلوث ملح القصب؟!
بعد انتشار مقطع فيديو يدعي فيه صاحبه تلوث ملح القصب، أجرى الأستاذ المساعد في علم البكتيريا والمتخصص في الأحياء الدقيقة، وكبير مفتشي مصانع المياه المعبأة بالهيئة العامة للغذاء والدواء سابقًا، الدكتور محمد الغنيم بحثًا علميًا على ملح القصب وقال: “زرت مملحة القصب، وقمت بجمع عينات من برك تبخير الماء وترسيب الملح، واستخلصت من هذه المادة الملونة ودرستها، وتبين لي أنها تجمعات لكائنات حية مجهرية وحيدة الخلية تتكاثر في برك تبخير الملح، وتترسب ضمن طبقاته، وهي تحب النمو في البيئات شديدة الملوحة، ولا تسبب أي ضرر صحي لمتناول الملح، فهي تعيش طبيعيًا في هذه البيئات شديدة الملوحة، ويمكن رصدها في أي نوع من أنواع ملح الطعام الطبيعي”.
وأضاف: “عادة لا تستهدف أنظمة الرقابة تلك الكائنات بالتحليل المخبري؛ لأنه لم يعرف عنها القدرة على إحداث الضرر بمتناول الملح، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا، وهذا اللون الأحمر الخفيف المائل للبني يعود إلى مركبات كاروتينية تنتجها هذه الكائنات وتخزنها بخلاياها لأغراض منها التأقلم مع البيئات شديدة الملوحة”.
وتابع: “هي مركبات غير ضارة لمتناول الملح، بل قد تكون مفيدة، ولا يتسع المجال للتفصيل في فوائد تناول المركبات الكاروتينية وانتشارها في الثمار والخضار واستخداماتها المختلفة وجدوى إنتاج هذه المركبات لأغراض تجارية من هذه الكائنات في ظروف سبخة القصب”.
“قصب1″ وقصب2” وثيقتا بحث ببنك الجينات الأمريكي
وأكمل الدكتور الغنيم قائلاً: “أجريت دراسة على تلك العينات من الملح، وكان من نتائج الدراسة التي أجريتها رصد نسيلتين جديدتين لهذه الكائنات، وقمت بتسجيلهما في بنك جينات عالمي باسم “قصب1″ و”قصب 2”.
وأضاف: “للحصول على وثيقتي تسجيل النسيلتين باسم قصب 1 وقصب 2، والتي تمت من خلال تسجيل تتابع حمض نووي فريد خاص بها، يمكن دخول موقع بنك الجينات الأمريكي على الرابط www.ncbi.nlm.nih.gov، ومن ثم إدخال رقم البحث LC191270، ثم يتم الضغط على زر البحث، بعدها ستنتج قائمة، وفي أسفلها على اليمين يوجد كلمة “Nucleotide”، يتم الضغط عليها، ويمكن الاطلاع على وثيقة “قصب 1”.
وتابع: “يمكن بالعملية السابقة نفسها الاطلاع على وثيقة “قصب 2″ برقم البحث LC205717.1”.
ماهية “ملح القصب”
ويعد ملح مدينة القصب من نوع الملح الخشن الخام والمعروف بكلوريد الصوديوم، ويتنوّع في أشكاله وألوانه التي تتراوح من درجات الأزرق الفاتح إلى درجات الأحمر والبرتقاليّ، ويُعد هذا النوع من الملح أنقى شكل من أشكال الملح حسب عددٍ من الدراسات الأمريكية؛ لأنّه يخلو من الملوثات البيئية، والمواد الكيميائية التي تُضاف إلى أنواعٍ أٌخرى من الملح، مثل ملح الطعام الناعم.
الموقع والتركيب
وتقع “مملحة القصب” عند مدينة القصب على بعد 3 كلم نحو الجنوب، على طريق القصب ثرمداء، وتبعد عن مدينة الرياض 170 كلم تقريبًا، وهي ذات مساحة واسعة تقترب من النفود الغربي “عريق البلدان”، وتقترب شرقًا من الطريق القادم من الرياض إلى القصب؛ حيث تظهر بعض المعالم لها في شكل أملاح وسبخات.
والمملحة عبارة عن “سبخة” تغذيها أودية الحمادة “العكرشية” وباطن القصب والمنجور والأبرق والعبيب بالمشاش؛ حيث تتجه من كل صوب لتستقر بأحمالها من المياه والرمال والأملاح مشكلةً مساحة شاسعة من الأرض الفقيرة زراعيًا ونباتيًا؛ حيث لا يعيش نبات ولا ينمو شجر، سوى شجيرات “الطرفا”.
إنتاج من “برك الملح”
ويتطلب إنتاج الملح وقتًا وجهدًا ومتابعة مستمرة، وكان الأمر قديمًا يتطلب اختيار الأرض المناسبة أولاً بحيث تكون سبخة، ومن ثم وضع حواجز ترابية تمنع السيول من مداهمتها، ثم يتم حفرة دائرية كالبئر، من أجل أن تخرج منها المياه على بُعد بضعة أمتار نظرًا لقرب المياه الجوفية في موقع المملحة، وتسمى تلك الحفرة بـ”عين الجفر”، وكان عمق البئر لا يتجاوز ثلاثة أمتار، لكن بسبب كثرة نزح الماء أصبحت الآن بعمق يصل إلى تسعة أمتار.
وبعد حفر البئر السطحية الدائرية، توضع برك بأحجام مختلفة بعضها بعرض 15م وطول 30م، وبعضها الآخر بأحجام أكبر تصل إلى 30 م في 60م. وتمد “البئر السطحية”، “البرك” بالمياه المالحة، إذ تملأ “البرك” بالمياه من “البئر”، وتترك لتجف بفعل حرارة الشمس، وبعد ذلك يبدأ العمال باستخراج الملح الأبيض النقي من تلك البرك، وقد يكون أحيانًا فيه شوائب ترابية، فيضطر العاملون إلى غسله بالماء المالح حتى يكتسيه البياض.
نقاء الثلج
ويحدد نقاء الملح وبياضه الناصع مدى صفاء الماء المستخرج من “البئر”؛ فكلّما كان نقيًا اسُتخرج ملحًا أبيض نقيًا بنقاء الثلج، وهذه العملية تستمر طوال العام؛ فإذا استخرج الملح من البرك ترك ليجف ويعبأ، ثم تملأ تلك البرك من البئر السطحية، وهكذا.
“البرك” ومستوى الإنتاج
وتحتوي مملحة القصب على عددٍ من الممالح تسمى “الجفارة”، وتعود ملكيتها لعددٍ من المواطنين، إذ المواطن الواحد يمتلك غالبًا بئرًا سطحية وعددًا من البرك، وتنتج البركة الواحدة متوسطة المساحة نحو 100 ألف كلجم من الملح؛ حيث يجفف على جوانبها لتنقله السيارات متوسطة الحمولة، والتي تنقل في الرد الواحد نحو 4000 كلجم يعبأ في أكياس من البلاستيك زنة الكيس نحو 3.5 كلجم، وهناك من السيارات ما يزيد على 50 سيارة نقل متوسطة، بالإضافة إلى سيارات كبيرة تنقل الأكياس ذات العبوة الأكثر، والتي تصل إلى 30 كلجم و50 كلجم، وهي تصدر داخل المملكة وخارجها، إذ تصدر لجميع مناطق المملكة ودول الخليج.
التقنية وخفض السعر
وبعد ظهور التقنية الحديثة والمعدات الثقيلة المتطورة، تقلّصت المشقة على العاملين في إنتاج الملح، وزادت كمية استخراجه بكميات كبيرة وتجارية أسهمت في خفض كلفة الإنتاج بعد تقليص عدد العمالة الكبير الذي كان يتطلبها العمل، حيث باتت المعدات تتولى حفر البرك بأعماق كبيرة ومساحات واسعة؛ وبعد جفاف البرك من المياه أصبحت المعدات هي التي تخرج الملح النقي، وأصبحت مهمة العمالة العمل على تشغيل هذه المعدات الحديثة، وفي التعبئة اليدوية والتحميل في السيارات للتسويق؛ مما انعكس بدوره على المردود الاقتصادي، وزاد من كمية الإنتاج ووفرته.
ولعل الإنتاج بكميات كبيرة أضر كثيرًا بالسعر؛ ما جعله يهبط بتواصل من ثلاثة ريالات وأربعة منذ سنوات إلى ريال واحد أو ريالين، للكيس الواحد زنة 3.5 كلجم، فكومة الملح تصل إلى 20 ألف كلجم، يمكن تعبئتها في جلسات متتابعة لعمال الملح، والسيارات تنقل أولاً بأول، بحيث تحمل السيارة قرابة 1500 كيس أو نحو 400 كلجم.
ولا يرى العامل في مجال إنتاج الملح أهمية تذكر لنقص وتدني الأسعار ما دام الإنتاج الغزير يحقق له دخلاً يقابل جهده، لكن الاستنزاف واضح من خلال مراقبة هبوط مستوى المياه، وعدم الحصول عليها في المستويات المعتادة، والتي كانت تصل إلى ثلاثة أمتار، وقد هبطت إلى عمق يقارب تسعة أمتار؛ مما يشكل خطرًا على إنتاج الملح على المدى البعيد.
“المملحة” والسياحة
في السنوات الأخيرة أصبحت “مملحة القصب” مقصدًا للسائحين، وخصوصًا الأجانب، إذ يتم تنظيم البرامج السياحية للوفود التي تزور مملحة القصب، وقد نالت طريقة إنتاج الملح وتعبئته إعجاب السياح، وأضحت “مملحة القصب” من المواقع السياحية الشهيرة بمنطقة الوشم، وتقف جنبًا إلى جنب مع المواقع السياحية الشهيرة بالمنطقة.
احتياجات ضرورية
وعلى الرغم من مرور أعمدة الكهرباء بالقرب من المملحة، إلا أن منطقة إنتاج الملح تخلو من الكهرباء، كما تحتاج المملحة إلى سفلتة الطرق المؤدية لأماكن استخراج الملح “البرك والجفار”، ولاسيما أن المنطقة “سبخة” يصعب سير المركبات فيها، خصوصًا في مواسم السيول والأمطار.
[ad_2]
Source link