[ad_1]
ما إن تفكر بالخروج إلى مكان لتشرب قهوتك حتى تحتار في اختیار وجهتك، وتحدید المكان الذي یقدم خیارًا جیدًا من القهوة. وهذه الحیرة لا تأتي من تقییمات المستخدمین في قوقل، التي تخدعك في أحایین كثیرة، بل من الكم الهائل من أماكن شرب القهوة المنتشرة في كل مكان؛ إذ كنا في السابق نقطع مسافات للوصول إلى بعض الأماكن، أو نبحث عنها في المجمعات التجاریة.
وبحسب مقال منشور في أحد المواقع الإلكترونیة، تُصنَّف السعودیة على أنها “من أكثر دول العالم استهلاكًا للبُن لارتفاع معدل استهلاك الفرد للقهوة. وتُقدَّر الكمیات المستوردة للأسواق السعودیة من البُن بأكثر من عشرة آلاف طن سنویًّا”.
هذه النسبة اللافتة، والتزاید المطرد، لهما علاقة بطفرة انتشار المقاهي، وثقافة العمل وإنجاز المهام داخلها؛ إذ أصبح الكثیر من الأفراد یلجؤون إلیها عند كثرة المهام، بل یهربون إلیها من منازلهم بحجة البحث عن الهدوء والصفاء الذهني.
الغریب أننا عشنا أعمارنا نتعامل مع بیوتنا أنها الملاذ الآمن لأذهاننا عند الحاجة لذلك، وأماكن الهدوء والاستقرار النفسي والذهني والبدني، لكن انقلبت الموازین، وأصبح الهروب من البیوت هو الحل عند الرغبة بتغییر الجو، أو إنجاز الأعمال، أو البحث عن الصفاء الذهني.. فما الذي تغیَّر؟!
قد یكون السبب أن الأغلبیة یعملون في أماكن بعیدة عن بیوتهم التي نشؤوا فیها؛ إذ یضطرون للانتقال إلى مدن أكبر من أجل لقمة العیش، أو یعیشون في شقق صغیرة بعد أن كانوا في بیوت العائلة الواسعة، وتعتبر المقاهي فرصتهم في التواصل البصري مع الحیاة والناس. وما یؤكد ذلك أننا لا نجد ظاهرة إنجاز الأعمال في المقاهي منتشرة في المدن والمحافظات الصغیرة حین مقارنتها بالریاض وجدة!
كذلك الشعور بالضغط في المدن الكبیرة الذي یعیش الفرد تحته حینما یظن أن وجوده في المقهى لقضاء وقت جید خیار جید إن لم یتقاطع مع وقته لإنجاز الأعمال. ولا أتذكر أنني أنجزت عملاً في مقهى باستثناء اجتماعات طارئة رغم أنني أرغب بتقلید الكثیرین، وفي أكثر من مرة حاولت الانشغال بجهاز اللابتوب، وكأنني أدیر فرعًا لشركة عالمیة كبیرة، لكن لم أوفَّق في ذلك× فاضطررت إلى تنحیة اللابتوب، والاستمتاع بقهوتي وأنا أتأمل الزوار.
[ad_2]
Source link