في أروقة الجامعة..!

في أروقة الجامعة..!

[ad_1]

في عام 2012 جاءني خبر إعلان لوظائف في إحدى جامعات السعودية كـ(معيد) بدرجة البكالوريوس، وأنا حينئذ كنت حاصلاً على درجة الماجستير؛ فتقدمت بالطلب، ومكثت تقريبًا أكثر من شهر في انتظار الرد. نسيت الأمر، خاصة بعد متابعة شبه يومية لموقعهم. وأثناء تجوُّلي في معرض الكتاب بالرياض عام 2012م جلستُ في أحد أركان المعرض مع بعض الزملاء، فانشغل صديقي عني بالرد على أحد الزوار، والإجابة عن استفساراته. حينها أخذت جوالي، وبدأت أتصفح موقع الجامعة التي كنت قد تقدمت بطلبي فيها للتوظيف. فوجئت بأن أسماء المرشحين أُعلنت بدون سابق إنذار، وأن اليوم التالي هو آخر يوم لتقديم الأوراق الرسمية للمصادقة. اعتذرت إلى صديقي، وخرجت مباشرة من المعرض، واتجهت إلى مقر السكن. أثناء ذلك كنت أبحث عن رحلة طيران لتلك المدينة فما وجدت إلا مقعدًا واحدًا في الدرجة الأولى فقط. وصلت مقر السكن، وبدأت التجهيز للمغادرة المفاجئة.

فجر اليوم التالي وأنا بالمطار متجه للجامعة ركبت الطائرة، وجلس بجانبي رجل لا أعرفه، وبدأنا بالحديث المنوع، وعند اقترابنا للوصول قال لي: “أنا معي سيارة، وسأوصلك عند باب الجامعة”. قدمت له الشكر الجزيل. أوصلني مشكورًا للجامعة، ودخلت بشنطة السفر، ووضعتها تحت الدرج، بالرغم من أن فيها أشياء مهمة، لكن منظري بشنطة السفر غير مناسب وأنا أتجول في أروقة الجامعة التي لم تُعطِنا خبرًا أو رسالة نصية، ولولا الله ثم متابعتي شبه اليومية للموقع لذهب الموعد.

ذهبتُ إلى الكلية المقصودة، واتجهت للموظف طابق الأوراق، ثم قال اذهب لعميد الكلية. انطلقتُ لمكتبه، فرحَّب بي، وسألني بعض الأسئلة، ثم قال: “تعالَ في اليوم الفلاني”.

عدتُ إلى مدينتي بسيارة أجرة.

جاء اليوم الموعود، وذهبت لعميد الكلية مرة أخرى. صدقًا استقبلني بكل خُلق، ولكنه اعتذر إليَّ، وقال: الوظيفة لحملة البكالوريوس فقط، وأنت تحمل الماجستير، وبإذن الله سنعلن وظائف أخرى قريبًا! استغربتُ من العذر، لكن “ما حيلة المضطر إلا ركوبها”.

بعد أشهر أعلنت الجامعة مرة أخرى وظائف لحملة الماجستير، وبالتخصص نفسه.

ذهبت للجامعة، وقبلها تقدمت بالطلب الإلكتروني، وأصبحت يوميًّا أدخل على الموقع الإلكتروني للجامعة حتى قاموا بإعلان موعد تدقيق المستندات. سافرت مرة أخرى للجامعة، وقدمت أوراقي، وطلبوا مني العودة في يوم آخر لعمل مقابلة شخصية. حضرتُ مرة أخرى في الموعد، ولكن بدون شنطة سفري. أجرى المقابلة عميد الكلية، وبدأ يسألني باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وأنا أجيبه. قال لي أتتعهد بتحضير الدكتوراه خارج السعودية، وتوقِّع على ذلك، وأن تكون وظيفتك إدارية حتى تأتي بشهادة الدكتوراه؟ صدقًا، لا أعرف مدى نظامية ذلك، لكن وافقت.

قال: بعد أيام سنقوم بإعلان المرشح، وأنت الذي تنطبق عليه الشروط إلى الآن.

أخذ رقم جوالي الخاص، وأعطاني رقمه الخاص، ثم تفرقنا. بعد أسابيع ظهرت الأسماء دون أن يتم ترشيحي!

أرسلت لعميد الكلية عن معرفة السبب؛ فاعتذر إليَّ، ولا أعرف ما السبب إلى الآن؟!

تدور الأيام، وبعد 9 سنوات، وقبل أيام، يأتيني اتصال من أحد أعضاء هيئة التدريس بتلك الجامعة، يطلب مني المشاركة في إحدى المحاضرات للحديث عن “الاتصال والتواصل والسمعة المؤسسية وتأثيرها في الإعلان” لطلاب درجة الماجستير.

سواء قمت بذلك أو اعتذرت، جال في خاطري شريط الذكريات لتلك الأيام التي حفظت فيها ممرات الجامعة ذهابًا وعودة.

حمدتُ الله على ما أنا فيه من نعمة، وأيقنت بعد فضل الله أنك عندما تثبت تميُّزك، وتستمر في تطوير ذاتك – بعد توفيق الله – يأتيك الخير بذلك.

أجزم أن هناك نماذج لاقت أشد مني تحديات وصعوبات، ثم تطورت، وأبدلها الله بحال أفضل.

الأهم: استمر في تطوير نفسك، وثق بالله قبل ذلك، ثم بنفسك، واستشر المختصين.

ودعوات الوالد والمحبين كان لها الأثر العميق – ولله الحمد -. وقبل ذلك كله توفيق الله سبحانه، وخيره علينا.

شكرًا لك يا الله على نعمك..

في أروقة الجامعة..!


سبق

في عام 2012 جاءني خبر إعلان لوظائف في إحدى جامعات السعودية كـ(معيد) بدرجة البكالوريوس، وأنا حينئذ كنت حاصلاً على درجة الماجستير؛ فتقدمت بالطلب، ومكثت تقريبًا أكثر من شهر في انتظار الرد. نسيت الأمر، خاصة بعد متابعة شبه يومية لموقعهم. وأثناء تجوُّلي في معرض الكتاب بالرياض عام 2012م جلستُ في أحد أركان المعرض مع بعض الزملاء، فانشغل صديقي عني بالرد على أحد الزوار، والإجابة عن استفساراته. حينها أخذت جوالي، وبدأت أتصفح موقع الجامعة التي كنت قد تقدمت بطلبي فيها للتوظيف. فوجئت بأن أسماء المرشحين أُعلنت بدون سابق إنذار، وأن اليوم التالي هو آخر يوم لتقديم الأوراق الرسمية للمصادقة. اعتذرت إلى صديقي، وخرجت مباشرة من المعرض، واتجهت إلى مقر السكن. أثناء ذلك كنت أبحث عن رحلة طيران لتلك المدينة فما وجدت إلا مقعدًا واحدًا في الدرجة الأولى فقط. وصلت مقر السكن، وبدأت التجهيز للمغادرة المفاجئة.

فجر اليوم التالي وأنا بالمطار متجه للجامعة ركبت الطائرة، وجلس بجانبي رجل لا أعرفه، وبدأنا بالحديث المنوع، وعند اقترابنا للوصول قال لي: “أنا معي سيارة، وسأوصلك عند باب الجامعة”. قدمت له الشكر الجزيل. أوصلني مشكورًا للجامعة، ودخلت بشنطة السفر، ووضعتها تحت الدرج، بالرغم من أن فيها أشياء مهمة، لكن منظري بشنطة السفر غير مناسب وأنا أتجول في أروقة الجامعة التي لم تُعطِنا خبرًا أو رسالة نصية، ولولا الله ثم متابعتي شبه اليومية للموقع لذهب الموعد.

ذهبتُ إلى الكلية المقصودة، واتجهت للموظف طابق الأوراق، ثم قال اذهب لعميد الكلية. انطلقتُ لمكتبه، فرحَّب بي، وسألني بعض الأسئلة، ثم قال: “تعالَ في اليوم الفلاني”.

عدتُ إلى مدينتي بسيارة أجرة.

جاء اليوم الموعود، وذهبت لعميد الكلية مرة أخرى. صدقًا استقبلني بكل خُلق، ولكنه اعتذر إليَّ، وقال: الوظيفة لحملة البكالوريوس فقط، وأنت تحمل الماجستير، وبإذن الله سنعلن وظائف أخرى قريبًا! استغربتُ من العذر، لكن “ما حيلة المضطر إلا ركوبها”.

بعد أشهر أعلنت الجامعة مرة أخرى وظائف لحملة الماجستير، وبالتخصص نفسه.

ذهبت للجامعة، وقبلها تقدمت بالطلب الإلكتروني، وأصبحت يوميًّا أدخل على الموقع الإلكتروني للجامعة حتى قاموا بإعلان موعد تدقيق المستندات. سافرت مرة أخرى للجامعة، وقدمت أوراقي، وطلبوا مني العودة في يوم آخر لعمل مقابلة شخصية. حضرتُ مرة أخرى في الموعد، ولكن بدون شنطة سفري. أجرى المقابلة عميد الكلية، وبدأ يسألني باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وأنا أجيبه. قال لي أتتعهد بتحضير الدكتوراه خارج السعودية، وتوقِّع على ذلك، وأن تكون وظيفتك إدارية حتى تأتي بشهادة الدكتوراه؟ صدقًا، لا أعرف مدى نظامية ذلك، لكن وافقت.

قال: بعد أيام سنقوم بإعلان المرشح، وأنت الذي تنطبق عليه الشروط إلى الآن.

أخذ رقم جوالي الخاص، وأعطاني رقمه الخاص، ثم تفرقنا. بعد أسابيع ظهرت الأسماء دون أن يتم ترشيحي!

أرسلت لعميد الكلية عن معرفة السبب؛ فاعتذر إليَّ، ولا أعرف ما السبب إلى الآن؟!

تدور الأيام، وبعد 9 سنوات، وقبل أيام، يأتيني اتصال من أحد أعضاء هيئة التدريس بتلك الجامعة، يطلب مني المشاركة في إحدى المحاضرات للحديث عن “الاتصال والتواصل والسمعة المؤسسية وتأثيرها في الإعلان” لطلاب درجة الماجستير.

سواء قمت بذلك أو اعتذرت، جال في خاطري شريط الذكريات لتلك الأيام التي حفظت فيها ممرات الجامعة ذهابًا وعودة.

حمدتُ الله على ما أنا فيه من نعمة، وأيقنت بعد فضل الله أنك عندما تثبت تميُّزك، وتستمر في تطوير ذاتك – بعد توفيق الله – يأتيك الخير بذلك.

أجزم أن هناك نماذج لاقت أشد مني تحديات وصعوبات، ثم تطورت، وأبدلها الله بحال أفضل.

الأهم: استمر في تطوير نفسك، وثق بالله قبل ذلك، ثم بنفسك، واستشر المختصين.

ودعوات الوالد والمحبين كان لها الأثر العميق – ولله الحمد -. وقبل ذلك كله توفيق الله سبحانه، وخيره علينا.

شكرًا لك يا الله على نعمك..

13 أكتوبر 2021 – 7 ربيع الأول 1443

12:27 AM


في أروقة الجامعة..!

بدر الغامديالرياض

في عام 2012 جاءني خبر إعلان لوظائف في إحدى جامعات السعودية كـ(معيد) بدرجة البكالوريوس، وأنا حينئذ كنت حاصلاً على درجة الماجستير؛ فتقدمت بالطلب، ومكثت تقريبًا أكثر من شهر في انتظار الرد. نسيت الأمر، خاصة بعد متابعة شبه يومية لموقعهم. وأثناء تجوُّلي في معرض الكتاب بالرياض عام 2012م جلستُ في أحد أركان المعرض مع بعض الزملاء، فانشغل صديقي عني بالرد على أحد الزوار، والإجابة عن استفساراته. حينها أخذت جوالي، وبدأت أتصفح موقع الجامعة التي كنت قد تقدمت بطلبي فيها للتوظيف. فوجئت بأن أسماء المرشحين أُعلنت بدون سابق إنذار، وأن اليوم التالي هو آخر يوم لتقديم الأوراق الرسمية للمصادقة. اعتذرت إلى صديقي، وخرجت مباشرة من المعرض، واتجهت إلى مقر السكن. أثناء ذلك كنت أبحث عن رحلة طيران لتلك المدينة فما وجدت إلا مقعدًا واحدًا في الدرجة الأولى فقط. وصلت مقر السكن، وبدأت التجهيز للمغادرة المفاجئة.

فجر اليوم التالي وأنا بالمطار متجه للجامعة ركبت الطائرة، وجلس بجانبي رجل لا أعرفه، وبدأنا بالحديث المنوع، وعند اقترابنا للوصول قال لي: “أنا معي سيارة، وسأوصلك عند باب الجامعة”. قدمت له الشكر الجزيل. أوصلني مشكورًا للجامعة، ودخلت بشنطة السفر، ووضعتها تحت الدرج، بالرغم من أن فيها أشياء مهمة، لكن منظري بشنطة السفر غير مناسب وأنا أتجول في أروقة الجامعة التي لم تُعطِنا خبرًا أو رسالة نصية، ولولا الله ثم متابعتي شبه اليومية للموقع لذهب الموعد.

ذهبتُ إلى الكلية المقصودة، واتجهت للموظف طابق الأوراق، ثم قال اذهب لعميد الكلية. انطلقتُ لمكتبه، فرحَّب بي، وسألني بعض الأسئلة، ثم قال: “تعالَ في اليوم الفلاني”.

عدتُ إلى مدينتي بسيارة أجرة.

جاء اليوم الموعود، وذهبت لعميد الكلية مرة أخرى. صدقًا استقبلني بكل خُلق، ولكنه اعتذر إليَّ، وقال: الوظيفة لحملة البكالوريوس فقط، وأنت تحمل الماجستير، وبإذن الله سنعلن وظائف أخرى قريبًا! استغربتُ من العذر، لكن “ما حيلة المضطر إلا ركوبها”.

بعد أشهر أعلنت الجامعة مرة أخرى وظائف لحملة الماجستير، وبالتخصص نفسه.

ذهبت للجامعة، وقبلها تقدمت بالطلب الإلكتروني، وأصبحت يوميًّا أدخل على الموقع الإلكتروني للجامعة حتى قاموا بإعلان موعد تدقيق المستندات. سافرت مرة أخرى للجامعة، وقدمت أوراقي، وطلبوا مني العودة في يوم آخر لعمل مقابلة شخصية. حضرتُ مرة أخرى في الموعد، ولكن بدون شنطة سفري. أجرى المقابلة عميد الكلية، وبدأ يسألني باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وأنا أجيبه. قال لي أتتعهد بتحضير الدكتوراه خارج السعودية، وتوقِّع على ذلك، وأن تكون وظيفتك إدارية حتى تأتي بشهادة الدكتوراه؟ صدقًا، لا أعرف مدى نظامية ذلك، لكن وافقت.

قال: بعد أيام سنقوم بإعلان المرشح، وأنت الذي تنطبق عليه الشروط إلى الآن.

أخذ رقم جوالي الخاص، وأعطاني رقمه الخاص، ثم تفرقنا. بعد أسابيع ظهرت الأسماء دون أن يتم ترشيحي!

أرسلت لعميد الكلية عن معرفة السبب؛ فاعتذر إليَّ، ولا أعرف ما السبب إلى الآن؟!

تدور الأيام، وبعد 9 سنوات، وقبل أيام، يأتيني اتصال من أحد أعضاء هيئة التدريس بتلك الجامعة، يطلب مني المشاركة في إحدى المحاضرات للحديث عن “الاتصال والتواصل والسمعة المؤسسية وتأثيرها في الإعلان” لطلاب درجة الماجستير.

سواء قمت بذلك أو اعتذرت، جال في خاطري شريط الذكريات لتلك الأيام التي حفظت فيها ممرات الجامعة ذهابًا وعودة.

حمدتُ الله على ما أنا فيه من نعمة، وأيقنت بعد فضل الله أنك عندما تثبت تميُّزك، وتستمر في تطوير ذاتك – بعد توفيق الله – يأتيك الخير بذلك.

أجزم أن هناك نماذج لاقت أشد مني تحديات وصعوبات، ثم تطورت، وأبدلها الله بحال أفضل.

الأهم: استمر في تطوير نفسك، وثق بالله قبل ذلك، ثم بنفسك، واستشر المختصين.

ودعوات الوالد والمحبين كان لها الأثر العميق – ولله الحمد -. وقبل ذلك كله توفيق الله سبحانه، وخيره علينا.

شكرًا لك يا الله على نعمك..



[ad_2]

Source link

Leave a Reply