والدتي دفعتني للصلاة.. و”البؤساء” الأقرب إلى قلبي

والدتي دفعتني للصلاة.. و”البؤساء” الأقرب إلى قلبي

[ad_1]

06 يوليو 2021 – 26 ذو القعدة 1442
06:18 PM

تحدث في “مكتبة عبدالعزيز العامة” متأثرًا بـ”طه حسين”

“الحربش”: والدتي دفعتني للصلاة.. و”البؤساء” الأقرب إلى قلبي

تحدث الأديب الدكتور عدي بن جاسر الحربش عن تجربته الطويلة مع القراءة، وأكد على أن القراءة بالنسبة له هي عشق دائم، وأن الحديث عن القراءة من أصعب ما يكون؛ لأن الأمر أشبه أن تضع شيئًا شاسعًا كبيرًا لا نستطيع وصفه، وكما تحدث الشاعر الجاهلي عن حبيبته ذكر الأطلال والأماكن، وأنا سأتحدث عن المكتبات التي عرفتها، وبهذه الطريقة أحاول أن أقدم رؤيتي للقراءة ومجالها الفسيح؛ حيث ذكر أنه قرأ في البدايات قصص النبيين، وكتاب كليلة ودمنة، ثم قرأ ألوانًا من الروايات والشعر والروايات المترجمة، وتأثر كثيرًا بالأديب الدكتور طه حسين.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي استضافت فيه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مساء أمس الاثنين، الطبيب والأديب الدكتور عدي جاسر الحربش، في لقاء ثقافي للحديث عن تجربته في القراءة، وأقيم بقاعة الندوات بفرع المكتبة في طريق خريص بالرياض، وأداره الدكتور فهد العليان ضمن ملتقى: “تجاربهم في القراءة” الذي يشكل أحد برامج المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وسط حضور كبير ونوعي اتبعت فيه الإجراءات الاحترازية، كما بثّ عن بعد عبر حسابات المكتبة؛ حيث قدم الدكتور العليان في بداية اللقاء صورة موجزة للسيرة العملية والعلمية والأدبية لعدي الحربش.

وقال الحربش: “عندما أتذكر أول ما اقتنيت من كتب كان هناك كتابان: قصة النبيين لأبي الحسن الندوي، وكليلة ودمنة لابن المقفع، من تقديم جورجي زيدان، وحين عدت للكتابين وجدت قصص النبيين قد تساقطت أوراقه، وفي كتاب كليلة ودمنة بعض الخطوط والإشارات لكيفية قراءة الكتاب، وبدأت بعد ذلك أقتني كتبًا أخرى”.

وأضاف: “كان قصص النبيين هدية من والدتي، وكليلة ودمنة هدية من والدي، والدتي تدفعني لطرق الخير والصلاة، ووالدي يحميني بالحكمة والفصاحة”.

وتابع: “كنا نسكن في بيت في حي الملز بالرياض، وعند الخروج من المنزل طريقان: واحد للمسجد، وواحد للمكتبة. وكنت آنذاك الطفل المدلل؛ كنت أذهب للمسجد، ثم تعلمت أن أرسم قاعدة، بعد صلاة العصر أذهب إلى المكتبة، وتقع في تقاطع شارع علي بن أبي طالب مع شارع صلاح الدين”.

ومضى قائلًا: “لا أستطيع أن أفهم لماذا حين كبرت لم أستطع أن أتذكر ماذا كنت أقرأ؟”.

وذكر الحربش مجموعة من المكتبات التي كان يرتادها لاقتناء الكتب؛ منها “مكتبة بحر العرب”، ومكتبة “الحرمين”، و”اللواء”، و”المؤيد”، و”العبيكان”، وأن في ذلك الوقت كانت هناك روايات مثل: جريمة في وادي النيل، جريمة في قطار الشرق، وكانت هناك مطبوعات مثل دار الكاتب العربي، فاقتنيت ألف ليلة وليلة، وسيرة سيف بن ذي يزن، وبعض الروايات الفانتازية.

وكانت مكتبة الحرمين تمتلئ بمئات الكتب الرزينة والكتب التراثية، فاقتنيت كتاب “الأغاني” وقرأت قصص العرب، وكان الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني يتكرر في كل الكتب كمصدر أساسي في معظم الدراسات العربية؛ لهذا فضلت قراءته، وهو مهم لدارسي الأدب العربي.

وقال “الحربش”: “من المكتبات التي أتذكّرها في طفولتي: مكتبة كانت بشارع فاطمة الزهراء، وكانت هناك روايات جورجي زيدان ذات القصص التاريخي، ولكن لم تحز على إعجابي بشكل كبير، بما فيها من فانتازيا وبما فيها من تاريخ، وبالرغم من أن شخصيات زيدان عربية كانت تتحدث كشخصيات فرنسية، كأنها شخصيات ألكساندر دوماس، فالعيب عند جورجي زيدان عيب فني. وكذلك كتب بسام العسلي، وكذلك منشورات دار العلم للملايين، وروايات أجنبية لفيكتور هوجو، وبعض الروايات العالمية المختصرة مثل: أحدب نوتردام، والبؤساء، وكانت أغلفتها مرسومة بشكل جذاب”.

وأوضح “الحربش” أن الكتب لم تكن تنحصر على المكتبات، بل كانت هناك أكشاك لبيع الكتب في الشوارع وفي مطار الملك خالد وفي المحلات الكبرى، و”اقتنيت منها كتبًا للمنفلوطي وطبعات دار الهلال، وغيرها.

وقرأت معجم البلدان، ورسالة الغفران، ولكن أكثر كاتب أثّر عليّ هو الدكتور طه حسين، الذي أدين له بالكثير من الجرأة وإعادة قراءة ما هو متعارف عليه، وهنا نظرت للمتنبي والمعري نظرات جديدة.

وقد أشار “الحربش” إلى جملة من الكتب والدواوين التي قرأها خلال مسيرة قراءته؛ حيث ذكر أنه قرأ عمر بن أبي ربيعة، والسياب، والبياتي، وصلاح عبدالصبور، وأمل دنقل، والروايات العالمية والمسرحيات.

وأضاف: “وحين ابتعثت إلى كندا لدراسة الطب بدأت أقرأ الفلسفة والفنون التشكيلية، والكتب الفكرية واللغوية، وكانت هناك تجربة القراءة في الأدب العالمي، خاصة من مكتبات الكتب المستعملة”.

وتحدث عن الكتب وربطها بحديثه عن العشق، وله ذكريات مع مختلف المكتبات. وقال: “غلب الإغراء الحذر، وقد اشترى له والده جاسر الحربش كتاب الأغاني، وأن البؤساء أقرب الروايات لقلبه، وتحدث عن أكشاك الكتب ومكتبة والده، وأن الكتاب ليس كتابًا معلوماتيًّا فقط، ولكنه تحفة جمالية”.

وقد دارت أسئلة الحضور ومناقشاتهم عن وسائل تنمية القراءة، خاصة للأبناء والأجيال الجديدة، والمواءمة بين القراءة ومهنة الطب، والعلاقة بالأنشطة المدرسية، وطقوس القراءة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply