قيادة المملكة نحو النهضة والازدهار

قيادة المملكة نحو النهضة والازدهار

[ad_1]

قيادة المملكة نحو النهضة والازدهار

علي آل شرمةالرياض

بشفافية كاملة، ووضوح تام، خاطب سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، فئات المجتمع كافة متحدثًا عما تم إنجازه خلال السنوات الماضية، وما يتوقَّع تحقيقه خلال الفترة المقبلة، مقدمًا التفاصيل كافة المتعلقة بسير العمل، ومتجاوزًا ما درج عليه الساسة والمسؤولون من عرض العموميات، وغض الطرف عن التفاصيل.. وهو هنا يمارس عادته المحببة في الاقتراب من شعبه. وكان من أبرز ما امتازت به كلماته – حفظه الله – أنه تحدث إلى جميع السعوديين، عامتهم ونخبهم المثقفة، بكلمات اتصفت بالمباشرة والبساطة، وفي الوقت ذاته احتوت على الإحصاءات والأرقام والتحليلات التي يحتاج إليها المتخصصون.

كذلك حرص سموه على التطرق لما يشغل بال المواطن السعودي كافة، سواء من قضايا حياته ومعيشته، أو التحديات التي تواجه بلاده، أو ما ينتظر توقعه لمستقبل الأجيال المقبلة.. وطمأن الجميع بعدم وجود أي توجُّه لفرض ضريبة على الدخل، قاطعًا بذلك الطريق على هواة بث الشائعات المغرضة، كما أشار إلى تفهُّمه الآثار المترتبة على فرض ضريبة القيمة المضافة، مؤكدًا أنها مؤقتة، واقتضتها ظروف معينة، ندركها جميعًا، وسوف يتم تخفيضها خلال الفترة المقبلة قبل رفعها بصورة نهائية.

ولي العهد أشار إلى نقطة في غاية الأهمية عند تطرُّقه للمواصفات التي يركز عليها عند اختيار المسؤولين والوزراء.. فإضافة إلى معايير الكفاءة والمؤهلات، والقدرة على حمل المسؤولية، شدد سموه على أهمية أن يتمتع المرشح لأي منصب بـ”الشغف”، والرغبة في إحداث الإضافة المطلوبة. وهذه من أهم الصفات التي ينبغي توافُرها حتى لا يتحول المسؤول إلى مجرد موظف روتيني، يؤدي أدوارًا تقليدية. ولعل هذا هو السر في التغييرات المتعددة التي حدثت خلال السنوات الماضية في الوزارات والأجهزة الحكومية، حتى تم اختيار الطاقم الحالي.

ومن أبرز ما حرص الأمير الشاب على تأكيده هو هوية هذه البلاد المباركة، حينما أشار إلى أن القرآن هو دستورها وقانونها، وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. وهي رسالة واضحة المعالم للداخل والخارج بأن السعودية ماضية على هدي الكتاب والسُّنة، ومستمرة على النهج الذي سارت عليه منذ توحيدها على يد الملك المؤسس المغفور له – بإذن الله – عبد العزيز بن سعود، مع تأكيده تعزيز الاجتهاد الفقهي والتجديد المنضبط الذي لا يتعارض مع الثوابت.

في الملف الاقتصادي كانت البشريات كثيرة ومتعددة عندما أشار إلى أن الكثير من أهداف رؤية السعودية 2030 سوف يتم إنجازها قبل الوقت المحدد. وما كان لذلك أن يتأتى لولا الالتزام التام بتنفيذ المشاريع العملاقة وفق الجداول الزمنية الموضوعة. وتطرق كذلك إلى الدور الذي لعبه النفط في تحقيق التنمية خلال العقود الماضية، ولم يزل أحد الموارد الأساسية، لكن الدولة تتوجه نحو تنويع مصادر الدخل باستنباط موارد جديدة، في مقدمتها تفعيل الاستثمار عبر صندوق الاستثمارات العامة الذي يهدف إلى مضاعفة أصوله بمعدل الضعفين؛ ليصبح بمنزلة نفط جديد للمملكة، بحيث تتم زيادة أصوله إلى 10 تريليونات ريال في 2030.

وعلى الصعيد السياسي كانت الإشارات واضحة، وفي منتهى الشفافية، عندما تحدث عن توافق مع الإدارة الأمريكية الجديدة بنسبة 90 %، مؤكدًا أنه لا يوجد تفاهم بنسبة 100 % بين أي دولتين في عالم السياسة. مستدركًا بأنه حتى القضايا الخلافية تخضع للنقاش. وكذلك جدد دعوته للمتمردين الحوثيين للجنوح إلى السلم، والتوصل إلى اتفاق وقف النار، وتقديم مصالح بلادهم على الأجندة الخارجية. كما أكد ولي العهد أن إيران دولة جارة، يهم السعودية أن تحظى بعلاقة طيبة معها، إذا ما التزمت طهران بسياسة حسن الجوار، وكفت أذاها عن دول المنطقة، وارتضت أن تندمج في النظام العالمي بإيجابية. وهذه الدعوة إلى السلام تندرج ضمن ما يسمى بـ “سلام الشجعان” الذي يقوم على التمسك بالسيادة، ورفض التدخلات الأجنبية.

وفي مجال الخدمات والقضايا العامة أكد سموه التزام السعودية بالسير في مشاريع الإسكان، وتقليل نسبة البطالة وسط الشباب، كما تطرق لمواضيع الصحة والتعليم ومحاربة التطرف، إلى غير ذلك مما يهم المواطن السعودي.

لن تكفي الكلمات للإحاطة بكل ما احتوى عليه الحديث التاريخي؛ فهو لم يترك شاردة ولا واردة إلا وتوقف عندها، وأوضح كيفية التعامل معها. كل ذلك بأسلوب علمي دقيق، ولغة واضحة وسليمة، أثارت إعجاب مَن تابعها، ونالت استحسانه ورضاه.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply