يقال إن الفيضانات التي شهدتها الصين وما زالت تعاني من آثارها هذه الأيام لم تحدث منذ ألف عام!

كما أن العالم جميعا يشهد فيضانات وحرائق لم يعهدها، وحالات جفاف، وانهيارات وغير ذلك من الأحوال الجوية المتقلبة.

ويؤكد الخبراء والعلماء أن هذه الأحوال ستتفاقم مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.

ومع أن جميع سكان الأرض سيلحقهم الأذى والضرر لكن وبالرغم من ذلك ستكون المجتمعات الفقيرة والمهمشة حسب تعبير (العنصرية البيئية) هم الأشد تضررا، وسيلحق بهم تغير المناخ خسائر لا يمكن تلافيها.

ما يقال الآن وتؤكده الأبحاث والدراسات إن العالم بحاجة إلى خفض انبعاثاته إلى النصف على الأقل بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي الصفر بحلول منتصف القرن لمنع أسوأ آثار تغير المناخ.

ولكن على الرغم من هذا الإلحاح في النشرات العلمية وبالرغم من الفوائد الاقتصادية والصحية الهائلة لاتخاذ إجراءات إصلاح مناخية، فإن معظم البلدان والشركات والدول والمدن لم تقم بعد بالتحولات الاقتصادية والمجتمعية المطلوبة لتأمين مستقبل أفضل.

كما أن انعدام الأمن الغذائي الحاد آخذ في الازدياد. لقد كان ما يقرب من 750 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي في عام 2019، وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 121 مليون شخص قد دفعوا إلى مستويات مماثلة من المخاطر بسبب كورونا.

ومن المتوقع أن يزداد هذا بسبب آثار تغير المناخ على النظم الغذائية العالمية وإنتاج المحاصيل.

يواجه المزارعون أصحاب المزارع الصغيرة بشكل متزايد الآثار التراكمية للجفاف والفيضانات وموجات الحر وحرائق الغابات، فضلاً عن آفات المحاصيل والأمراض. فإن لم تنتبه دول العالم يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى انخفاض المحاصيل على مستوى العالم بنسبة أكثر من 30 % بحلول عام 2050، وإذا أدى تناقص الإمدادات إلى ارتفاع الأسعار، فقد يواجه ما لا يقل عن 50 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، هذا ما يحذر منه العلماء.

وأعتقد أننا في المملكة من الدول القليلة الواعية لهذه المخاطر ووضعت مخططاتها للإصلاح المناخي في مشاريع مستقبلية شملتها رؤية ٢٠٣٠ المباركة، التي ندعو الله أن يحققها وينجحها.