لا تتعلق الواقعة الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي المنسوبة لرئيس قسم العظام بجامعة عين شمس في مصر، بحدث طبي أو حتى خطأ طبي جسيم، إنما بتسريب فيديو مهين يظهر فيه ذلك الطبيب وكأنما يلوم ممرضه على إهانته لكلبه، طالباً منه الاعتذار عبر «السجود» للكلب.
وتم تداول فيديو الطبيب والممرض المسن بشكل واسع، في صدمة تلقفها الرأي العام في مصر وسط تساؤلات حول ماهية هذا السياق المذل الذي تعرض له الممرض على يد طبيبه، ما دفع النائب العام، الجمعة، لفتح التحقيق في واقعة المقطع المتداول الخاص بتلك الإهانة لممرض.
وبدأ، السبت، الممرض ضحية واقعة الاعتداء من قبل الطبيب، بالإدلاء بأقواله للنيابة العامة في الواقعة، فيما قال محاميه إن ما فعله الطبيب «يمثل ازدراء للأديان بطلبه السجود والصلاة للكلب»، وفي الوقت نفسه لم يحضر الطبيب المتورط في الواقعة التحقيق.
وكانت نقابة الأطباء في مصر، أعلنت الجمعة، إحالة هذا الطبيب إلى لجنة آداب المهنة بالنقابة للتحقيق معه بسبب تلك الواقعة معربة عن «استيائها الشديد من محتوى الفيديو المتداول حالياً والذي يحتوي على إهانات من الطبيب لممرض داخل المستشفى».
تم التوصل للطبيب عبر تقصي الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية لمحتوى الفيديو الرائج عبر مواقع التواصل، مدته أربع دقائق، حتى تم التعرف فيه على أربعة أطراف، وهم الطبيب المدان، والممرض، واثنان من أفراد الأمن بالمستشفى الخاص الذين استعان بهم الطبيب لإجبار الممرض على «السجود» لكلبه، وسط رفض وانهيار من الممرض مرددا: «حرام يا دكتور»، متوسلاً له بدلا من إجباره على السجود للكلب بأن يقوم بتعذيبه بتوصيله بالكهرباء، معتبرا أن ذلك سيكون عليه أهون، فيما ظل الطبيب يلح عليه لإجباره على تنفيذ أمره.
ومثل تصوير الفيديو محل الهجوم في أحد المستشفيات ورطة بالنسبة لمستشفى عين شمس الحكومي الذي يرأس الطبيب المدان قسم العظام به، فخرج في بيان رسمي له جاء فيه: «بشأن الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي والمتعلق بإهانة أحد الأساتذة بالجامعة لأحد الممرضين، ينفي المركز الإعلامي لجامعة عين شمس حدوث الواقعة داخل مستشفيات الجامعة، وتوضح أنها حدثت داخل أحد المستشفيات الخاصة».
وهو ما تلاه تصريح من وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار، بضرورة التحقيق الفوري في الواقعة، وسرعة إحالة واقعة إهانة رئيس قسم العظام بكلية طب عين شمس، لعضو هيئة التمريض، للتحقيق الفوري التي وصفها في كلمته بأنها «تتنافى مع الأعراف والتقاليد الجامعية وأخلاقيات أعضاء هيئة التدريس»، مطالباً باتخاذ كل التدابير لصون كرامة أعضاء هيئة التمريض على حد تعبيره.