نجح المنتخب الدنماركي بطل نسخة 1992 في حجز أول بطاقة إلى ربع نهائي كأس أمم أوروبا (يورو 2020)، بفضل فوزه الكبير على منتخب ويلز برباعية نظيفة أمس في أمستردام، حارماً الأخير من تكرار إنجاز 2016، حين وصل إلى نصف النهائي في أول مشاركة له في النهائيات.
على ملعب «يوهان كرويف أرينا»، أظهر المنتخب الدنماركي وجهاً آخر غير الذي ظهر به في دور المجموعات، حين تأهل بصعوبة ضمن أفضل الفرق التي احتلت المركز الثالث، وسيطر تماماً على مجريات مواجهته ضد ويلز.
واضطر مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند لإجراء تغييرين على التشكيلة الأساسية، حيث دفع بالمهاجم كاسبر دولبرغ بدلاً من يوسف بولسن بداعي إصابة طفيفة للأخير، فيما حل ينس ستريغر لارسن بدلاً من دانيال فاس المريض في مركز الظهير الأيمن المتقدم. وبالفعل لعب دولبرغ دور البطل، حيث سجل الثنائية الافتتاحية في الدقيقتين (27 و48) ليفتح الطريق لفريقه لإضافة هدفين آخرين عبر يواكيم مايهلي في الدقيقة 88 ومارتن برايثوايت (90+4).
ونجح الدنماركيون الذين فاجأوا العالم عام 1992 بإحرازهم اللقب بعد مشاركتهم في النهائيات في اللحظة الأخيرة نتيجة استبعاد يوغوسلافيا، في التأهل إلى ربع النهائي رغم صدمة خسارتهم نجمهم إريكسن في المباراة الأولى ضد فنلندا (صفر – 1) بعد تعرضه لأزمة قلبية.
وبدا واضحاً أن ما حصل مع صانع ألعاب إنتر ميلان الإيطالي شكّل حافزاً للدنمارك من أجل القتال لأجله، ونجحوا في تحقيق فوزهم الأول في الأدوار الإقصائية منذ إنجاز 1992. وللمصادفة جاء انتصار الدنمارك على ويلز في ذكرى مرور 29 عاماً على فوزهم في نهائي 1992 على ألمانيا.
وهذا الفوز السابع للدنمارك على حساب ويلز في المواجهة الحادية عشرة بينهما، مقابل أربعة انتصارات للخصم، علماً بأن آخر انتصار لويلز يعود إلى التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا 2000، لتحقق بعدها الدنمارك أربعة انتصارات متتالية، آخرها قبل لقاء الأمس في دوري الأمم الأوروبية في خريف 2018، وخرجت الدنمارك منتصرة في المناسبتين، 2 – صفر ذهاباً على أرضها بثنائية لإريكسن بالذات و2 – 1 إياباً.
وخاض المنتخب الويلزي اللقاء من دون جمهوره، بسبب قرار السلطات الهولندية بمنع دخول القادمين من بريطانيا إلى البلاد، ضمن إجراءات الوقاية من النسخ المتحورة لفيروس كورونا. ويخوض المنتخب الدنماركي مباراته في دور الثمانية، السبت المقبل، على ملعب باكو الأولمبي في أذربيجان مع الفائز من مباراة هولندا والتشيك اليوم.
وجاءت أول فرصة تهديفية في المباراة لصالح ويلز بالدقيقة العاشرة حين انطلق النجم غاريث بيل وسدد كرة مباغتة قوية من حدود منطقة الجزاء، لكنها مرّت بجوار القائم مباشرة، ثم تصدى دفاع الدنمارك لمحاولتين خطيرتين في الدقيقتين 14 و15. وبمرور الوقت دخل المنتخب الدنماركي في أجواء اللقاء، حتى افتتح التسجيل في الدقيقة 27، حين سيطر دولبرغ على الكرة من خارج منطقة الجزاء وصوّب ببراعة على يسار حارس ويلز داني وورد. وبعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الثاني، عاد دولبرغ ليستغل كرة تائهة داخل منطقة الجزاء فشل مدافع ويلز البديل نيكو ويليامز في تشتيتها وسدد مباشرة مسجلاً هدفه الثاني. وحاول منتخب ويلز العودة وكثف محاولاته بحثاً عن الرد، وسدد دانييل جيمس كرة قوية في الدقيقة 59 اصطدمت بالمدافع الدنماركي أندرياس كريستينسن ووصلت للحارس كاسبر شمايكل.
وعاد المنتخب الدنماركي ليفرض تفوقه وتحكمه في إيقاع المباراة ليضيف الهدف الثالث في الدقيقة 88، حيث تلقى مايهلي عرضية في غياب الرقابة وتقدم وراوغ وسدد في الشباك. وأشهر الحكم الألماني دانيل سايبيرت البطاقة الحمراء للاعب الويلزي هاري ويلسون في الدقيقة 90 بسبب الخشونة، ودفع الفريق الثمن مباشرة بتلقي الهدف الرابع عن طريق برايثوايت بعد تدخل حكم الفيديو لإقراره.