[ad_1]
سعى الإنسانُ للبحث واكتشاف عوالم غيبية «ميتافيزيقية»، كمصدر للإلهام والحكمة، بدافعٍ من الخوف والرهبة… والأهم: تضرعاً وتوسلاً لتنزيلات الرحمة وتجليات القدرة الإلهية الجبارة وراء خلق هذا الكون وبديع صنع خالقه، جل وعلا (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلقِ السماواتِ والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران: ١٩١.
لم يفكر الإنسان في مغادرة الأرض، للعيش في أكوان بالفضاء، إلا حديثاً. الحياة بعد الموت… ونهاية البشرية على الأرض، يوم القيامة، تظل في علم الغيب عند الله. أما أن يفكر الإنسان، بأن يغادر الأرض لعوالم في الفضاء يمكنه فيها مواصلة الحياة، إنما هو من تجليات الخيال العلمي الجامح، أكثر منه ممكناً من الناحية العلمية والتكنولوجية، على الأقل، إلى الآن… بل يكاد يكون مستحيلاً.
لقد هيأ الله كوكبَ الأرض لعيش الإنسان، حتى مماته ثم بعثه (قال اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين) الأعراف: ٢٤. تاريخ الأرض الجيولوجي يثبت أن الأرض كانت تتهيأ لنزول الإنسان إليها، وما كان الإنسان مهيأً، بطريقة حياته الذكية والمتطورة، طوال ٤.٥ مليار سنة من عمر الأرض، حتى تجلت إرادة الله إنزاله للعيش بها. بل إن هناك في غيب الله القديم، ساعةً تنتهي فيها الحياة على الأرض، بل وينقضي فيها عمر النظام الشمسي والكون، بأسره (ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء…. الآية) الزمر: ٦٨.
ليس هناك تفسيرٌ مقنعٌ لهذا التوجه العلمي المكْلِفُ، للبحث عن حياة خارج الأرض… دعك من إمكانية هجرة الإنسان إليها. ثم هل مجرد وجود ماء، في حالته السائلة وأكسجين، كافٍ لعيش الإنسان في بيئة لم تخلق أساساً لعيشه بها، بعيداً عن عالم الحياة المتنوعة في الأرض، من أحقر الفيروسات، إلى أضخم الثدييات، مع أشكال الحياة النباتية والبحرية والبكتيرية والحشرية والدودية الأخرى (ويخلق ما لا تعلمون) النحل: ٨، حيث تتكامل في عالمٍ حياتيٍ وبيئيٍ مبدعٍ وخلاقٍ فريد.
بدل أن يتسابق الإنسان بتكلفةٍ مادية وأخلاقية وعلمية باهظة، وأمام الأرضِ، والنظام الشمسي بأسره، كما يزعم علماء الفلك، خمسة مليارات سنة أخرى، ليلتفتوا إلى الأرض وإلى مستقبل الإنسان عليها، وكفى عبثاً بالبيئة وتنوعها، وبأحوال وتقلبات المناخ.. والعمل لمواصلة تنمية المجتمعات البشرية، ليبقى الإنسان ويظل حراً، كما خلقه وأراده الله أن يكون: أكثر أماناً.. وأوفر صحةً.. وأسعد أوقاتاً.. وأحسن مآلاً وعقبى، بعيداً عن الظلم والفساد والمرض والجهل… والأهم: أن يعيش الإنسان على هذه الأرض، بسلامٍ وهو أكثرُ اقتراباً من الله، شاكراً لنعمائه راجياً متضرعاً الفوز بالجنة والنظر لنورِ وجهِهِ العظيم (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قترٌ ولا ذلةٌ أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) يونس: ٢٦.
البحث عن حياة خارج ما أراد الله أن يحياها الإنسان مع كافةِ مخلوقاته على الأرض، خيالٌ علميٌ باهظ التكلفة، يصل لدرجة العبث والسفه، بل إلى الهرطقة المقيتة.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
[ad_2]
Source link