[ad_1]
بطاقات ذكية وروبوتات في الحج… مستجدات لمواكبة العصر ومكافحة الوباء
الأربعاء – 11 ذو الحجة 1442 هـ – 21 يوليو 2021 مـ
موظف سعودي يعاين بطاقة الحج الذكية لأحد الحجاج (أ.ف.ب)
مكة المكرمة: «الشرق الأوسط أونلاين»
احتاج المصري الستيني إبراهيم صيام سبع ساعات ليجد أطفاله الذين فقدوا في الزحام الشديد أثناء الحج قبل نحو 30 عاماً، لكنّ اعتماد السعودية بطاقة ذكية تحمل بيانات الحجاج بدّد مخاوفه هذه المرة.
ويستعيد صيام (64 عاماً) تجربته السابقة المريرة قائلاً: «خلال حج سنة 1993. ضاع أبنائي مني ولم أتمكن من العثور عليهم إلا بعد سبع ساعات… أما الآن فغير خائف على زوجتي ومرافقي»، بفضل «بطاقة ذكية» علّقها بشريط أصفر حول رقبته.
ويروي الطبيب البيطري المصري حازم ريحان (43 عاماً) بدوره «ضعت في منى (أثناء حج سابق) ولم أتمكن من وصف مكاني، فالمخيمات كلها تشبه بعضها».
واستحدثت المملكة العربية السعودية في موسح الحج هذه السنة، وهو الثاني خلال زمن جائحة «كوفيد – 19»، بطاقات ذكية تسمح بوصول الحجاج ونقلهم دون تلامس بشري في المناطق المقدسة، كما نشرت روبوتات لتوزيع مياه زمزم، لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحد من انتقال العدوى.
وتضم البطاقة بيانات الحاج الأساسية والصحية ورقم تسجيل الشخص الذي يقوم بالحج، ومكان سكنه بدقة واسم ورقم هاتف منظم رحلته. وزوّدت البطاقة برمز شريطي يمكن قراءته إلكترونياً.
وقال إبراهيم الذي جاء من الدمام في شرق المملكة إلى مكة للحج: «نستخدم البطاقة الذكية في كل تحركاتنا. في ركوب الحافلات ودخول المسجد (الحرام) وكذلك الوصول إلى مخيمنا ووصولاً إلى السرير».
وشارك 60 ألف من المقيمين الملقحين ضد «كوفيد – 19» في المناسك، وقدموا طلباتهم وتسلموا الموافقات على الحج إلكترونياً.
وحملت البطاقات ألوان الأصفر والأخضر والأحمر والأزرق، ورسمت السلطات مسارات بالألوان نفسها على الأرض لإرشاد الحجاج.
وعند إطلاقها، أوضحت وزارة الحج والعمرة أن البطاقة ستساعد في تتبع أي حاج فُقد الاتصال به، إذ يمكن للمنظمين معرفة كل بيانات الحجاج عبر قراءة الرمز الشريطي في بطاقاتهم بماسح إلكتروني.
وقال الصيدلي أحمد، الذي قدم من مدينة جدة الساحلية: «قبل ذلك، كانت الأمور مختلفة تماماً. كنا نضيع أو نتأخر عن الصلوات أحياناً».
وأضاف: «من أول التقديم على الحج عبر الموقع الإلكتروني، مضت الأمور بسلاسة. قدّمت وقُبلت ثم دفعت وطبعت التصريح دون تلامس بشري».
ويتزامن موسم الحج مع ارتفاع في عدد الإصابات بـ«كورونا» في مختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار النسخ المتحورة من الفيروس، ورغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر.
وسجّلت السعودية حتى أمس (الثلاثاء) أكثر من 509 آلاف إصابة بفيروس كورونا، بينها 8103 وفيات.
وأكّد وكيل وزارة الحج عمرو المداح لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ إطلاق البطاقة «يؤسس لمرحلة رقمية قادمة ستكون فيها كافة التعاملات مدارة بشكل ذكي ودون تلامس». وأشار إلى أنها ستكون أيضاً بمثابة محفظة مالية إلكترونية في المستقبل، بما يغني الحجاج عن حمل أموال نقدية.
وأكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة متلفزة أمس (الثلاثاء) أنّ «نظام الحج الرقمي يهدف إلى التقليل من الكوادر البشرية في إدارة الحشود وتنظيم الحج لضمان سلامة الحجاج والعاملين في خدمتهم».
في نقاط التفتيش في مكة، يصعد عناصر الأمن إلى الحافلات مستخدمين ماسحات ضوئية للتأكد من بيانات الحجاج المسجلة على بطاقاتهم الذكية خلال دقائق قليلة.
والحج من أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم، ويمثل تنظيمه في العادة تحدّياً لوجيستياً كبيراً، إذ يتدفّق ملايين الحجاج على المواقع الدينية المزدحمة.
ومطلع الشهر، قال نائب وزير الحج عبد الفتاح مشاط إنّ «خطة الوزارة ترتكز على تسخير التقنية لخدمة الحجاج».
وساعدت رقمنة الحج السلطات في توجيه آلاف المشاركين في المناسك التي سبق أن شهدت في سنوات ماضية حوادث وتدافعات مميتة.
وتوزّع سنوياً مئات الآلاف من قوارير مياه زمزم التي عادة ما يتهافت الحجاج على صنابير ومبردات مياه بئرها الواقعة في الحرم المكي، وهو ما كان ليشكل وسيلة لانتقال العدوى.
وللحؤول دون ذلك، وزّعت السلطات عدداً من الروبوتات باللونين الأسود والأبيض أشبه برفوف متحرّكة محمّلة بقوارير مياه زمزم قادرة على الاقتراب من الزوار الذين يلتقطون قواريهم فقط.
وقالت الأميركية الباكستانية أنيلا (37 عاماً): «تجربة تعبئة مياه زمزم في قوارير أفضل كثيراً وأقل زحمة». وتابعت: «الآن لا داعي للقلق بشأن الوقوف في طابور وسط الحجاج».
وأكّد المصري إبراهيم أنّ استخدام الوسائل التكنولوجية جعل «الأمور تواكب تطورات العصر ومتطلباته».
السعودية
الحج
[ad_2]
Source link