المدير المتحاذق

المدير المتحاذق

[ad_1]

في حديث مع أحد الأصدقاء عن أنماط المديرين، ومدى تذمُّره من مديره الذي وصفه بـ”المتحاذق”، استوقفتني هذه الكلمة، وأخذنا نقاشٌ مسهب في توصيف هذه النوعية من المديرين، واستحضرنا كتابات القصيبي، ومقالات الرواد في الإدارة، ولكن كل هذه النقاشات لم تشد انتباهي مثلما فعلت رسالة واتس، قرأها صديقي من جواله، قال فيها:

“كل ما يملكون

لابتوب على الكتف

كوب قهوة من ماركة مشهورة

عرض باوربوينت وجداول إكسل

وكلمة، وش تسمونه بالعربي؟

ويدور على وظيفة في جهة ثانية”.

وأضاف: التحاذق الإداري هو إبداء الثقة المفرطة والعمياء التي يغطي بها المتحاذق جانب ضعف المهارات لديه. قد لا ينكشف في البداية، ولكنه مع الوقت ينكشف، ويبدأ ظهور الأخطاء، “وتبلش” فيه الجهة! انتهى كلامه.

في الحقيقة راق لي الوصف كثيرًا، ولامس بعض الحقيقة المُرّة للأسف؛ فمع فتح الاستقطاب في الوظائف الحكومية بدأنا نلاحظ وجود هؤلاء المتحاذقين على رأس بعض الوظائف القيادية في المنظمات الحكومية. وسؤال المليون هنا: كيف وصلوا لهذه المناصب؟ هل بسبب الكفاءة الاستثنائية النوعية التي يحظى بها هؤلاء، التي تجعل المنظمات لا تنظر لما لديها من موارد بشرية، وتتجه للاستقطاب؟ أم إن مسؤولي الاستقطاب لا تتوافر لديهم الأدوات العلمية الدقيقة التي تعطي تقييمًا عادلاً ومنطقيًّا للمهارات المطلوبة لشغل وظيفة ما؟

وفي الواقع، أنا أميل للخيار الثاني؛ فالأدوات التي يُبنى عليها الاختيار في الكثير من الجهات الحكومية تخضع لرأي المسؤول عن الجهة في الغالب، وليس على معايير تقييم المهارات التي يُفترض أن تُطبِّقها إدارات الموارد البشرية. وربما بنى مسؤولو الاستقطاب في الجهات اختيارهم على (بروفايل) هذا المستقطب الذي بناه في الغالب في بيئات مختلفة كليًّا عن بيئة القطاع العام وتحدياته. وسبق أن كتبت مقالاً في ذلك، أوضحت فيه أن الكثير من قيادات القطاع الخاص لا تنجح في القطاع الحكومي؛ لأن أدوات التمكين مختلفة.

مجمل القول، وبكل بساطة: إذا كان المسؤول لا يعي مبدأ الجدارة في العمل فلماذا لا يُطبَّق مبدأ الاحتراف في كرة القدم؛ إذ إن القاعدة تقول “إذا كان المحترف الأجنبي الذي يشغل خانة المحلي ضعيف المستوى، أو أنه يساوي أداء اللاعب المحلي، فالأولى بالخانة هنا هو اللاعب المحلي”؛ على الأقل فهو غير مكلف، ويمكنه الاجتهاد وإثبات نفسه والاستثمار فيه في محله؛ فهو يبقى ابن النادي البار؛ يغار عليه، وتهمه سمعته.

أيها المسؤول عن الاستقطاب، تأملها وأسقطها على استقطاباتك القادمة.

المدير المتحاذق


سبق

في حديث مع أحد الأصدقاء عن أنماط المديرين، ومدى تذمُّره من مديره الذي وصفه بـ”المتحاذق”، استوقفتني هذه الكلمة، وأخذنا نقاشٌ مسهب في توصيف هذه النوعية من المديرين، واستحضرنا كتابات القصيبي، ومقالات الرواد في الإدارة، ولكن كل هذه النقاشات لم تشد انتباهي مثلما فعلت رسالة واتس، قرأها صديقي من جواله، قال فيها:

“كل ما يملكون

لابتوب على الكتف

كوب قهوة من ماركة مشهورة

عرض باوربوينت وجداول إكسل

وكلمة، وش تسمونه بالعربي؟

ويدور على وظيفة في جهة ثانية”.

وأضاف: التحاذق الإداري هو إبداء الثقة المفرطة والعمياء التي يغطي بها المتحاذق جانب ضعف المهارات لديه. قد لا ينكشف في البداية، ولكنه مع الوقت ينكشف، ويبدأ ظهور الأخطاء، “وتبلش” فيه الجهة! انتهى كلامه.

في الحقيقة راق لي الوصف كثيرًا، ولامس بعض الحقيقة المُرّة للأسف؛ فمع فتح الاستقطاب في الوظائف الحكومية بدأنا نلاحظ وجود هؤلاء المتحاذقين على رأس بعض الوظائف القيادية في المنظمات الحكومية. وسؤال المليون هنا: كيف وصلوا لهذه المناصب؟ هل بسبب الكفاءة الاستثنائية النوعية التي يحظى بها هؤلاء، التي تجعل المنظمات لا تنظر لما لديها من موارد بشرية، وتتجه للاستقطاب؟ أم إن مسؤولي الاستقطاب لا تتوافر لديهم الأدوات العلمية الدقيقة التي تعطي تقييمًا عادلاً ومنطقيًّا للمهارات المطلوبة لشغل وظيفة ما؟

وفي الواقع، أنا أميل للخيار الثاني؛ فالأدوات التي يُبنى عليها الاختيار في الكثير من الجهات الحكومية تخضع لرأي المسؤول عن الجهة في الغالب، وليس على معايير تقييم المهارات التي يُفترض أن تُطبِّقها إدارات الموارد البشرية. وربما بنى مسؤولو الاستقطاب في الجهات اختيارهم على (بروفايل) هذا المستقطب الذي بناه في الغالب في بيئات مختلفة كليًّا عن بيئة القطاع العام وتحدياته. وسبق أن كتبت مقالاً في ذلك، أوضحت فيه أن الكثير من قيادات القطاع الخاص لا تنجح في القطاع الحكومي؛ لأن أدوات التمكين مختلفة.

مجمل القول، وبكل بساطة: إذا كان المسؤول لا يعي مبدأ الجدارة في العمل فلماذا لا يُطبَّق مبدأ الاحتراف في كرة القدم؛ إذ إن القاعدة تقول “إذا كان المحترف الأجنبي الذي يشغل خانة المحلي ضعيف المستوى، أو أنه يساوي أداء اللاعب المحلي، فالأولى بالخانة هنا هو اللاعب المحلي”؛ على الأقل فهو غير مكلف، ويمكنه الاجتهاد وإثبات نفسه والاستثمار فيه في محله؛ فهو يبقى ابن النادي البار؛ يغار عليه، وتهمه سمعته.

أيها المسؤول عن الاستقطاب، تأملها وأسقطها على استقطاباتك القادمة.

05 سبتمبر 2021 – 28 محرّم 1443

08:56 PM


المدير المتحاذق

يحيى فقيهيالرياض

في حديث مع أحد الأصدقاء عن أنماط المديرين، ومدى تذمُّره من مديره الذي وصفه بـ”المتحاذق”، استوقفتني هذه الكلمة، وأخذنا نقاشٌ مسهب في توصيف هذه النوعية من المديرين، واستحضرنا كتابات القصيبي، ومقالات الرواد في الإدارة، ولكن كل هذه النقاشات لم تشد انتباهي مثلما فعلت رسالة واتس، قرأها صديقي من جواله، قال فيها:

“كل ما يملكون

لابتوب على الكتف

كوب قهوة من ماركة مشهورة

عرض باوربوينت وجداول إكسل

وكلمة، وش تسمونه بالعربي؟

ويدور على وظيفة في جهة ثانية”.

وأضاف: التحاذق الإداري هو إبداء الثقة المفرطة والعمياء التي يغطي بها المتحاذق جانب ضعف المهارات لديه. قد لا ينكشف في البداية، ولكنه مع الوقت ينكشف، ويبدأ ظهور الأخطاء، “وتبلش” فيه الجهة! انتهى كلامه.

في الحقيقة راق لي الوصف كثيرًا، ولامس بعض الحقيقة المُرّة للأسف؛ فمع فتح الاستقطاب في الوظائف الحكومية بدأنا نلاحظ وجود هؤلاء المتحاذقين على رأس بعض الوظائف القيادية في المنظمات الحكومية. وسؤال المليون هنا: كيف وصلوا لهذه المناصب؟ هل بسبب الكفاءة الاستثنائية النوعية التي يحظى بها هؤلاء، التي تجعل المنظمات لا تنظر لما لديها من موارد بشرية، وتتجه للاستقطاب؟ أم إن مسؤولي الاستقطاب لا تتوافر لديهم الأدوات العلمية الدقيقة التي تعطي تقييمًا عادلاً ومنطقيًّا للمهارات المطلوبة لشغل وظيفة ما؟

وفي الواقع، أنا أميل للخيار الثاني؛ فالأدوات التي يُبنى عليها الاختيار في الكثير من الجهات الحكومية تخضع لرأي المسؤول عن الجهة في الغالب، وليس على معايير تقييم المهارات التي يُفترض أن تُطبِّقها إدارات الموارد البشرية. وربما بنى مسؤولو الاستقطاب في الجهات اختيارهم على (بروفايل) هذا المستقطب الذي بناه في الغالب في بيئات مختلفة كليًّا عن بيئة القطاع العام وتحدياته. وسبق أن كتبت مقالاً في ذلك، أوضحت فيه أن الكثير من قيادات القطاع الخاص لا تنجح في القطاع الحكومي؛ لأن أدوات التمكين مختلفة.

مجمل القول، وبكل بساطة: إذا كان المسؤول لا يعي مبدأ الجدارة في العمل فلماذا لا يُطبَّق مبدأ الاحتراف في كرة القدم؛ إذ إن القاعدة تقول “إذا كان المحترف الأجنبي الذي يشغل خانة المحلي ضعيف المستوى، أو أنه يساوي أداء اللاعب المحلي، فالأولى بالخانة هنا هو اللاعب المحلي”؛ على الأقل فهو غير مكلف، ويمكنه الاجتهاد وإثبات نفسه والاستثمار فيه في محله؛ فهو يبقى ابن النادي البار؛ يغار عليه، وتهمه سمعته.

أيها المسؤول عن الاستقطاب، تأملها وأسقطها على استقطاباتك القادمة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply