[ad_1]
أكثر الانتقادات التي ساقتها حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن ما قبل الانتخابات الرئاسية وجاهة، هي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب صاغ السياسة الخارجية بالضد من سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما حتى لو كان ذلك لا يوافق بالضرورة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومصالح حلفائها. مع ذلك تبدو إدارة بايدن تعود إلى نفس النهج الذي انتقدته سابقا. يتبدى ذلك بشكل واضح في السياسة تجاه الملف الإيراني. فمنذ وصول سيد البيت الأبيض وهو يعطي إشارات تجاه النظام الإيراني بأنه مستعد للتخلي عن سياسة الضغوط القصوى التي أنتجها سلفه ترمب وأن يعود إلى الاتفاق النووي وبناء تفاهم جديد ربما يتجاوز الملف النووي إلى قضايا أخرى في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك فإن نظام طهران لم يلاق جهود الرئيس الأمريكي في منتصف الطريق، بل راح يتعنت أكثر وأكثر وترجم ذلك إلى هجمات إرهابية تقوم بها ميليشيات أنشأها نظام الملالي على امتداد العقود الماضية. حتى قرار الخارجية الأمريكية بإزالة جماعة الحوثي من المنظمات الإرهابية قابلته الجماعة بمزيد من استهداف المدنيين في اليمن وفي المملكة العربية السعودية. كما قامت التنظيمات الإرهابية التابعة لطهران في العراق باستهداف قواعد أمريكية في كردستان العراق. صدعت الإدارة رؤوسنا بالحديث عن حقوق الإنسان واعتقدنا بأن ذلك سيكون منهجها في التعامل مع كافة دول العالم خاصة وهي تكيل الاتهامات لهذه الدولة أو تلك، وبالغنا بالتفاؤل حينما اعتقدنا أن خطاب الدفاع عن حقوق الإنسان أصبح مبدأ في الإدارة الأمريكية وليس وسيلة ضغط تستخدم ضد هذا الطرف أو ذاك. لكن سرعان ما اكتشفنا أن الإدارة انتقائية في إدانتها لانتهاكات حقوق الإنسان فهي تبالغ في انتقاد الصين في قضية الأيغور بسبب استعداد الإدارة لخوض حرب باردة ضد التنين الصيني ولكنها تغض الطرف عن انتهاكات أخرى في بلاد تريد أن تبني معها علاقات جديدة ولا تريد هذه القضية أن تشوش عليها، وإيران هي المثال الأبرز على ذلك، فمنذ ثورة الخميني لم يترك النظام وسيلة لانتهاك حقوق الإنسان المتعلقة بالمعارضين له إلا وانتهجها، بدأ ذلك بالتصفيات الجسدية التي طالت الناشطين والمناضلين الذين ينتمون إلى اليسار والليبراليين ولم تتوقف يوما ضد الكرد والأحوازيين حتى يومنا الحالي. طالما تعهد الغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص بدعم الحراك الشعبي إذا ما تحرك ضد النظام الإيراني ولكن إدارة الديمقراطي باراك أوباما خذلت الشعب الإيراني عندما تحرك في الثورة الخضراء عام 2008 ثم خذلته في كل الانتفاضات اللاحقة. أخيرا اهتز الجبل الغربي فولد فأرا ميتاً تبدى في معاقبة ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين من قبل الاتحاد الأوروبي وليس واشنطن. وبعد كل ذلك استأنفت الولايات المتحدة وحلفاؤها مفاوضات مع طهران متجاهلة تعنت النظام وانتهاكاته وعصفت بكل مبادئ حقوق الإنسان، أما الرسالة إلى دول المنطقة فهي إذا أردت أن تكسب في علاقتك مع واشنطن فكن خصماً لها ولا تكن حليفاً لها أبداً.
[ad_2]
Source link