أكد الفنان التشكيلي الدكتور هيثم نوار أهمية معرض «رحلة الكتابة والخط» المقام حالياً في المتحف الوطني بالرياض، مشيداً بأهداف هذه المعارض التي تؤكّد اتساع الهوية الثقافية العربية، وتحدّ من حجم الانصهار الثقافي الذي أحدثته العولمة في أجيال اليوم، ومشيراً إلى إسهام المعرض في رسم مكانة فن الخط العربي على خريطة الفنون المعاصرة محلياً وعالمياً.

وقد شارك نوار في المعرض بعمله «اللغة البيكتوغرافية التوليدية»، الذي يتيح للزوّار إنشاء مخطوطة تصويرية جديدة على شاشة رقمية عبر جهاز ذكاء اصطناعي، وقال عن تجربته: «مشاركتي في هذا المعرض الجليل ما هي إلا تقدير لهذا النوع من الفنون وللثقافة العربية، خصوصاً عندما يقام في المتحف الوطني معرض يمزج بين الفنون القديمة، والقطع الأثرية، وبين الفنون المعاصرة كالتصميم، واستخدامات الذكاء الاصطناعي».

وأشار إلى تناول ربط المعرض التاريخي بين نشأة الكتابة، وتطور الخط العربي من حيث أشكاله ومدارسه، وعرض وسائط متعددة تستخدم في إبراز فن الحرف العربي وجمالياته، معتبراً المعرض فرصة رائعة لتقديم هذا الفن، ونشره عالمياً، بشكل غير تقليدي، يواكب التطورات التقنية لهذا العصر.

وأضاف: «تطور الحضارة الإسلامية أدى إلى ازدهار الخط العربي كفن مستقل بذاته، وبذلك تطورت مدارسه وأشكاله وممارسته أيضاً، وتعددت استخداماته دينياً كفن إسلامي فريد، ووظيفياً من خلال العمارة والكتب وغيرها».

واختتم نوار: «في الـ100 سنة الأخيرة خرجت استخدامات جمالية تستغل رونق الحرف العربي ومرونته، فأصبح عنصراً أساسياً من عناصر العمل الفني في إحدى مدارس الفن التشكيلي (الحروفية)، والآن مع استخدامات الذكاء الاصطناعي أُنتجت أعمال ذات طابع مفاهيمي يناقش قضايا خاصة بالفن باعتباره وسيلة مهمة كلغة من لغات التواصل الفني العالمي».

يذكر أن معرض «رحلة الكتابة والخط» الذي يستمر حتى 21 أغسطس، يأتي امتداداً للفعاليات، والأنشطة المتعددة التي تنفذها وزارة الثقافة تحت مظلة مبادرة «عام الخط العربي» ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030، احتفاءً بالخط العربي كرمز للهوية الثقافية العربية.