نشأة مجموعة العشرين.. الولادة من رحم أزمات مالية عصفت بالعالم

نشأة مجموعة العشرين.. الولادة من رحم أزمات مالية عصفت بالعالم

[ad_1]

ارتكزت على كسر احتكار الدول الكبرى لإدارة الاقتصاد

انبثقت مجموعة العشرين إلى الوجود في أعقاب سلسلة من الأزمات المالية، التي عصفت بالاقتصاد العالمي طيلة خمس سنوات، بدأت بأزمة البيزو المكسيكي، التي نجمت إثر انخفاض مفاجئ لقيمة العملة المكسيكية مقابل الدولار الأمريكي في ديسمبر 1994؛ مما تسبب في أزمة مالية خانقة كان من تداعياتها حدوث تدفق هائل لرأس المال إلى خارج المكسيك، وعجزها عن تسديد أقساط ديونها، أما عن آثارها الإقليمية والدولية، فقد أدت الأزمة التي استمرت طوال عام 1995 إلى زعزعة أسواق المال والبورصات في بلدان أمريكا اللاتينية، وتدهور قيم مجموعة من العملات في الأسواق المالية بسنغافورة ولندن ونيويورك.

ولم يكد الاقتصاد العالمي يلتقط أنفاسه من تداعيات أزمة العملة المكسيكية، حتى مُنيّ في شهر يوليو عام 1997 بأزمة أضخم وأوسع في نطاقها الجغرافي، تفجرت بإعلان البنك المركزي التايلاندي، أن احتياطاته أقل مما كان معلناً مسبقاً؛ مما تسبب في انطلاق هجمة مضاربة شرسة على البات التايلندي، ترتب عليها انتقال العدوى إلى باقي دول شرق آسيا، مما أدى إلى هجرة ضخمة للرأس المال من هذه الدول، وتراجع قيمة عملات دول جنوب شرق آسيا (11 دولة) وكوريا الجنوبية واليابان، وانخفضت أسعار البورصة المالية وكل المنتجات، مقابل ارتفاعٍ هائل في القروض الخاصة، وأصيب القطاع المصرفي بالشلل، فأفلست عدة بنوك، فيما اضطر عدد آخر إلى الإغلاق، منها 16 بنكاً إندونيسيا و14 بنكاً في كوريا الجنوبية، وتمددت الأزمة فانعكست آثارها في أسواق العملات في اليونان وأوكرانيا والمجر وروسيا عام 1997، كما تأثرت الولايات المتحدة وانهار صندوق التحوط البارز في خريف عام 1998.

وضع التصور

على وقع تلك الأزمات التي هزت الاقتصاد العالمي بعنف، استقرت قناعة وزير المالية الكندي بول مارتن في عام 1999، على أنه يجب مشاركة الدول النامية في مناقشة قضايا الاقتصاد العالمي، ووضع الحلول الملائمة لها، وإنهاء احتكار الدول الكبرى والغربية للمسألة، وقد بدأ “مارتن” في طرح فكرته على نظيره الأمريكي وقتئذ لورانس سامرز، فاتفقا على تحقيقها، ويصف الكاتبان جون إبيتسون وتارا بيركنز، في تقرير لهما حمل عنوان ” كيف صنعت كندا مجموعة العشرين؟” مشهد البداية التي شرع فيها الوزيرين في 27 أبريل 1999وضع تصور لإنشاء مجموعة العشرين، بالقول: “جلس بول مارتن في مكتب لورانس سمرز الفسيح في مبنى وزارة الخزانة الأمريكية ذي الأعمدة اليونانية في واشنطن، بحثا عبثاً عن قطعة من الورق، ومع عدم وجود أي شيء في الأفق، أمسك الرجلان بمظروف بني اللون، ووضعاه على الطاولة بينهما، وبدآ في رسم إطار لنظام عالمي جديد”.

وفي ضوء اتفاقهما على أنه، لم تعد هناك إمكانية للاستمرار في فرض حلول على البلدان النامية، وضرورة توسيع مجموعة السبع، شرع الوزيران في اختيار الدول، التي ستنضم لمجموعة العشرين بالإضافة لدول مجموعة السبع، فاختارا الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا باعتبارها أكبر اقتصاد في القارة السمراء، ثم اختارا إندونيسيا والأرجنتين والسعودية من منطلق أهميتها الإستراتيجية للاقتصاد العالمي، واستمرا في تقييم الدول التي لها صلاحية الانضمام للمجموعة، حتى دونا أسماء 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد زهاء ثلاثة أشهر من اجتماعهما الثنائي في يونيو عام 1999، طرحت فكرة مجموعة العشرين في قمة كولونيا الألمانية لمجموعة السبع، وبعد أن حظيت بالموافقة، أُسست مجموعة العشرين رسمياً خلال اجتماع وزراء مالية الدول الصناعية السبع في 26 سبتمبر 1999.

إزاحة العراقيل

ولم يكن طريق إنشاء مجموعة العشرين ممهداً تماماً، فقد أثارت فرنسا وألمانيا المخاوف داخل مجموعة السبع، من أن إشراك الدولة النامية في رسم سياسات الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى إضعاف نفوذ دول المجموعة، كما سعت دول أوروبية مثل هولندا إلى الانضمام للمجموعة، ولكن “مارتن” كان حاسماً في غلق الباب تماماً في وجه تلك الدول، ونقل عنه جيم بيترسون الذي كان موظفاً في مكتبه أنه تحدث إلى مسؤول أوروبي في الهاتف قائلاً: “مرة واحدة وإلى الأبد، هولندا أو غيرها من الدول لن تحصل على عضوية مجموعة العشرين، وهذا كل ما في الأمر “، وأمام إصرار “مارتن” توافقت كل الدول على الإطار المحدد للمجموعة، وفي 25 سبتمبر 1999، عقد الاجتماع الأول لمجموعة العشرين في برلين برئاسة “مارتن”.

واستبق “مارتن” الاجتماع الأول لمجموعة العشرين برسالة أرسلها إلى نظرائه الغربيين قائلاً: “لن يكون هذا لقاء لوزراء مجموعة السبع وبعض الضيوف، سيحصل الجميع على مقعد متساوٍ على الطاولة، نحن الآن مجموعة العشرين، أكرر مراراً وتكراراً، لن توجد مجموعة السبع في هذا الاجتماع”، ولم يقتصر تصور مجموعة العشرين في ذهن “مارتن” على تلك الأطر، التي عرضت سلفاً بل كان يرى منذ البدء أن تعقد اجتماعات المجموعة على مستوى رؤساء دولها وليس وزراء ماليتها، ولكن هذه الجزئية من تصوره جوبهت في البدء بمعارضة قوية من جانب بعض الدول، لكن عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، أجمعت كل دول المجموعة على صواب فكرة “مارتن” برفع تمثيل الدول في اجتماعات المجموعة إلى مستوى الرؤساء، فعقدت أول قمة للمجموعة في واشنطن عام 2008، وقد شهدت تطوراً مهماً على صعيد أولويات المجموعة، فجرى توسيع جدول أعمالها ليشمل القضايا الاجتماعية والتنموية بعد أن كان قاصراً على القضايا الاقتصادية فقط.

قمة مجموعة العشرين بالرياض

نشأة مجموعة العشرين.. الولادة من رحم أزمات مالية عصفت بالعالم


سبق

انبثقت مجموعة العشرين إلى الوجود في أعقاب سلسلة من الأزمات المالية، التي عصفت بالاقتصاد العالمي طيلة خمس سنوات، بدأت بأزمة البيزو المكسيكي، التي نجمت إثر انخفاض مفاجئ لقيمة العملة المكسيكية مقابل الدولار الأمريكي في ديسمبر 1994؛ مما تسبب في أزمة مالية خانقة كان من تداعياتها حدوث تدفق هائل لرأس المال إلى خارج المكسيك، وعجزها عن تسديد أقساط ديونها، أما عن آثارها الإقليمية والدولية، فقد أدت الأزمة التي استمرت طوال عام 1995 إلى زعزعة أسواق المال والبورصات في بلدان أمريكا اللاتينية، وتدهور قيم مجموعة من العملات في الأسواق المالية بسنغافورة ولندن ونيويورك.

ولم يكد الاقتصاد العالمي يلتقط أنفاسه من تداعيات أزمة العملة المكسيكية، حتى مُنيّ في شهر يوليو عام 1997 بأزمة أضخم وأوسع في نطاقها الجغرافي، تفجرت بإعلان البنك المركزي التايلاندي، أن احتياطاته أقل مما كان معلناً مسبقاً؛ مما تسبب في انطلاق هجمة مضاربة شرسة على البات التايلندي، ترتب عليها انتقال العدوى إلى باقي دول شرق آسيا، مما أدى إلى هجرة ضخمة للرأس المال من هذه الدول، وتراجع قيمة عملات دول جنوب شرق آسيا (11 دولة) وكوريا الجنوبية واليابان، وانخفضت أسعار البورصة المالية وكل المنتجات، مقابل ارتفاعٍ هائل في القروض الخاصة، وأصيب القطاع المصرفي بالشلل، فأفلست عدة بنوك، فيما اضطر عدد آخر إلى الإغلاق، منها 16 بنكاً إندونيسيا و14 بنكاً في كوريا الجنوبية، وتمددت الأزمة فانعكست آثارها في أسواق العملات في اليونان وأوكرانيا والمجر وروسيا عام 1997، كما تأثرت الولايات المتحدة وانهار صندوق التحوط البارز في خريف عام 1998.

وضع التصور

على وقع تلك الأزمات التي هزت الاقتصاد العالمي بعنف، استقرت قناعة وزير المالية الكندي بول مارتن في عام 1999، على أنه يجب مشاركة الدول النامية في مناقشة قضايا الاقتصاد العالمي، ووضع الحلول الملائمة لها، وإنهاء احتكار الدول الكبرى والغربية للمسألة، وقد بدأ “مارتن” في طرح فكرته على نظيره الأمريكي وقتئذ لورانس سامرز، فاتفقا على تحقيقها، ويصف الكاتبان جون إبيتسون وتارا بيركنز، في تقرير لهما حمل عنوان ” كيف صنعت كندا مجموعة العشرين؟” مشهد البداية التي شرع فيها الوزيرين في 27 أبريل 1999وضع تصور لإنشاء مجموعة العشرين، بالقول: “جلس بول مارتن في مكتب لورانس سمرز الفسيح في مبنى وزارة الخزانة الأمريكية ذي الأعمدة اليونانية في واشنطن، بحثا عبثاً عن قطعة من الورق، ومع عدم وجود أي شيء في الأفق، أمسك الرجلان بمظروف بني اللون، ووضعاه على الطاولة بينهما، وبدآ في رسم إطار لنظام عالمي جديد”.

وفي ضوء اتفاقهما على أنه، لم تعد هناك إمكانية للاستمرار في فرض حلول على البلدان النامية، وضرورة توسيع مجموعة السبع، شرع الوزيران في اختيار الدول، التي ستنضم لمجموعة العشرين بالإضافة لدول مجموعة السبع، فاختارا الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا باعتبارها أكبر اقتصاد في القارة السمراء، ثم اختارا إندونيسيا والأرجنتين والسعودية من منطلق أهميتها الإستراتيجية للاقتصاد العالمي، واستمرا في تقييم الدول التي لها صلاحية الانضمام للمجموعة، حتى دونا أسماء 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد زهاء ثلاثة أشهر من اجتماعهما الثنائي في يونيو عام 1999، طرحت فكرة مجموعة العشرين في قمة كولونيا الألمانية لمجموعة السبع، وبعد أن حظيت بالموافقة، أُسست مجموعة العشرين رسمياً خلال اجتماع وزراء مالية الدول الصناعية السبع في 26 سبتمبر 1999.

إزاحة العراقيل

ولم يكن طريق إنشاء مجموعة العشرين ممهداً تماماً، فقد أثارت فرنسا وألمانيا المخاوف داخل مجموعة السبع، من أن إشراك الدولة النامية في رسم سياسات الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى إضعاف نفوذ دول المجموعة، كما سعت دول أوروبية مثل هولندا إلى الانضمام للمجموعة، ولكن “مارتن” كان حاسماً في غلق الباب تماماً في وجه تلك الدول، ونقل عنه جيم بيترسون الذي كان موظفاً في مكتبه أنه تحدث إلى مسؤول أوروبي في الهاتف قائلاً: “مرة واحدة وإلى الأبد، هولندا أو غيرها من الدول لن تحصل على عضوية مجموعة العشرين، وهذا كل ما في الأمر “، وأمام إصرار “مارتن” توافقت كل الدول على الإطار المحدد للمجموعة، وفي 25 سبتمبر 1999، عقد الاجتماع الأول لمجموعة العشرين في برلين برئاسة “مارتن”.

واستبق “مارتن” الاجتماع الأول لمجموعة العشرين برسالة أرسلها إلى نظرائه الغربيين قائلاً: “لن يكون هذا لقاء لوزراء مجموعة السبع وبعض الضيوف، سيحصل الجميع على مقعد متساوٍ على الطاولة، نحن الآن مجموعة العشرين، أكرر مراراً وتكراراً، لن توجد مجموعة السبع في هذا الاجتماع”، ولم يقتصر تصور مجموعة العشرين في ذهن “مارتن” على تلك الأطر، التي عرضت سلفاً بل كان يرى منذ البدء أن تعقد اجتماعات المجموعة على مستوى رؤساء دولها وليس وزراء ماليتها، ولكن هذه الجزئية من تصوره جوبهت في البدء بمعارضة قوية من جانب بعض الدول، لكن عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، أجمعت كل دول المجموعة على صواب فكرة “مارتن” برفع تمثيل الدول في اجتماعات المجموعة إلى مستوى الرؤساء، فعقدت أول قمة للمجموعة في واشنطن عام 2008، وقد شهدت تطوراً مهماً على صعيد أولويات المجموعة، فجرى توسيع جدول أعمالها ليشمل القضايا الاجتماعية والتنموية بعد أن كان قاصراً على القضايا الاقتصادية فقط.

20 نوفمبر 2020 – 5 ربيع الآخر 1442

02:00 AM


ارتكزت على كسر احتكار الدول الكبرى لإدارة الاقتصاد

انبثقت مجموعة العشرين إلى الوجود في أعقاب سلسلة من الأزمات المالية، التي عصفت بالاقتصاد العالمي طيلة خمس سنوات، بدأت بأزمة البيزو المكسيكي، التي نجمت إثر انخفاض مفاجئ لقيمة العملة المكسيكية مقابل الدولار الأمريكي في ديسمبر 1994؛ مما تسبب في أزمة مالية خانقة كان من تداعياتها حدوث تدفق هائل لرأس المال إلى خارج المكسيك، وعجزها عن تسديد أقساط ديونها، أما عن آثارها الإقليمية والدولية، فقد أدت الأزمة التي استمرت طوال عام 1995 إلى زعزعة أسواق المال والبورصات في بلدان أمريكا اللاتينية، وتدهور قيم مجموعة من العملات في الأسواق المالية بسنغافورة ولندن ونيويورك.

ولم يكد الاقتصاد العالمي يلتقط أنفاسه من تداعيات أزمة العملة المكسيكية، حتى مُنيّ في شهر يوليو عام 1997 بأزمة أضخم وأوسع في نطاقها الجغرافي، تفجرت بإعلان البنك المركزي التايلاندي، أن احتياطاته أقل مما كان معلناً مسبقاً؛ مما تسبب في انطلاق هجمة مضاربة شرسة على البات التايلندي، ترتب عليها انتقال العدوى إلى باقي دول شرق آسيا، مما أدى إلى هجرة ضخمة للرأس المال من هذه الدول، وتراجع قيمة عملات دول جنوب شرق آسيا (11 دولة) وكوريا الجنوبية واليابان، وانخفضت أسعار البورصة المالية وكل المنتجات، مقابل ارتفاعٍ هائل في القروض الخاصة، وأصيب القطاع المصرفي بالشلل، فأفلست عدة بنوك، فيما اضطر عدد آخر إلى الإغلاق، منها 16 بنكاً إندونيسيا و14 بنكاً في كوريا الجنوبية، وتمددت الأزمة فانعكست آثارها في أسواق العملات في اليونان وأوكرانيا والمجر وروسيا عام 1997، كما تأثرت الولايات المتحدة وانهار صندوق التحوط البارز في خريف عام 1998.

وضع التصور

على وقع تلك الأزمات التي هزت الاقتصاد العالمي بعنف، استقرت قناعة وزير المالية الكندي بول مارتن في عام 1999، على أنه يجب مشاركة الدول النامية في مناقشة قضايا الاقتصاد العالمي، ووضع الحلول الملائمة لها، وإنهاء احتكار الدول الكبرى والغربية للمسألة، وقد بدأ “مارتن” في طرح فكرته على نظيره الأمريكي وقتئذ لورانس سامرز، فاتفقا على تحقيقها، ويصف الكاتبان جون إبيتسون وتارا بيركنز، في تقرير لهما حمل عنوان ” كيف صنعت كندا مجموعة العشرين؟” مشهد البداية التي شرع فيها الوزيرين في 27 أبريل 1999وضع تصور لإنشاء مجموعة العشرين، بالقول: “جلس بول مارتن في مكتب لورانس سمرز الفسيح في مبنى وزارة الخزانة الأمريكية ذي الأعمدة اليونانية في واشنطن، بحثا عبثاً عن قطعة من الورق، ومع عدم وجود أي شيء في الأفق، أمسك الرجلان بمظروف بني اللون، ووضعاه على الطاولة بينهما، وبدآ في رسم إطار لنظام عالمي جديد”.

وفي ضوء اتفاقهما على أنه، لم تعد هناك إمكانية للاستمرار في فرض حلول على البلدان النامية، وضرورة توسيع مجموعة السبع، شرع الوزيران في اختيار الدول، التي ستنضم لمجموعة العشرين بالإضافة لدول مجموعة السبع، فاختارا الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا باعتبارها أكبر اقتصاد في القارة السمراء، ثم اختارا إندونيسيا والأرجنتين والسعودية من منطلق أهميتها الإستراتيجية للاقتصاد العالمي، واستمرا في تقييم الدول التي لها صلاحية الانضمام للمجموعة، حتى دونا أسماء 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد زهاء ثلاثة أشهر من اجتماعهما الثنائي في يونيو عام 1999، طرحت فكرة مجموعة العشرين في قمة كولونيا الألمانية لمجموعة السبع، وبعد أن حظيت بالموافقة، أُسست مجموعة العشرين رسمياً خلال اجتماع وزراء مالية الدول الصناعية السبع في 26 سبتمبر 1999.

إزاحة العراقيل

ولم يكن طريق إنشاء مجموعة العشرين ممهداً تماماً، فقد أثارت فرنسا وألمانيا المخاوف داخل مجموعة السبع، من أن إشراك الدولة النامية في رسم سياسات الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى إضعاف نفوذ دول المجموعة، كما سعت دول أوروبية مثل هولندا إلى الانضمام للمجموعة، ولكن “مارتن” كان حاسماً في غلق الباب تماماً في وجه تلك الدول، ونقل عنه جيم بيترسون الذي كان موظفاً في مكتبه أنه تحدث إلى مسؤول أوروبي في الهاتف قائلاً: “مرة واحدة وإلى الأبد، هولندا أو غيرها من الدول لن تحصل على عضوية مجموعة العشرين، وهذا كل ما في الأمر “، وأمام إصرار “مارتن” توافقت كل الدول على الإطار المحدد للمجموعة، وفي 25 سبتمبر 1999، عقد الاجتماع الأول لمجموعة العشرين في برلين برئاسة “مارتن”.

واستبق “مارتن” الاجتماع الأول لمجموعة العشرين برسالة أرسلها إلى نظرائه الغربيين قائلاً: “لن يكون هذا لقاء لوزراء مجموعة السبع وبعض الضيوف، سيحصل الجميع على مقعد متساوٍ على الطاولة، نحن الآن مجموعة العشرين، أكرر مراراً وتكراراً، لن توجد مجموعة السبع في هذا الاجتماع”، ولم يقتصر تصور مجموعة العشرين في ذهن “مارتن” على تلك الأطر، التي عرضت سلفاً بل كان يرى منذ البدء أن تعقد اجتماعات المجموعة على مستوى رؤساء دولها وليس وزراء ماليتها، ولكن هذه الجزئية من تصوره جوبهت في البدء بمعارضة قوية من جانب بعض الدول، لكن عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008، أجمعت كل دول المجموعة على صواب فكرة “مارتن” برفع تمثيل الدول في اجتماعات المجموعة إلى مستوى الرؤساء، فعقدت أول قمة للمجموعة في واشنطن عام 2008، وقد شهدت تطوراً مهماً على صعيد أولويات المجموعة، فجرى توسيع جدول أعمالها ليشمل القضايا الاجتماعية والتنموية بعد أن كان قاصراً على القضايا الاقتصادية فقط.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply